الرئيس يقدم 3 محاور لتحويل أفريقيا لشريك اقتصادي عالمي.. ودبلوماسيون: كلمة الرئيس عرضت أولويات ومتطلبات التنمية في القارة.. و« تيكاد7» تعكس التوجه لتعظيم الشراكة الأفريقية اليابانية
وصف دبلوماسيون كلمة الرئيس عبد
الفتاح السيسي اليوم بالجلسة الافتتاحية لقمة التيكاد 7 بأنها عرضت أولويات
التنمية في القارة الأفريقية وكافة احتياجاتها وتحدياتها، موضحين أن القمة تعكس
التوجه لتعظيم الشراكة الأفريقية اليابانية في كافة مجالات التنمية لنقل الخبرات
وتوطين التكنولوجيا بالقارة السمراء.
وترأس الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس
وزراء اليابان شينزو آبى الجلسة الافتتاحية للقمة السابعة لـ التيكاد اليوم الأربعاء،
حيث ألقى الرئيس تضمنت رؤية مصر تجاه قضية التنمية الشاملة في القارة الأفريقية والتأكيد
على أهمية تنمية القدرات البشرية في العمل المشترك، وإيلاء الاهتمام الكافي بالشباب
الإفريقى الذي يشكل ركيزة مستقبل القارة وتعزيز الاستثمار فيه بزيادة الاهتمام بالتعليم
وتطويره على نحو يتيح للشباب اكتساب المهارات اللازمة للانخراط بكفاءة في سوق العمل
ورفع معدلات الإنتاجية والنمو، والتركيز على التحول إلى مجتمعات المعرفة بتطوير مجالات
البحث والابتكار.
وقدم الرئيس ثلاثة محاور لتحويل القارة
إلى الشريك الاقتصادي المنشود وهي أولا تطوير البنية التحتية الأفريقية، من خلال تنفيذ
المشروعات العابرة للحدود، لا سيما المشروعات المدرجة ضمن أولويات الاتحاد الأفريقي
كمشروع ربط القاهرة برياً بكيب تاون، ومشروع الربط الكهربائي بين الشمال والجنوب، وربط
البحر المتوسط ببحيرة فكتوريا، ومشروعات السكك الحديدية والطرق، ومشروعات توليد الطاقة
المتجددة.
والمحور الثاني تفعيل كافة المراحل
التنفيذية لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، بما يساهم في تخفيض أسعار الكثير
من السلع، ويزيد من تنافسية القارة الأفريقية على المستوى العالمي، ومن جاذبية الاستثمارات
لتصنيع وتحديث اقتصاديات القارة، والمحور الثالث هو السعي لتوفير المزيد من فرص العمل
وزيادة التشغيل الكثيف، لا سيما بالنسبة للشباب، الأمر الذي يتطلب حشد الاستثمارات
الوطنية والدولية وجذب رؤوس الأموال وتوطين التكنولوجيا.
وتشارك مصر في القمة السابعة للتيكاد
بصفتها رئيس الاتحاد الإفريقى وعضوا فاعلا على الساحة الأفريقية وخصوصا في ظل رئاستها
للاتحاد الإفريقى وجهودها الرامية إلى تدعيم التكامل الأفريقي في مجالات التجارة والصناعة
والتكنولوجيا، وتحسين بيئة الاستثمار
عرض أولويات التنمية
وفي هذا السياق، قال
السفير إبراهيم الشويمي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي
اليوم بالجلسة الافتتاحية لقمة التيكاد7 بمدينة يوكوهاما اليابانية اليوم دعا فيها
إلى تكثيف التعاون العلمي والتنموي المشترك مع اليابان، واستعرض قضايا وأولويات النمو
الاقتصادي والتنمية وتفعيل منطقة التجارة الحرة الأفريقية والاتجاه لدعم التصنيع في
القارة الأفريقية للاستفادة من ثرواتها.
وأوضح
الشويمي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن كلمة الرئيس استعرضت 3 محاور للنهوض
بأوضاع القارة، فضلا عن تحسين بيئة الأعمال لزيادة الاستثمارات داخل القارة الأفريقية،
موضحا أن الرئيس استعرض أيضا مخاطر الإرهاب الذي يعطل مسيرة التنمية ويهدد الاستقرار
في القارة.
وأشار
إلى أن اليابان شريك مهم للقارة الأفريقية وتقدم مساعدات للعديد من دول القارة، منذ
بدأت قمة التيكاد منذ عام 1993 وحتى الدورة الحالية وهي الدورة السابعة، مضيفا إن القمة
تهتم بالتنمية في القارة الأفريقية ودور اليابان فيها، والتي تقدم صورا متميزة للتعاون
الاقتصادي والثقافي والمنح والدورات التدريبية.
