رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


تمارس هواية الغناء في البيت .. و أسامة عكاشة صاحب فضل عليها .. سماح الحريرى : المرأة أصدق نموذج للقهر والضعف تحت سطوة الأقوى

10-4-2017 | 09:39


حوار: رشا صموئيل – عدسة : عمرو فارس

كاتبة اخترقت عالم الدراما التليفزيونية منذ 17 عاما وحققت الكثير من النجاحات من خلال مؤلفاتها الأكثر جرأة واضعة قلمها على مناطق شائكة لتفجر قضايا هامة تكون بمثابة إنذار من النتيجة الحتمية مثل الزواج العرفى من خلال مسلسل الحقيقة والسراب والقاصرات الذى كشف عن فاجعة بكل المقاييس تحملها عادات الصعيد وهو زواج الفتيات القصر كذلك مسلسل ساحرة الجنوب الذى حقق نجاحاً كبيراً على مستوى الدراما العربية هى المؤلفة المتميزة سماح الحريرى التى ألتقينا بها فى حوار خاص لتحدثنا عن الدراما التليفزيونية والسينما وعن أحدث أعمالها مسلسل الحلال الذى من المقرر عرضه برمضان القادم وأيضا أحلامها فى هذا الحوار ...

ولمن لا يعرفها.. الكاتبة سماح الحريري هي ابنة الموسيقار عبد المنعم الحريرى عازف الكمان الأول بفرقة أم كلثوم والملحن والأستاذ بمعهد الموسيقى العربية ،درست علم الاجتماع والانثربولوجى والفولكلور بكلية الآداب جامعة القاهرة واستمرت فى الدراسات العليا إلى أن فرضت الكتابة نفسها علىها فبدأت بكتابة سهرة درامية اخرجتها للتليفزيون باسم (مجيدة نجم) منذ 17 عاماً وبعدها كتبت مسلسل الأحلام البعيدة لغادة عبد الرازق وكمال أبو راية ُثم الحقيقة والسراب وأولاد الأكابر وتوالت الأعمال حتى ساحرة الجنوب .

اسم سماح الحريرى اسم أصبح علامة مميزة بين كتاب الدراما ماهى قصة كفاحك؟

الحمد لله وبتوفيقه لا أستطيع أن أقول إنى كافحت بالمعنى الحر فى للكلمة .. ولكن أذكر أنه منذ أول عمل تحمس لى مستشار رئيس التليفزيون للرقابة أستاذ سيد الزغبى .. حين كتب تقريراً عن عملى - كلام ممتاز- وكذلك غيره من الرقباء كان لهم نفس التقييم كان حينها الأستاذ أسامة أنور عكاشة رئيس لجنة التقييم النهائى للدراما وظن وقتها من فرط الاشادة بكتاباتى أن هناك من يتوسط لى ..فأخذ بنفسه المسلسل وقرأه ففوجئت أنه كتب تقريرا به إشادة تفوق وأوصى بالاهتمام بالعمل والاتفاق مع نجوم ومخرج متميز ليخرج العمل بشكل يليق بكتابته وبالطبع كانت مفاجأة تفوق أحلامى ولايزال جميله معلقا فى رقبتى فهو صاحب فضل عظيم على دون أن يرانى أو يعرفنى وشهادته تلك سهلت لى خطواتى التالية .

من مثلك الأعلى فى الكتابة ؟ولمن تحرصين في القراءة؟

أجابت بكل فخر مثلى الأعلى بالطبع هو الأستاذ أسامة أنور عكاشة الذى علمنا جميعا وهو الذى وضع لمؤلف الدراما قيمة وأهمية ومازلت أحرص على القراءة لكاتبنا الكبيرنجيب محفوظ بشغف وعشق وفى نفس الوقت أتابع الروائيين الجدد وأعشق دان براون وباولو كويلو .. إبراهيم الكونى .

