رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


خمس دول لا يمكن أبدا غزوها عسكريا

23-9-2019 | 10:10


سقطت كل الإمبراطوريات على مر التاريخ أو تحولت إلى إمبراطورية أخرى، ثم سقطت. وفي الوقت الحالي، لم يعد مصطلح "إمبراطورية" مستخدما لوصف الدول القومية.

وبصرف النظر عن التسمية التي تطلق على بعض الدول، فهي لا تزال قادرة على إبراز قوتها خارج حدودها، وعلى المستوى العالمي، مثل الولايات المتحدة.

ولكن عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن أرضها الأصلية، فإن بعض الدول لن تخضع لجيوش قوى أخرى، لأي سبب، بحسب ما ذكر موقع "بيزنيس إنسايدر" الأمريكي.


وبالتأكيد فإن أول دولة تتبادر إلى الذهن هي الولايات المتحدة الأميركية، فالمعروف أنه عند أي محاولة غزو لهذه الدولة، التي تحتل مساحة نصف القارة الأمريكية الشمالية تقريبا، فإن الغازي لن يواجه الجيش الأمريكي، الذي يعد الأفضل والأقوى عالميا، فحسب، بل أكثر من 330 مليون أمريكي، الغالبية العظمى منهم يمتلكون العديد من الأسلحة وربما ترسانة أسلحة، مصانة بموجب الدستور الأمريكي.

وعلى الدولة الغازية أيضا أن تسيطر على الأرض، وعلى المدن الكبيرة التي يضم بعضها عدة ملايين من السكان، بعضهم مسلح والبعض الآخر مستعد للقتال، هذا لو تم استثناء العصابات والجماعات المتطرفة، ناهيك عن تنوع الطبيعة فيها، حيث يوجد فيها 7 مناطق مناخية، بدءا من الجبال وانتهاء بالصحارى، ومرورا بالمستنقعات، بالإضافة إلى نهر المسيسيبي.


وبعد الولايات المتحدة، تأتي روسيا، فهذه الدولة إلى جانب جيشها القوي وترسانتها الهائلة من الأسلحة، ربما تكون عصية على الغزو.

فقد حاول نابليون غزوها عام 1812، وعلى الرغم من الخسائر البشرية الهائلة التي مني بها الروس، إلا أن جيوش نابليون لم تتمكن من احتلاها، لأكثر من عامل، الأول هو ما يطلق عليه "الجنرال شتاء" الذي جمد الجيش، بالإضافة إلى أن الروس عمدوا إلى تدمير البنية التحتية في بلدهم، كالبلدات والمزارع وغيرها، فهم يفضلون تدمير بلدهم على أن يتركوها للأعداء.

والأمر نفسه تكرر إبان الحرب العالمية الثانية عندما غزا النازيون الألمان بلادهم، وهي الحرب التي كانت الأكثر دموية في تاريخ روسيا، التي يعتبر شعبها من بين أكثر الشعوب شراسة، والدليل على ذلك معركة ستالينجراد.


أما الدولة الثالثة العصية على الغزو لن تخطر على بال أحد وقد تفاجئ البعض عند ذكرها، وهذه الدولة هي أفغانستان .. فقد وصفت هذه الدولة سابقا بأنها "مقبرة الإمبراطوريات" ويشمل ذلك، القوة العظمى الوحيدة الحالية في العالم، أي الولايات المتحدة، التي تعد القوة العظمى الوحيدة الموجودة على الإطلاق، كما تشمل القوة العظمى الأخرى التي وجدت في العالم، الاتحاد السوفيتي السابق، وأكبر إمبراطورية في العالم، أي الإمبراطورية البريطانية عندما كانت في أوج قوتها.

وحاليا، على الرغم مما اعتقده كل الجنرالات الأمريكيين على مدى 18 عاما، فإن النصر في أفغانستان ليس قاب قوسين أو أدنى.

إن ما يجعل من الصعب جدا احتلال أفغانستان والاحتفاظ بها هو أولا وقبل كل شيء التضاريس، فهي عبارة عن وعاء صحراوي كبير تحيط به بعض أعلى القمم في العالم، وأي جيش لا يستطيع الغزاة تدميره يمكن أن يتلاشى في الجبال ويلعق جراحه حتى يأتي موسم القتال التالي.

وفي الأزمنة الحديثة، تلغي القمم المرتفعة ميزة الدروع والدبابات، مع العلم أن ما يبقي القوات الأميركية في أفغانستان هو ميزتها اللوجستية، حيث يمكن للولايات المتحدة الحصول على الإمدادات والقوات بسهولة نسبية.

لكن السبب الأهم الذي لا يمكن أحد من غزو أفغانستان هو أن أي غزاة يجب أن يُخضعوا السكان بالكامل، والمقصود هنا بالطبع كل السكان.

غير أن سكان أفغانستان متنوعون، ففيهم البشتون والتركمان والبلوش والطاجيك والأوزبك.

وعند الحديث عن احتلال دول وعزوها وصعوبة الاحتفاظ بها، لا بد أن تكون الصين بين هذه الدول، فهل يمكن لجيش غازي أن يقاتل أكثر من مليار شخص، حتى وإن لم يكونوا مسلحين كالأمريكيين أو الروس أو غيرهم من الشعوب.


أما الدولة الرابعة هي الصين وبالتأكيد لا يمكن لشخص أن يتجاهل قوة وقدرات الصين العسكرية حاليا، ولا مساحتها الجغرافية وتنوعها المناخي الذي يشمل صحراء جوبي التي لا يمكن اختراقها، وغابات جنوب شرق آسيا، ناهيك عن المناطق الجبلية الثلجية التي ستجعل الدعم الجوي صعبا.


أما الدولة الخامسة هي الهند بالطبع، على الرغم من أنها من بين الدول التي يسهل غزوها من الناحية الجغرافية، فهي محاصرة بالجبال العالية في الشمال (جبال الهملايا) والصحراء الجافة في شمال غربها، والمناخ الرطب والاستوائي في الجنوب الغربي.

لكن بالنسبة إلى الهند والهنود، البالغ عددهم أكثر من مليار نسمة، فإنه يمكن الاستفادة من طبيعة بلدهم باعتبارها شبه قارة، حيث أن جزءا من الاستراتيجية البحرية الرئيسية للهند هو نشر ما يكفي من الغواصات في مياهها الإقليمية لإغراق كل السفن الحربية المعادية وكذلك الطائرات المعادية.

وبالإضافة إلى ذلك، كان على الهند، منذ أن غادر البريطانيون في العام 1947، التعامل مع كل من باكستان والصين، لذلك يجب أن تستند استراتيجية الهند الدفاعية بأكملها إلى فكرة خوض حرب على جبهتين، ويبدو أنها مستعدة لذلك.