وحدة عربية وتحديات أمنية بقمة السيسي والصباح.. وسياسيون: تعمق العلاقات الثنائية بين البلدين.. وتبحث تعزيز التعاون الاقتصادي والأمني.. وتؤكد على وحدة الأمة في مواجهة المخاطر
وصل الرئيس عبد الفتاح السيسى،
إلى دولة الكويت الشقيقة أمس السبت في زيارة هي الثالثة له منذ توليه الرئاسة، وكان
فى استقباله بمطار الكويت الدولى الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح، وولى العهد الأمير
نواف الأحمد الجابر الصباح وكبار رجال الدولة بالكويت.
وتأتي زيارة السيسي إلى الكويت،
وهي الثالثة له منذ توليه الرئاسة في يونيو 2014؛ حيث كانت الزيارة الأولى في الخامس
من يناير 2015، بينما كانت الزيارة الثانية في السابع من مايو 2017، استكمالا للزيارات
المتبادلة بين البلدين الشقيقين، والتي تستهدف النهوض بالتعاون الثنائي في كافة مجالات
العمل المشترك، من أجل تعزيز علاقات التعاون التاريخية الراسخة والمتنامية بين البلدين
والشعبين الشقيقين في مختلف المجالات الحيوية، إيمانا بوحدة الهدف والمصير والتطلع
إلى مستقبل مزدهر.
وتكتسب الزيارة أهمية كبيرة
نسبة إلى توقيتها، نظرا للتحديات الجسام التي تعصف بالعالمين العربي الإسلامي، وتؤكد
أهمية العمل العربي المشترك؛ للتصدي لتلك التحديات، ومواجهة التهديدات التي تهدد مستقبل
المنطقة، والتي تتطلب العمل على تعزيز المصالح المشتركة في شتى المجالات.
التوتر الأمريكي
الإيراني
اللواء محمد الغباشي، الخبير العسكري، مساعد رئيس حزب
"حماة الوطن"، قال إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للكويت تأتي في توقيت
مهم للغاية وصعب في ظل توتر العلاقات العربية الإيرانية، وسط مناوشات بين طهران وواشنطن،
مؤكدا أن العلاقات بين البلدين تاريخية وتوطدت بالدعم المصري للأشقاء في غزو الكويت
وصد العدوان.
وأوضح الخبير العسكري لـ«الهلال اليوم» إن مصر هي أول
من حرر مدينة الكويت وصد العدوان المصرية في حرب الخليج الثانية قبل دخول القوات الأمريكية
التي سارعت في رفع علمها دون أن يكون لها دور حقيقي في تحرير المدينة الباسلة، لافتا
إلى أن علاقات البلدين قوية ليست على المستوى العسكري فقط بل على المستوى الشعبي والاقتصادي
والاجتماعي.
وأشار إلى أن زيارة الرئيس السيسي تعد الثالثة لدولة
الكويت منذ توليه زمام الحكم في مصر، والتي تأتي في ظروف شديدة الأهمية التوتر الحادث
في الخليج بين الولايات المتحدة وإيران، وعمليات احتجاز سفن البترول ونقله للدول المستوردة
وتععطيل مصالح الخليج.
وبين "الغباشي" أن هناك هناك الكثير من المصاعب
الطارئة في المنطقة والتي سيناقشها الجانبان حيث أعلن الرئيس السيسي التزامه بأن أمن
الخليج خط أحمر وليس يسمح بالاعتداء علي أي دولة عربية، مشيرا إلى أن دول الخليج وقفت
بجوار مصر في عملية التنمية.
وأضاف الخبير العسكري، أن الكويت تأتي في المرتبة الثالثة
عربيا في الاستثمارات الكويتية في مصر، مؤكدا أن الزيارة تعزز الصداقة والتعاون والعلاقات
الطيبة العربي العربي والمصري الخليجي الصالح للأمة العربية والإسلامية.
4 ملفات هامة
وقال ناجى الشهابي، رئيس حزب الجيل، إن زيارة الرئيس
السيسى لدولة الكويت، هي زيارته الثالثة منذ توليه رئاسة الجمهورية، بمعدل زيارة كل
عام تقريبا، والزيارات المتتابعة للرئيس لدولة الكويت تؤكد الأهمية التي يوليها لها
كبلد مؤثر في محيطه العربي والخليجي.
وأكد رئيس حزب الجيل لـ«الهلال اليوم» أن الزيارة توضح حرص الرئيس على لقاء الأمير صباح
وإجراء مباحثات معه حول تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين فى المجالات
الاقتصادية والأمنية، لافتا إلى أن الاستثمار والاتفاق على كيفية مواجهة التحديات التي
تواجه الأمة العربية.
وأضاف الشهابي، أن الزيارة تكسب أهمية خاصة نظرا للعلاقات
الأخوية والتاريخية التى تربط مصر بدولة الكويت منذ استقلالها وحتى اليوم والتى قوتها الأحداث الكبرى التى مرت بالكويت أبان الغزو العراقي
ووقوف مصر بجانب الشعب الكويتى حتى تحرير أرضه.
وبين إلى أن الأهمية تزداد لوجود جالية مصرية كبيرة
في الكويت من كافة التخصصات ساهمت إلى حد كبير في بناء الكويت، متابعا:" أن أهمية
الزيارة ترجع أيضا إلى مكانة البلدين على الصعيدين الإقليمي والدولي وتأثيرهما على
استقرار الأوضاع "عربيا وخليجيا
".
وأشار إلى أن الكويت بلد مؤثر في الخليج العربي وله
سياسات حكيمة ومتوازنة، ومصر بلد قائد لمحيطها العربى ومؤثر فى محيطها الافريقي والاقليمى.
وعلى المستوى
الدولى، قال إن الكويت لها سياسات متوازنة وتتمتع بعلاقات قوية مع دول الغرب ودول الشرق
الكبرى على السواء، مضيفا أن زيارة الرئيس، للكويت ستنعكس على تعميق العلاقات بين البلدين
الشقيقين فى المجالات المختلف وخاصة فى مجال الاستثمار والاقتصاد والأمن ومكافحة الإرهاب
وستنعكس على كل الملفات الإقليمية الساخنة التى تهم الرأى العام العربى مثل الملف السورى
والملف الليبى والملف اليمنى والتى سيناقشها الرئيس بكل تأكيد مع أمير الكويت.
وأوضح أن أن مواقف البلدين في تلك الملفات تقريبا متطابقة
وهو تطابق ينطلق من تفهم البلدين الدقيق لمتطلبات الأمن القومى العربى والتحديات التى
تواجهه.
وتوقع الشهابى أن يصل التنسيق بين البلدين الشقيقين
بعد زيارة الرئيس السيسى الى درجة عالية فى كافة الملفات بل سيكون هناك تطابق فى الرؤى
مما يبلور موقف عربى واحد و تكون بوصلة هادية للدول العربية فى سياساتها الخارجية عربيا
ودوليا وفى مواجهتها للتحديات والمخططات الخارجية.