رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


"لوس أنجلوس تايمز": العقوبات الأمريكية في أعالي البحار تختبر صبر الحلفاء

19-8-2019 | 12:01


ذكرت صحيفة (لوس أنجلوس تايمز) الأمريكية اليوم الإثنين، أنه في خضم حروب الناقلات المتصاعدة بين الغرب وإيران، تواجه واشنطن حاليا مقاومة من شركائها الدوليين التقليديين.

وقالت الصحيفة ـ في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني اليوم الإثنين ـ إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تريد تطبيق سياسة أقصى قدر من الضغط في أعالي البحار، ومنع طهران من تصدير النفط عبر أسطول ناقلاتها والعمل في الوقت ذاته على حماية سفن الشحن الدولي من الهجمات الإيرانية، ومع ذلك، تعثرت خطط واشنطن في هذا الصدد بسبب قيود قانونية وغموض الحلفاء الأوروبيين بشأن الانخراط والمشاركة في هذه الحملة، وهم يعززون في الوقت ذاته من جهودهم الدبلوماسية الخاصة للتعامل مع طهران.

ونقلت الصحيفة عن أريان طبطبائي، وهي باحثة سياسية تعمل لدى مؤسسة (راند كورب) العالمية، قولها" إن الأوروبيين يشاركون إلى حد كبير وجهات نظر الولايات المتحدة بأن أنشطة إيران في عدد من المجالات تمثل تحديا، على أقل تقدير، لكنهم انقسموا مع إدارة ترامب حول أفضل طريقة للعمل..إن الضغط على أعالي البحار لن يضر فقط بإيران، بل وأيضا بالمصالح الأوروبية".

من جانبه، قال اسفنديار باتمانغليدج، مؤسس شركة بورس آند بازار الإعلامية التي تهتم بشئون إيران،" إن إطلاق سراح ناقلة النفط جريس ون، وهي ناقلة حملت العلم الإيراني واستُولى عليها بجبل طارق الشهر الماضي، مثل اختبارا لما إذا كانت الدول الأوروبية ستساعد في تطبيق العقوبات الأمريكية داخل مياهها البحرية أم أنها ستقيد نفسها بتطبيق سياستها الخاصة.

وقد أمرت المحكمة العليا في جبل طارق، وهي منطقة بريطانية تتمتع بشبه حكم ذاتي، بإطلاق سراح الناقلة بعد تلقي تأكيدات من إيران بأن السفينة لم تكن متوجهة إلى سوريا، التي تعد هدفا لعقوبات الاتحاد الأوروبي.. فيما نفى المسؤولون الإيرانيون فيما بعد تقديم أي من هذه التأكيدات ولم يفرجوا بعد عن ناقلة النفط البريطانية (ستينا إمبيرو) المحتجزة لديهم.

وقالت (لوس أنجلوس تايمز) إن إطلاق سراح السفينة الإيرانية جاء على الرغم من طلب واشنطن لاحتجاز الناقلة بسبب انتهاكها للعقوبات الأمريكية حتى أصدرت الحكومة في جبل طارق بيانا يوم أمس أعلنت فيه أنها عالجت طلب الولايات المتحدة بعناية فائقة من أجل أن تكون قادرة على المساعدو ولكنها لم تستطع فعل ذلك لأن عقوبات الاتحاد الأوروبي لا يمكن تطبيقها على جريس ون".

ويهدف نظام العقوبات الأمريكية إلى خنق مبيعات الطاقة الإيرانية .. فقد أضرت بأسطول ناقلات النفط الإيراني من خلال التهديد بفرض عقوبات على شحنات النفط الإيرانية وأي أطراف أخرى تتعامل مع طهران، وقد دفعت الولايات المتحدة حلفاءها إلى فعل الشيء ذاته..غير أن إيران لم تتخذ هذه الإجراءات على محمل الجد، حتى أنها قامت في هذا العام بشن مجموعة من الهجمات غير المميتة على ناقلات النفط في منطقة الخليج، وعندما استولى جبل طارق على جريس 1، للاشتباه في أنها كانت تنقل الوقود إلى سوريا، استولت طهران على ناقلة بريطانية أثناء مرورها عبر مضيق هرمز بالقرب من سواحلها.

ولحماية سفن الشحن الدولية من الهجوم الإيراني، أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن واشنطن دعت 60 دولة للانضمام إلى مهمة بحرية تقودها من أجل تنظيم قوافل لمرافقة السفن أثناء عبورها عبر مضيق هرمز، الذي يعد أهم نقطة لعبور النفط في العالم.

وتعليقا على ذلك، قال لورانس برينان، أستاذ القانون البحري بجامعة فوردهام الأمريكية وقبطان سابق في البحرية خدم في منطقة الخليج ـ في تصريحات خاصة للوس أنجلوس تايمز ـ " إن التحديات التي تواجه هذه المهمة كبيرة..فكيف يمكنك أن تحمي السفن في هذه المسطحات المائية الكبيرة؟! لذا أنت بحاجة إلى سفن متعددة، قريبة من بعضها البعض وتتمتع بدعم جوي".

وأخيرا، لفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن عددا قليلا من الدول الأوروبية وافقوا على هذا الجهد، حيث إن ألمانيا رفضت صراحة، وقالت إسرائيل إنها ستقدم معلومات استخبارية للتحالف؛ ما أثار إدانة سريعة من العراق، الذي أكد وزير خارجيته في تغريدة له على (تويتر) أن وجود القوات الغربية في المنطقة سيثير التوترات.