اخترقت فى كتاباتك مناطق الصعيد والريف التى كان يملكها رواد ورموز مثل محمد جلال عبد القوى ومحمد صفاء عامر .ألم تخافى المقارنة؟

دراما الصعيد نوع متميز وثرى من الكتابة وبالفعل تميز بها على مدار سنوات عمالقة مثل أستاذنا محمد جلال عبد القوى والذى صنع دراما صعيدية ذات مذاق خاص بها من المشاعر والدفء ما خلق بداخلنا عشق للصعيد وثراءه وعالمه الفياض وكذلك الأستاذ محمد صفاء عامر الذى قدم علامات فى دراما الصعيد مثل ذئاب الجبل والضوء الشارد، وجود هؤلاء العمالقة رسخ داخلى حب دراما الصعيد ولاأنكر أنى كنت متهيبة التجربة ولكنى أرى أنه عيب علينا ألا نتميز فى لون درامى ونحن نستقيه من أساتذه مميزين وإن لم نفرز دراما متميزة بعد ماقدموه سيكون تقصيرا وعجزامنا .. للأساتذة العظماء كل الامتنان لما علموه لنا فلولاهم ماكنا نستطيع التميز، أما عن المقارنة فالعيب كل العيب على من يقارن تلميذ بأستاذ، نحن تعلمنا ولابد أن نترجم ماتعلمناه من أساتذتنا كل حسب قدرته على التميز والنجاح وأعتقد أنى لله الحمد أثبت أنى تلميذة متفوقة يتشرف بها أساتذتها.

مؤلفاتك تتميز بالجرأة الشديدة فى تناول قضايا المرأة وأشهرها مسلسلا القاصرات وساحرة الجنوب.كيف واجهت النقد والهجوم؟

بالفعل واجهت نقداً وهجوما شديدى اللهجة فى القاصرات بل أقيمت ضدي قضايا من قبل الهيئات التي تهتم بقضايا الطفولة وأتهمت أنى أقدم دراما خادشة للحياء رغم أن العمل لم يكن به جملة أو مشهد خارج على الاطلاق وبناتى الصغار كن تتابعنه باهتمام ومازلن تتابعنه حين يعاد، أما ساحرة الجنوب فحدث ولاحرج فقد اتهمت بترسيخ الخرافة والدجل والشعوذة واتهامي بالعمل مع النظام لتغييب الناس عن مشاكل واقعهم ولكنى مقابل كل هذا النقد كنت أكتفى بالصمت لأدع نجاح أعمالى تتحدث عنى وفى النهاية هذا توفيق من الله .

ماذا عن الجزء الثالث من ساحرة الجنوب؟

للأسف الجزء الثالث توقف إنتاجه لأسباب خاصة بالشركة ولا نعرف هل سيتم استكماله أم لا .

لماذا فى الدراما دائما أدوار السحر والشعوذة من نصيب المرأة مثل ساحرة الجنوب ؟

أنا لم أقدم عن السحر سوى ساحرة الجنوب وبطلته كانت امرأة لأنى كنت أخطط لحيرة المشاهد مابين التعاطف معها وإدانتها، وأنا شخصيا أرى المرأة أصدق نموذج للقهر والضعف تحت سطوة الأقوى، فحين يرضخ الرجل ويبكى لسطوة تقع عليه لايثير التعاطف بل يثير الاشمئزاز لذا فى هذا العمل كان لابد أن تكون الضحية امرأة لنقتنع بضعفها أمام الشر الذى تلبسها دون مقاومة منها ولكن فى المقابل هناك أعمال كثيرة يتم اللجوء فيها لشيوخ من الرجال يمارسون الدجل والشعوذة ولكن ساحرة الجنوب كانت روح امرأة بما يتناسب مع طبيعة الموضوع.

هل أدوار المرأة التى تجسدينها فى كتاباتك من بنات أفكارك أم واقع معيش؟

كل ما أكتبه من بنات أفكارى ولكن فكرى لن يفرز مثل تلك الموضوعات إلا بمعايشة الناس والقراءة الدائمة فهى بمثابة الوقود الذى يشعل الذهن ويحركه كل هذا يخلق زخما من العلاقات والأفكار لتطرح فى النهاية فكرة تكتب وتجسد على الشاشة.

ماذا عن أحدث أعمالك مسلسل الحلال الذى سيعرض فى رمضان القادم؟

مسلسل الحلال هو عمل شعبى اجتماعى لايت كوميدى لايحمل قضايا كأعمالى السابقة ولكنه ممتع وشيق وبه حواديت نعيشها حولنا معالجة بشكل يثير الاهتمام والفضول وأدعوالله أن يناله نجاح أعمالى السابقة بطولة سمية الخشاب وبيومى فؤاد ومها أحمد ويسرا اللوزى ودينا فؤاد ومجموعة كبيرة من الفنانين إخراج أحمد شفيق وإنتاج صادق الصباح.

