ملتقى الإعلام العربي يدعو إلى إنشاء كيان تابع للجامعة العربية يعاقب القنوات التي تبث الأكاذيب
دعا ملتقى قادة الإعلام العربي إلى إنشاء كيان تابع لجامعة الدول العربية لتقييم الأداء الإعلامي من حيث التزامه بميثاق الشرف الإعلامي للقنوات الإعلامية مع كشف أي أكاذيب أو تزييف للحقائق، ومحاولة إثارة البلبلة وبث الفتن والفرقة بين الشعوب العربية والتدخل في شئون الدول الداخلية.
وطالبت التوصيات الصادرة عن الملتقى - الذي عقد اليوم الأحد بالجامعة العربية - بأن يقوم هذا الكيان بفرض عقوبات أدبية ومعنوية بدءًا من لفت النظر والإنذار إلى الإعلان والدعوة إلى مقاطعة القناة المدانة لعدم مصداقيتها والكذب والتدليس على المواطن العربي.
وأكد الملتقى ضرورة وضع ميثاق الشرف الإعلامي العربي موضع التنفيذ بحيث تلتزم الدول بتطبيق أدبياته وأعرافه على وسائل الإعلام الخاصة الموجودة في الدول باحترام هذا الميثاق وعدم تجاوزه بما يستهدف كيانات وأنظمة دول شقيقة، أو يروج للإرهاب والفتنة ونشر الشائعات، وفي حالة حدوث تجاوزات تكون الدولة المعنية مسؤولة أمام الجامعة العربية والأعضاء واتخاذ إجراءات بحق الوسيلة الإعلامية المخالفة بما يضمن عدم تكرارها مستقبلًا.
وندد الملتقى بسياسة قناة "الجزيرة" في خلق أصداء غير مستقرة في عدد من الدول العربية، من خلال أخبارها وبرامجها - والدعوة إلى ألية لدعم وسائل الإعلام العربية من دولها ليكون تأثيرها ودورها أكبر.
وأوصى المشاركون في ملتقى قادة الإعلام العربي، بضرورة قيام وسائل الإعلام المهنية المختلفة بنشر أخبارها في السوشيال ميديا بهدف التفاعل مع روادها الذين أصبحوا يمثلون جانبًا هامًا من الرأي العام، وأيضًا لحمايتهم من الوقوع فريسة للأخبار الكاذبة والمضللة.
وأكد الملتقى - الذي أدار جلساته أمينه العام ماضي الخميس - إلى ضرورة الاهتمام بتوعية المتلقي العربي، وكيف يميز بين الأخبار المضللة والحملات المعادية وعدم نشرها إلا بعد التأكد من صحة المعلومات وذلك بما لا يسمح بالاستخدام الضار والمدمر لرسائل الفيديو ووسائل السوشيال ميديا.
وأكد الملتقى ضرورة الاهتمام بالإعلامي العربي (علميًا) و(التدريب) ورقابة المادة المقدمة، ومخاطبة المجتمعات عن طريق السوشيال ميديا لأنها أصبحت لغة العصر ولا يمكن إلغائها - ومحاولة تثقيف الجمهور عن طريق المادة المقدمة بمحتوى يحترم عقليته.
ودعت التوصيات إلى إعادة النظر في إطلاق مسمى (الإعلام التقليدي) على وسائل الإعلام الرزينة والمهنية والذي يجعلها تصنف على أنها بدرجة أقل من وسائل التواصل الاجتماعي والاستعانة بمسمى (الإعلام المهني)، والعمل مع الوزراء العرب على إعادة الهيبة لوسائل الإعلام العربية من خلال دعمها معنويًا في المقام الأول وتفضيلها على وسائل التواصل الاجتماعي.
وشدد المشاركون على ضرورة سن القوانين لمحاربة الأخبار الكاذبة والصور والأفلام المفبركة والتعامل مع المزور جنائيًا.
وطلب المشاركون من الجامعة العربية ومجلس وزراء الإعلام العربي للعمل على إعادة هيبة المؤسسات العربية ودعمها من أجل إيصال رسالة إعلامية هادفة للمتلقي، كما طالبوا الإعلام العربي بالتكاتف وفتح آفاق للعمل بين قادة الإعلام العربي من أجل الوقوف على التحديات ومعالجتها.
ودعوا إلى إصدار بيان يخاطب الحكومات العربية عدم السماح لمؤسساتها الإعلامية الرسمية والخاصة باستغلال منابرها للإساءة لأي دولة عربية أو تدمير اقتصادها وتشويه رموزها، والالتزام بالمعايير المهنية ومواثيق الشرف التي تحمي حق المشاهد والمستمع والقارئ في معرفة الحقيقة والمعلومات الصحيحة.
كما دعا قادة الإعلام العرب إلى تدريس التواصل الاجتماعي في الجامعات العربية كتخصص وليس مادة تدرس فقط لخلق بيئة مهنية لفئة الشباب من أجل التعامل مع التواصل الاجتماعي والحد من الفوضى التي نعيشها اليوم.