طالب رموز المجتمع الحكومة بالتصدي بحزم للفكر التحريضي واستهداف المسيحيين، فالاعتداء على دور العبادة مخالف للشريعة الإسلامية، وظهور هذه الاعتداءات نتيجة لخلط السياسة بالدين.
وشددوا علي ضرورة تجفيف منابع تمويل الإرهابيين، وتقديم الجناة للمحاكمات العسكرية مع ضرورة إنشاء منظومة للأمن الوقائي على غرار ما تم تنفيذه بالمطارات المصرية؛ للحيلولة دون وقوع مثل هذه العمليات الإرهابية مرة أخرى.
وقال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، يجب التصدي بكل حزم لفكر التحريض ضد المسيحيين، خصوصًا آراء ابن تيمية ومحمد بن عبدالوهاب، والدعوة السلفية بمصر وغيرها من وجهة نظري هي المتهم الأول للإساءة والعدوان على شعائر ومعابد المسيحيين خاصة، وهذه الاعتداءات مخالفة لتعاليم القرآن الكريم.
وتابع أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر: التوعية السليمة بأفعال الصحابة الكرام الذين لم يهدموا معبدا لليهود ولا كنيسة للنصارى، واجبة، والكنائس الأثرية خير شاهد على الفهم السليم للإسلام، دين التسامح والتعايش، فكل الاعتداءات على الكنائس المصرية منذ زمن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وحتى الآن إنما هي وليدة لفكرة خلط الدين بالسياسة، وعقد صفقات مع الجماعات والكيانات الإرهابية.
ومن جانبه أكد الدكتور نبيل لوقا بباوي، المفكر القبطي وعضو مجلس الشوري السابق، أن الاعتداءات التي وقعت اليوم على كنيسة مارجرجس بطنطا، والكنيسة المرقسية بالإسكندرية ستتكرر عشرات المرات، طالما هناك تمويل مستمر للإرهاب من بعض المخابرات الدولية؛ لأن الإرهاب أصبح اليوم "سبوبة"، تدر على الإرهابيين مليارات الجنيهات، وللأسف يشارك في هذه العمليات مجموعات من داخل مصر وخارجها.
ولتلافي حدوث مثل هذه العمليات مرة أخرى قال المفكر القبطي: أول خطوة يجب تنفيذها هي تجفيف منابع التمويل، كما يجب أن يتخذ مجلس النواب قرارات بتحويل أية قضية إرهابية عن طريق وزير العدل أو رئيس مجلس الوزراء إلى المحكمة العسكرية، وذلك لأن المدانيين في مثل هذه العمليات الإرهابية تستمر محاكماتهم لمدة قد تصل إلى 10 سنوات أمام القضاء العادي، ينسي خلالها الناس الواقعة.
واعترف اللواء محمود القطري، الخبير الأمني، بوجود قصور أمني شديد، نظرا لتكرار الحوادث بنفس الطريقة، مستدلا على ذلك بالحادث الذي استهدف الكاتدرائية المرقسية في العباسية قبل شهور، وأودى بحياة العشرات، فضلا عن الإصابات، بعدما زرعت العبوة الناسفة في القاعة المخصصة للنساء، في حين أن المعلومات الأولية تشير إلي أن العبوة الناسفة التي استهدفت كنيسة مارجرجس بطنطا صباح اليوم، زرعت بالمقاعد الأولى داخل الكنيسة.
وشدد الخبير الأمني على ضرورة اهتمام السلطات المصرية بتعزيز صور الأمن الوقائي، مطالبا بإنشاء بوابات أمنية للكشف عن المتفجرات أسوة بالمنظومة الأمنية التي تم تنفيذها بالمطارات المصرية إثر حادث الطائرة الروسية، وخصصت له الحكومة المصرية ملايين الجنيهات.