واشنطن بوست: العالم يرغب في إخماد حرائق الأمازون ورئيس البرازيل يراها تدخلا في سيادة بلاده
سلطت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية اليوم السبت الضوء على الحرائق الهائلة التي تشهدها غابات الأمازون منذ أكثر من 3 أسابيع..مشيرة إلى أن قادة دول العالم أعربوا عن استعدادهم للمساهمة في إخمادها، غير أن الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو اعتبر ذلك تدخلا في سيادة بلاده.
واستهلت الصحيفة ـ في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، بالقول إن البرازيل لطالما أكدت سيادتها على معظم غابات الأمازون المطيرة، وقامت بحراستها، ويعتبر الجيش البرازيلي، تلك الغابات "على الأرجح" مسؤوليته المركزية، وقام ببناء واحدة من قواعده الرئيسية في مدينة ماناوس القريبة من الأمازون.
وفي خضم استمرار الحرائق المستعرة في منطقة الأمازون وتصاعد صيحات دولية بشأن ضرورة اتباع سياسات بيئية، يقول منتقدون" إن ذلك يزيد من حدة الأزمة، ومن المخاوف التي طال أمدها من أن الآخرين يطمعون فيما تمتلكه البرازيل".
ونقلت الصحيفة عن الرئيس البرازيلي يير بولسونارو قوله:" إن الإدانات الدولية تذكرنا بالـ"عقلية الاستعمارية"..فيما انتقد القائد السابق للجيش البرازيلي إدواردو فيلاز بواس ما سماه بـ" الهجمات المباشرة على السيادة البرازيلية"، بينما دعا وزير الخارجية إرنستو أراخو إلى "حكم البرازيل من قبل البرازيليين".
وأبرزت الصحيفة:"أن الحرائق وما نتجت عنها من مخاوف دولية أثارت مجددا صراعا مركزيا في منطقة الأمازون، وبدأت تساؤلات حول: من الذي يقرر مصير هذه الغابات؟ هل البرازيل، التي تتحكم في ثلثي مساحتها؟ أم هل ينبغي للمجتمع الدولي أن يلعب دوراً أكبر في حماية أكبر وأهم غابة في العالم، والتي يؤكد العلماء ضرورة بقائها للحد من الآثار المزعزعة للاستقرار العالمي الناجمة عن الاحتباس الحراري؟
من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الأول، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر":" منزلنا محترق"، ناشرا صورة للغابات المحترقة ودعا مجموعة دول السبع الكبار لمناقشة الأمر في قمتهم المرتقبة.
وردا على تغريدة ماكرون، اكتفت البرازيل بالقول"ليس منزلك..إنه منزلنا نحن"!.
وتابعت الصحيفة:" إن التصارع من أجل تبني موقف حيال هذه الأزمة، أدى إلى تعقيد جهود الاستجابة بشكل حاد..أما الأمازون، التي يشار إليها غالبًا باسم رئتي الأرض، حيث تمد الكرة الأرضية بأكثر من 25% من غاز الأوكسجين وتمتص غاباتها ربع غاز ثاني أكسيد الكربون، تأكلها النيران بسرعة".
فمنذ يناير الماضي، تم الإبلاغ عن اشتعال حوالي 75 ألف حريق في منطقة الأمازون البرازيلية، وفقًا للمعهد الوطني لأبحاث الفضاء في البلاد، بزيادة قدرها 85% عن ذات الفترة من العام الماضي، وفي العامين الماضيين، ارتفعت رقعة المناطق التي نشبت فيها النيران بأكثر من الضعف، من 3168 ميلا مربعا خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2017 إلى 7192 ميلا مربعا خلال ذات الفترة من هذا العام، وفقًا للمعهد.
وبينما أشعلت الصور المزعجة للغابة المشتعلة والمدن المغطاة بالدخان هذا الأسبوع ردود فعل دولية سريعة، لا يزال القادة البرازيليون يكافحون لاحتواء الموقف، فهم الآن يواجهون مشكلتين اثنتين هما: كيفية الدفاع عن الأمازون نفسها، وكيفية الدفاع عن صورة البرازيل خارجياً...وفقا للصحيفة.
وأشارت (واشنطن بوست) إلى أن الرئيس بولسونارو، الذي اشتكى أمس الأول من أن البرازيل ليس لديها الموارد اللازمة لإخماد حرائق الغابات، عقد اجتماعات طارئة ويقول الآن إنه يفكر في إرسال الجيش للسيطرة على الحرائق، وقد تم إصدار حالة الطوارئ في ولاية أمازوناس، ويتوقع أن تتبعها الولايات الأخرى المتضررة..بينما يحاول أكثر من ألف رجل إطفاء إخماد الحرائق وتسيير رحلات لطائرات بدون طيار لرسم خرائط للمناطق المعرضة للخطر.