قالت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية إن صقور وحمائم السياسة الأمريكية متفقون، على حد سواء، على أن سياسية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نحو طهران ستتغير بعد إقالة مستشار الأمن القومي جون بولتون.
وأشارت الصحيفة - في تعليق بثته اليوم الأحد على نسختها الإلكترونية - إلى أن إقالة بولتون أثارت قلقا لدى الصقور من أن مغادرة بولتون قد تؤدي إلى بعض اللين تجاه إيران خاصة بعد تودد ترامب وتلميح البيت الأبيض إلى إمكانية عقد اجتماع مع الرئيس الإيراني حسن روحاني.
ويقلق الصقور بشكل خاص حيال مسألة الاتفاق النووي الذي تفاوضت عليه إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وانسحب منه ترامب.
وفي هذا الصدد، أعرب السيناتور الجمهوري تيد كروز وهو أحد الصقور عن قلقه إزاء توجه سياسة ترامب نحو إيران بدون بولتون، وقال "آمل ألا يحدث ذلك، فقد اتخذ الرئيس القرار الصائب بالانسحاب من الاتفاق الإيراني، وإذا تراجعت الإدارة عن هذا القرار واعتمدت بدلا منه سياسة أوباما الخارجية الفاشلة فذلك قد يجعل الولايات المتحدة أقل أمانا وأعلم أن الرئيس لا يرغب في ذلك".
وأعلن ترامب في وقت سابق إقالة بولتون بسبب خلافات سياسية، وكذلك خلافات بين بولتون ومسؤولين آخرين في الإدارة.
وذكرت الصحيفة أن أهداف بولتون وترامب تجاه إيران بدت متسقة في البداية عندما انسحب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني وفرض عقوبات على إيران، ولكن في الأسابيع القليلة التي سبقت إقالة بولتون بدأ ترامب في التلميح إلى رغبته في إجراء محادثات مع الجانب الإيراني.
وبعد مغادرة بولتون ترك ترامب ومسؤولون آخرون بالإدارة الأمريكية الباب مفتوحا أمام إمكانية عقد اجتماع مع روحاني على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة المقرر عقدها في نيويورك في وقت لاحق من الشهر الجاري.
وبعد ساعات من تغريدة ترامب التي أعلن فيها إقالة بولتون يوم الثلاثاء الماضي صرح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بأن ترامب أعرب بشكل واضح عن استعداده للقاء روحاني بدون أي شروط.
ولفتت الصحيفة إلى أن إمكانية المحادثات تمثل خروجا من مأزق تأرجح الولايات المتحدة وإيران على شفا الحرب، بعد تصعيد وانتهاج لسياسة العين بالعين، ثم جاءت إقالة بولتون التي رحب بها أولئك الذين يخشون من أن تتحول هذه اللعبة إلى حرب.
وفي هذا الصدد قال السيناتور الديمقراطي تيم كاين إن آفاق الدبلوماسية مع إيران تتزايد بشكل كبير بعد رحيل بولتون وأنه يعتقد أن "ترامب تفهم أخيرا مخاطر انسحابه من الاتفاق النووي"، مؤكدا أن مغادرة بولتون شيء جيد لصالح الولايات المتحدة وأمانها.
وأكد السيناتور الديمقراطي كريس مورفي نفس وجهة النظر عندما قال إن فرصة إجراء محادثات مع إيران أصبحت أكبر بدون جون بولتون.
لكن الديمقراطيين لا تزال تعتريهم الشكوك بشأن إمكانية توصل ترامب إلى اتفاق جديد ويجادلون بأن ترامب يسعى إلى عقد قمة مبهرة لا جوهر لها.
لكن السيناتور ليندسي جراهام وهو حليف مقرب من ترامب قال إنه لا يشعر بالقلق من أن موقف ترامب تجاه إيران سوف يلين، وأضاف "لا أعتقد أن الأمر سيتغير فالكل بمن فيهم الرئيس نفسه يفهم أن صفقة إيران كانت صفقة سيئة، وكلنا نبحث عن صفقة أفضل".