رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


مصر تتبنى قضايا تنمية القارة الأفريقية أمام قمة السبع.. وخبراء: الرئيس ركز على خلق شراكة قوية بين دول السبع وأفريقيا بكافة المجالات.. وقدم حلولا لكافة أزمات القارة

26-8-2019 | 17:24


أكد دبلوماسيون وخبراء بالعلاقات الدولية أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي بقمة مجموعة السبع الصناعية الكبرى والرؤى التي عرضها أمام القمة تستهدف خلق شراكة قوية ومستمرة بين المجموعة والقارة الأفريقية في كافة المجالات، موضحين أن مصر تبنت قضايا تنمية القارة الأفريقية وحلول الأزمات التي تواجهها القارة.

وخلال مشاركته بالقمة، ألقى الرئيس اليوم كلمة حول التغير المناخي، أكد خلالها أن أفريقيا تظل المتضرر الأكبر من آثار تلك الظاهرة، رغم أن حجم انبعاثاتها من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، لا يمثل سوى جزء لا يُذكر من إجمالي الانبعاثات العالمية.

وشدد الرئيس على ضرورة التمسك بمبدأ "المسئولية المشتركة ولكن متباينة الأعباء" في التعامل مع ظاهرة تغير المناخ، وأهمية التوازن بين جهود خفض الانبعاثات، وبين جهود التكيف مع آثار المناخ، وكذلك أهمية توفير التمويل المستدام والمناسب للدول النامية لمواجهة تلك الظاهرة.

 

 

شراكة مستمرة بين الاتحاد الأفريقي ومجموعة السبع

الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، قال إن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة مجموعة السبع جاءت بصفته رئيسا لمصر ورئيسا للاتحاد الأفريقي في العام الجاري، مضيفا إن الطرح المصري الذي عرضه الرئيس في كلمتيه اليوم أمام جلسة التغير المناخي وأمس في جلسة الشراكة مع أفريقيا يعكس كافة قضايا وحلول أزمات القارة الأفريقية.

 

وأوضح فهمي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن مصر تستهدف شراكة مستمرة بين الاتحاد الأفريقي ومجموعة السبع، مضيفا إن لقاءات الرئيس الثنائية على هامش القمة مع قادة الدول المشاركة جاءت في هذا السياق، إلى جانب تعزيز التعاون الثنائي، كلقائه أمس مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والتعاون في مجال الاستثمار وغيره.

 

وأضاف إن لقاء السيسي وترامب أكد الدور المحوري لمصر في استقرار الإقليم وثناء الرئيس الأمريكي على ما تقوم به مصر من جهود، مؤكدا أن العلاقات المصرية الأوروبية ستشهد تطورا كبيرا بعد قمة السبع وهذا سينعكس على ملفي الاستثمار والأمن ومواجهة الإرهاب، فضلا عن أن مصر تحجز مكانها الآن بين الاقتصاديات الكبرى.

 

وأشار إلى أن كلمة الرئيس اليوم استعرضت تأثير التغيرات المناخية في العالم على القارة الأفريقية واعتبارها الأكثر تضررا من هذه التغيرات وكذلك ضرورة الحفاظ على التنوع البيولوجي، مضيفا إن هذا يكمل ما عرضه الرئيس في كلمته أمس من قضايا التحول الرقمي والهجرة غير الشرعية وتمكين المرأة.

 

وأكد أن الرئيس عرض قضية الشراكة الأفريقية الأوروبية وأجندة 2063 وتمكين المرأة، مضيفا إن مصر من الآن فصاعدا مصر ستكون ضمن المجموعة الاقتصادية الكبرى، فالرئيس السيسي شارك في قمم ومحافل دولية سابقة آخرها قمة العشرين، وسيتجه بعد قمة السبع إلى اليابان للمشاركة في قمة التيكاد.