تعاملت مع مخرج الروائع مجدى أبو عميرة فى أكثر من تجربة.. ماذا عن العمل معه؟

المخرج الكبير مجدى أبو عميرة يعتبر أهم وأكبر محطة فى رحلتى مع الكتابة ،فقد كان حلم حياتى أن يخرج لى عملاً وبالفعل تعاملت معه فى الحقيقة والسراب هو العمل الذى عرف الناس بى وكان أول تعامل بيننا وكان نقلة حقيقية فى حياتى العملية كنت أخاف بشدة من مجرد فكرة أن يترك العمل لأى سبب ، ثم وظلت الصلة وثيقة بيننا حتى تعاملنا مرة أخرى من خلال مسلسل أحلام لاتنام ثم القاصرات والذى حقق نجاحاً ساحقاً بالمنطقة العربية بأكملها ليظل مجدى أبو عميرة أيقونة النجاح والتميز ومازلت أحلم بتكرار التعامل بيننا وأتمناه وأنتظره ،فهو مكسب عظيم لأى عمل .

ما رأيك فى مستوى الدراما التليفزيونية بوجه عام؟

لاننكر أن الدراما فى الثلاث سنوات الأخيرة بدأت تستعيد الكثير مما فقدته فى السنوات السابقه خاصة بعد ظهور جيل جديد من النجوم الشباب والمخرجين والمؤلفين وإن كان هذا تتخلله أعمال سلبية تقدم صورة مشوهة لمجتمعنا مثل دراما البلطجة والعشوائيات.

لماذا لم تقتربى من منطقة السينما إلى الآن؟

السينما لها جو خاص بها لم أجرب أن أخوضه حتى الآن ولكن ربما فى القريب تكون هناك تجربة أدعو الله أن يوفقنى فيها ، كما أننى أعشق الدراما التليفزيونية لأنها تخترق البيوت والعقول وتنسج أواصر ممتدة مع الناس وتؤثر بهم بشكل مباشر وحميم.

هل مقومات الكاتب الناجح اختلفت فى عصر التواصل الاجتماعى عن ذى قبل؟

بالطبع من الصعب ارضاء الناس واشباع فضولهم فى عصر وسائل التواصل مما يجعل الكاتب لابد أن يكون حريفا ويعرف كيف "يلاعب" الناس بالدراما ويقدم لهم مايثير اهتمامهم بحيث يتركوا سهولة ويسر التعامل مع عالم مواز على الموبايل أو اللاب ويجلسون ليتابعوا أحداث مسلسل ، وبالفعل الكتابة الآن صعبة من حيث اختيار الموضوع الشيق وخلق أحداث تثير الفضول والاهتمام .

فى رأيك كيف يمكن الارتقاء بمستوى المواطن وحل مشكلات المجتمع من خلال الكتابة؟

لاشك أن الكاتب له دور فى غرس القيم والمبادىء من خلال مايقدمه من دراما فمثلا حين قدمت القاصرات وجدت تراجعاً ملحوظاً عن فكرة الزواج المبكر وحين قدمت الحقيقة والسراب سمعت من طالبات الجامعة فى إحدى الندوات أنهن أصبحن يخافن من مجرد كلمة زواج عرفى ثم تستطرد كلامها قائلة العمل من حيث لاندرى يتسرب إلى الوعى ويشكله بدليل مانراه كل يوم من تقليد الشباب لمشاهد من أعمال محمد رمضان بصرف النظر نتفق أو نختلف عليها ولكنها بالنهاية ترجمة لتأثر المشاهد بما يقدم على الشاشة إذن كلما كان حاملا رسالة كلما كان الأثر إيجابى فى المساهمة بحل مشكلات مجتمعية

ماذا عن هوايات أخرى لدى سماح الحريرى بجانب الكتابة ؟

فى الحقيقة كنت أمارس الغناء حتى المرحلة الجامعية وحصدت جوائز ولكن والدى منعنى من ممارسته بشكل احترافى خوفا على من السهر والسفر ومايستلزمه ممارسة الغناء ونسيته بالفعل وأصبحت أمارسه فقط بالبيت أو بين أصدقائى المقربين .

وماذا عن أحلامك الشخصية والأدبية؟

أحلامى الشخصية هى أن أرى بناتى فى أسعد حال وبصحة جيدة وتحملن مبادىء راقية وسلوكيات أفتخر بها وبالنسبة لأحلامى الفنية أن يظل النجاح حليفى وأن أقدم أعمالاً متميزة تجذب المشاهد وترضيه وتقدم له كل ماهو إيجابى واهم أحلامى أن تتعافى مصر من كل ما يوجع شعبها البسيط وان يوفق القيادة فى توفير حياة كريمة للناس وأن يتواجد وضع عالمى يليق بمصر ودورها وتاريخها.