سفير بكين في واجادوجو: عودة العلاقات الصينية البوركينية ليست صفقة بل تحالف من أجل المستقبل
تحتفل الصين وبوركينا فاسو بمرور عام على استئناف علاقاتهما الدبلوماسية والسياسية بعد عشرين عاما من قطيعة قال محللون إن سببها الرئيس هو تعامل السلطات البوركينية مع "تايوان".
وأكد لى جيان السفير الصينى لدى بوركينا فاسو أن عودة العلاقات الدبلوماسية بين بكين وواجادوجو منذ قرابة العام كان لها أثر إيجابي على شعبي البلدين، وأشار فى مقال نشرته الصحف البوركينية، إلى أن عودة العلاقات الدبلوماسية مع بوركينا فاسو "ليست صفقة بل إنها نتيجة لقرار مشترك من الطرفين ولا يمكن تقليصها فى مجرد حسابات لمصالح الدولتين اللتين أبديتا رغبتيهما في وضع نهاية لعشرين سنة من القطيعة، بعدما أدركت واجادوجو أن تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضى الصينية" .
وأشار السفير الصيني ـ في مقاله ـ إلى أن المجتمع الدولي أقر منذ زمن بعيد أن الممثل الشرعي الوحيد للصين هو جمهورية الصين الشعبية وذلك يفسر أن 178 دولة مستقلة فى العالم أقامت علاقات دبلوماسية مع بكين فى مقابل عدد قليل من الدول التى قبلت التعامل مع تايوان .
وفيما يتعلق بالعلاقات الصينية - الإفريقية، قال السفير الصينى إنها تتسم بالكمال إلى حد كبير ..منوها بأن الصين تعد أكبر دولة فى مرحلة تطور وإفريقيا قارة بها أكبر عدد من الدول النامية وبينهما علاقة صداقة طبيعية حيث تشق الصين وإفريقيا طريقهما نحو التنمية ويسعيان لتحقيق الاستقلال والرخاء، وأشار إلى أن التعاون بين الطرفين يمثل عنصرا مهما وضروريا لتعزيز روح التعاون الصيني الإفريقي بوجه عام.
ونوه بحاجة الصين إلى دعم بوركينا فاسو لتتمكن من الدفاع عن المصالح المشتركة للدول النامية، وقال إن اختيار "كيو يو دونجيو" مديرا عاما لمنظمة الأغذية والزراعة الدولية (الفاو) مكسب لكل من الصين وإفريقيا، كما نوه بتأييد الصين لمرشح بوركينا فاسو للحصول على عضوية مجلس حقوق الإنسان ومجلس إدارة الاتحاد الدولي للاتصالات السلكية واللاسلكية للأمم المتحدة.
وتابع السفير الصينى قائلا" إن الرئيس الصيني شى جين بينج أكد خلال منتدى التعاون الصيني الإفريقي عمق علاقات التعاون بين الجانبين، عدم تدخل بلاده في الشئون الداخلية للدول الإفريقية أو فرض رغبتها عليها.. كما أن المساعدات التى تقدمها بلاده إلى الدول الإفريقية ليست مشروطة بمواقفها السياسية، كما أنها لن تسعى إلى تحقيق مصالح سياسية أنانية فى تعاونها مع إفريقيا فيما يتعلق بملف الاستثمارات والتمويل".
وحول البعد التاريخي للعلاقات الصينية الإفريقية، قال السفير الصينى لدى بوركينا فاسو" لقد كانت الصين أكثر فقرا مقارنة بالكثير من الدول الأفريقية خلال فترة السبعينيات من القرن الماضى وبرغم ذلك قامت بانشاء خط السكك الحديدية بين تنزانيا وزامبيا، وبعد أن شهد وضع الصين تحسنا كبيرا، أخذت على عاتقها استكمال المسيرة وتقديم يد العون لأصدقائها الأفارقة في المجالات كافة لتحقيق التطور والنمو ولن تتوقف بكين عن تسخير الأموال والتكنولوجيات والكفاءات لمواصلة هذا الدعم".
وتابع" أنه منذ عودة العلاقات الدبلوماسية بينهما لم تتوقف الشركات الصينية عن الاستثمار فى بوركينا فاسو لتفتح المجال أمام فرص جديدة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية على المستوى الوطنى، فعلي سبيل المثال هناك مشروع إنشاء مائة مدرسة الذي تقوم بتنفيذه شركات بوركينية ما يعد خير دليل على تحقيق مكاسب مشتركة وتفعيل سبل تعاون تجمع بين المال والتقنية الصينية من ناحية والموارد البشرية البوركينية المؤهلة والوفيرة من ناحية أخرى".
وفي ختام مقاله أكد سفير الصين لدى بوركينا فاسو أن المكسب الحقيقي الذى تحققه بلاده من عودة العلاقات الدبلوماسية مع واجادوجو هو أنه صار لديها صديق مخلص وشريك جيد يمكنها فى نهاية المطاف من الحصول معه على دعم المجتمع الدولي ، موضحا ان النتائج المثمرة لأشكال التعاون بين البلدين خلال العام الماضى أثبتت أنها نابعة من رغبة شعبين يسعيان إلى النهوض جنبا إلى جنب.