 

ولفت إلى أن طرح الرئيس السيسي يتماشى مع أفكار الاتحاد الأفريقي في القمم الأفريقية الأخيرة، حيث تنقل الدول الأفريقية رسالتها عبر مصر، مضيفا إن المشاركة المصرية في قمة السبع تعطي لمصر أكبر قدر من المصداقية في العالم حيث تترجم الإشادات الدولية بالدور المصري ونجاحها الاقتصادي إلى صور من الشراكة والتعاون.

 

 

مصر تتبنى قضايا تنمية القارة

ومن جانبه،  قال السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشئون الأفريقية، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي استعرض تحديات وطموحات القارة الأفريقية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية وكذلك البيئية في كلمتيه بقمة مجموعة السبع بفرنسا، سواء الخاصة بجلسة المناخ أو الشراكة بين أفريقيا والدول السبع الكبرى.

 

 

 

وأوضح حليمة، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن القارة الأفريقية عامرة بالخيرات وأصبحت محل اهتمام كافة دول العالم، مؤكدا أن مشاركة مصر في القمة تعكس دورها الإقليمي والدولي خاصة في ظل رئاستها الاتحاد الأفريقي في العام الحالي، كما أن الرئيس السيسي يولي اهتماما كبيرا بزيادة حجم الاستثمارات الغربية في إفريقيا.

 

 

وأكد أن الرئيس تبنى قضايا التنمية في القارة في كافة المجالات سواء بضرورة التكاتف لمواجهة آثار التغيرات المناخية أو حل الأزمات التي تعاني منها القارة كالأزمة الليبية عبر حل سياسي وضرورة توافر الإرادة السياسية، وكذلك التحول الرقمي كأحد محفزات النمو الاقتصادي وتمكين المرأة ومكافحة الفساد.

 

وأشار إلى أن مصر تولي ملف التنمية وتطوير البنية التحتية في أفريقيا اهتماما كبيرا وكذلك تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية التي تتيح لأفريقيا فرصا كبيرة للاستثمار والتبادل التجاري.

 

شراكة قوية بكافة المجالات

قال السفير أحمد حجاج، الأمين العام المساعد الأسبق لمنظمة الوحدة الإفريقية، إن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي بقمة السبع بفرنسا تتزامن مع توليه رئاسة الاتحاد الأفريقي، مضيفا إن الرئيس ركز على الشراكة القوية بين الدول السبع الصناعية الكبرى والقارة الأفريقية وخاصة في مجالات الاستثمارات والبنية التحتية والصحة والتعليم.

وأوضح حجاج، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس أشار إلى سعي الاتحاد الأفريقي إلى تمكين المرأة في كل المجالات وضرورة استثمار الدول السبع في أفريقيا في مشروعات البنية الأساسية، مشيرا إلى أن كلمة الرئيس السيسي اليوم بالقمة ركزت على قضية التغير المناخي والقارة الأفريقية باعتبارها الأكثر تضررا.

وأضاف إن الاتحاد الأفريقي كون لجنة من رؤساء الدول الأفريقية شاركت في المؤتمر الدولي لتغير المناخ في باريس أكدت خلالها أهمية التكاتف لمواجهة الأضرار التي تلحق بالقارة الأفريقية جراء التغيرات المناخية، مضيفا إن الدول الصناعية الكبرى صاحبة المسئولية في هذا الشأن ويجب أن تبذل جهدها لمواجهة تبعات تلك الظاهرة.

وأشار إلى أن الرئيس عقد لقاءات مع عدد كبير من قادة الدول المشاركين في القمة وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أشاد بالدور المصري تحت قيادة السيسي، وكذلك رئيسي الوزراء الإيطالي والبريطاني والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وقادة بعض الدول الأفريقية لتنسيق الرؤى والقضايا المشتركة.

وأكد أن الرئيس سيتجه بعد قمة السبع للمشاركة في قمة التيكاد بمدينة يوكوهاما اليابانية، حيث سيرأس القمة اليابانية الأفريقية.