وأكد
أن الرئيس السيسي الذي يرأس القمة مع رئيس وزراء الياباني شينزوا آبي، يستهدف تطوير التعاون الياباني مع القارة الأفريقية،
خاصة بعد توقيع اتفاقية منطقة التجارة الحرة الأفريقية، للاستفادة من التكنولوجيا اليابانية
المتقدمة، موضحا أن القمة الحالية تناقش قضايا نقل التكنولوجيا ومساعدة اليابان للمجتمعات
الأفريقية على التنمية في مجالات الصحة والثقافة ومكافحة البطالة.
تعاون مصر ياباني
وقال السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس
المصري للشئون الخارجية، إن قمة التيكاد 7 بمدينة يوكوهاما اليابانية تستهدف تنمية
العلاقات والشراكة اليابانية الأفريقية، وانطلقت عام 1993، مضيفا إن القمة تناقش الإنجازات
التي تحققت خلال السنوات الماضية وسبل التعاون
خلال الفترة المقبلة.
وأوضح حسن، في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أنه في السنوات الأخيرة أصبح يرأس القمة رئيس وزراء اليابان ورئيس الاتحاد
الأفريقي، مضيفا إن الرئيس عبد الفتاح السيسي الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي يعرض
خلال فعاليات القمة مطالب القارة الأفريقية سواء بشأن تنمية البنية الأساسية أو التنمية
البشرية أو تدعيم دور المرأة.
وأضاف إن الرئيس أيضا يستهدف تدعيم
الاستقرار في القارة وحل الأزمات السياسية وحماية البيئة ومواجهة التغيرات المناخية
وكذلك توطين التكنولوجيا في أفريقيا، ليس باعتبارها مصدرا للمواد الخام إنما أيضا توطين
الصناعة للاستفادة من القيمة المضافة.
وأشار إلى أن الرئيس أيضا سيبحث خلال
زيارته الحالية لليابان العلاقات على المستوى الثنائي المصري الياباني، وعرض فرص الاستثمار
المتاحة في مصر والتي يمكن لليابان الاستفادة منها، مؤكدا أن اليابان لها استثمارات
كبرى في مصر كافة المجالات كصناعة السيارات والأدوات المنزلية والكهربائية والهواتف
المحمولة.
وأكد أن هناك مشروعات يابانية في مصر
أبرزها مساهمتها في بناء دار الأوبرا سابقا وحاليا المتحف المصري الكبير، وكذلك مشروع
المدارس المصرية اليابانية في مجال التعليم، مضيفا إن هناك تعاونا كبيرا بين البلدين
والرئيس سيبحث فرص دعم وتعزيز هذا التعاون في كافة المجالات.
تعظيم
الشراكة الأفريقية اليابانية
ومن جانبها، قالت السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية
الأسبق للشئون الأفريقية، إن أهمية قمة التيكاد تنبع من قيمة اليابان كقوة اقتصادية
كبرى في العالم، وما تتمتع به من خبرات تكنولوجية ومزايا نسبية تحتاج إليها القارة
الأفريقية في الفترة الحالية، في مجالات عديدة كالتحول الرقمي والصحة والتعليم والبينة
الأساسية.
وأوضحت السفيرة منى عمر، في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أن القارة الأفريقية تسعى لتحقيق التنمية المستدامة وتحتاج لنقل الخبرات
اليابانية إليها، مشيرة إلى أن الشراكة اليابانية الأفريقية قائمة منذ 26 عاما، وهناك
توجه قوي لتعظيم الاستفادة الأفريقية من هذه الشراكة التي تعتبر من أهم الشراكات داخل
الاتحاد الأفريقي.
وأضافت إن مصر واليابان على المستوى
الثنائي تجمعهما علاقات قوية، ومصر استفادت من الخبرات والتجارب اليابانية في عدة مجالات
ومن بينها المدارس المصرية اليابانية، مشيرة إلى أن اليابان ترغب في نقل هذه الخبرة
إلى بقية الدول الأفريقية وستستعين بمصر في نقل هذه التجربة.
وأشارت إلى مشاركة الرئيس عبد الفتاح
السيسي في قمة التيكاد تأتي بصفته الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، وسيعبر خلال أعمال
القمة عن متطلبات الدول الأفريقية ككل، وأهم التحديات والاحتياجات التي تواجه الدول
الأفريقية، مضيفة إن اليابان ستقدم ردا واضحا على أهم المساهمات لمواجهة هذه التحديات
ومساعدة الدول الأفريقية.