رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«واشنطن بوست» ترصد مخاوف أوروبا بشأن الأزمة السياسية في بريطانيا

10-9-2019 | 11:47


رصدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم الثلاثاء، مخاوف الاتحاد الأوروبي بشأن الأزمة السياسية التي تعيشها المملكة المتحدة حاليًا بسبب ملف الخروج من الاتحاد الأوروبي "بريكست".


وقالت الصحيفة -في تقرير لها نشرته على موقعها الإلكتروني- إن أوروبا تنظر إلى مشروع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي اعتبره يعكس حركة "التنوير الأوروبي الليبرالي العالمي" على نحو متزايد على أنه حالة مزعجة تُظهر السرعة التي يمكن أن تخفت بها أضواء الديمقراطية الليبرالية لبريطانيا. 


فقد أدى قرار جونسون بتعليق عمل البرلمان لمدة خمسة أسابيع وتصاعد اقتراحات بإمكانية تجاهله قانونًا حظى بالموافقة الملكية ويُلزمه بالسعي لتمديد الموعد النهائي لتجنب إتمام بريكست بدون اتفاق إلى دق نواقيس الخطر في العواصم الأوروبية.


وبينما قورن جونسون برئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان -الذي واجه انتقادات واسعة بشأن تعزيز سيطرة حكومته على القضاء والصحافة والأوساط الأكاديمية- كانت صحيفة "دير ستاندارد" النمساوية من بين الأصوات الأوروبية الأكثر حزنا على المملكة المتحدة.


فكتبت الصحيفة عبر مراسلها في لندن سيباستيان بورجر:" إن جونسون وأتباعه يعتقدون أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أهم من الديمقراطية وسيادة القانون"، بينما رأى الإعلام الألماني أن "بوريس جونسون، هو ديكتاتور المملكة المتحدة". 


من جانبها، قالت محللة الشئون السياسية في صحيفة "لوموند" الفرنسية ياشا مونك: "إن تعليق البرلمان بالطريقة التي فعلها جونسون كان أكثر الهجمات الصارخة على الإطلاق ضد الديمقراطية التي عرفتها بريطانيا".


بدورها، قالت "واشنطن بوست" إن الخوف الأساسي داخل العواصم الأوروبية يتمثل حاليا في احتمالية أن يُدين أعضاء البرلمان الأوروبي هذا الأسبوع رسميا خطوة جونسون بتعليق البرلمان البريطاني، وذلك وفقا لمسودة القرار التي نشرتها مجلة "دير شبيجل" الألمانية. 


وأضافت الصحيفة الأمريكية: "أن تهديد بريطانيا ببعض الإجراءات الأكثر فاعلية التي قد تطبقها الكتلة الأوروبية ضد أعضائها غير الليبراليين على نحو متزايد، مثل المجر وبولندا -بما في ذلك رفع دعاوى قضائية وفرض عقوبات- سوف يستغرق وقتا طويلًا، وبغض النظر عن الإطار الزمني، فإن إمكانية إطلاق مثل هذه التدابير يمكن أن يخدم مصالح معارضي الاتحاد الأوروبي في بريطانيا، الذين احتشدوا طويلًا ضد تدخل الاتحاد الأوروبي في السياسة الوطنية "على حد زعمهم". 


مع ذلك، فإن حالة الفوضى التي يشهدها ويستمنستر حاليا ربما تترك تداعيات ملحوظة في أوروبا حيث قد تؤدي المخاوف بشأن سيادة القانون والديمقراطية في بريطانيا إلى تعزيز الحجة الداعية إلى وجود اتحاد أوروبي قوي. فقد سبق وأن تعرض الاتحاد الأوروبي لانتقادات بسبب ضعف موقفه تجاه الدول الأعضاء التي تنتهك القيم الديمقراطية. 


وسياسيًا، يتم الآن اتهام جونسون مرة أخرى بخلق روايات كاذبة يتردد صداها على المستوى المحلي، وتسخر من المؤسسات والعمليات الديمقراطية بشكل لا مبرر له، ففي خلال خطاب أدلاه في مايو 2016، رأى جونسون أن أحد الأسباب وراء عرقلة الديمقراطية في أوروبا تتمحور ببساطة حول عدم وجود "ثقافة سياسية مشتركة في أوروبا، كما لا توجد وسائل إعلام مشتركة، ولا روح دعابة أو هجاء مشترك؛ - وليس هناك وعي بسياسة بعضهم البعض"/على حد قوله.