رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


سببان رئيسيان دفعا ترامب لقصف «الشعيرات»

9-4-2017 | 10:09


كانت الصورة المروعة للهجوم الذي استخدمت فيه الأسلحة الكيماوية ضد المواطنين السوريين هي ما استفز مشاعر ترامب، الذي كان حتى وقت قريب يرفع شعار "أمريكا أولاً"، أي عدم التدخل خارجياً، وذلك لتوجيه 59 صاروخ "توماهوك" ضد أهداف عسكرية سورية مساء الخميس الماضي.


وأفاد كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية الذين تحدثوا مع ترامب بأن صورتين تحديداً روعتا الرئيس؛ صورة أطفال صغار يحتضرون، بينما ينثر عليهم أشخاص رذاذ الماء في محاولة يائسة لتنظيف أجسادهم من غاز الأعصاب، وصورة أب مكلوم يحمل جثتي توأميه الرضيعين المسجيين على الأرض بعدما توفيا مسمومين، وفقاً لما ذكرته صحيفة "الشرق الأوسط" اليوم الأحد..


ومع انتشار صور الأشلاء في بلدة خان شيخون (محافظة إدلب) عبر وسائل الإعلام، التي استمر في مشاهدتها على مدار اليوم وحتى المساء، تحدث الرئيس إلى مساعديه عن مدى فظاعة الصور، بحسب أحد كبار المسؤولين.


وأفادت مستشارة الرئيس كيليان كونوي الجمعة الماضية، بأن "ما شاهده العالم الليلة الماضية كان أمراً من القائد الأعلى للقوات المسلحة وأب وجد".


وأردفت أن "العالم أصيب بالرعب لمشاهدة صور الرضع يتلوون ويناضلون للبقاء على قيد الحياة. من يستطيع أن يتجاهل نظرتهم؟ هذا ما حرك رئيسنا الحازم والصارم وصاحب القرار الجريء".


ولكن، لم تكن الصور المرعبة السبب الوحيد الذي دفع ترامب لاتخاذ هذا القرار. فأياً كان حجم القلق الذي أصابه إزاء سوريا التي مُنع لاجئوها من دخول الولايات المتحدة لمدة 120 يوماً بمقتضى مقترح الحظر الأخير الذي فرضه ترامب، فإنه أراد تحقيق انتصار حقيقي بعد مرور نحو شهرين على توليه الرئاسة.


وتساءل عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي عن ولاية كونيتيكت، السيناتور كريس مورفي، عن سر التحول المفاجئ: "خلال 24 ساعة في موقف ترامب بشأن سياسته تجاه سوريا" التي كانت معاكسة تماماً، والتي لم تكن تنظر إلى سوريا باعتبارها أولوية، إلى أن شن الأسد هجومه الكيماوي الأخير.


ومن الواضح أن الرئيس اتخذ هذا القرار استناداً لرد فعل عاطفي بعد مشاهدة الصور عبر التلفزيون. ومن حق الجميع أن يقلق من الطبيعة الخيالية للإدارة الحالية وسياستها التي تبدي بغضاً لتوريط الكونغرس للولايات المتحدة ودفعها للدخول في حروب.