وصف مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، بأنه جريمة حرب وعمل إرهابي يستهدف استدراج البلاد والمنطقة إلى فتنة، معلنا تأييده الكامل للحكومة والدولة في الإجراءات التي تتخذها في سبيل الوصول إلى معالجة سياسية واستعادة سيادتها وبسط سلطتها على جميع الأراضي اللبنانية.
وأكد مفتي لبنان – في كلمة اليوم بمناسبة ذكرى رأس السنة الهجرية – أهمية الدور الذي تضطلع به القوات المسلحة وسائر القوى الأمنية، في حفظ أمن البلاد وسلامتها واستقرارها، باعتبارها ضمانة وحدة لبنان.
وأشار إلى أن الاعتداء الإسرائيلي الذي تعرضت له ضاحية بيروت الجنوبية مؤخرا، يتطلب وعيا وحكمة في التعامل مع هذا الأمر، والمزيد من الوحدة والتضامن بين اللبنانيين جميعا؛ لمواجهة العدوان والانتهاك المتواصل للأجواء اللبنانية بمعرفة الطائرات الإسرائيلية بدون طيار، والذي يشكل خرقا لقرار مجلس الأمن رقم 1701 (الصادر في أعقاب العدوان الإسرائيلي على لبنان صيف عام 2006).
من ناحية أخرى، أعرب مفتي الجمهورية اللبنانية عن دعمه للدولة في سبيل تحصين العملة المحلية (الليرة) بطريقة حازمة وصارمة واستعادة الأمان النقدي، مشيرا إلى ضرورة الالتفاف حول الحكومة ومساعدتها في التصدي لكل محاولات زعزعة الاستقرار المالي في ظل الظروف الاقتصادية الدقيقة والحساسة.
ودعا المفتي الدولة إلى بذل المزيد من العناية بالمسائل المتعلقة بسيادة الدولة، والنأي بالنفس عن المحاور الإقليمية في المنطقة، والوضع الاقتصادي الصعب، ومستوى الخدمات المقدمة إلى المواطنين.
وسقطت طائرتان إسرائيليتان من دون طيار فجر الأحد الماضي في ضاحية بيروت الجنوبية، والتي تمثل معقل حزب الله ومنطقة نفوذه الأساسية، ووفقا لحزب الله فإن الطائرتين كانتا تحملان مواد متفجرة بقصد تنفيذ عملية استهداف ضد الحزب.
وبينما توعد حزب الله برد عسكري مرتقب ضد إسرائيل، ترى معظم القوى السياسية اللبنانية ضرورة أن يتم حصر المعالجة والتعامل مع هذا الاعتداء في يد الدولة وحدها، تجنبا لاندلاع حرب مدمرة، خاصة في ضوء الاتصالات العربية والدولية المكثفة التي يقوم بها رئيس الحكومة سعد الحريري لإدانة الاعتداء الإسرائيلي وإرغامها على احترام السيادة اللبنانية.