الرئيس يستعرض جهود الدولة للرعاية الصحية بمصر وأفريقيا.. خبراء: مصر قدمت نموذجا مهما في التنمية الصحية ومكافحة الأمراض المستوطنة.. والعالم يرغب في الاستفادة من تجربتها
أكد
خبراء سياسيون ودبلوماسيون أن مصر قدمت نموذجا مهما في التنمية الصحية ومكافحة
الأمراض المستوطنة عبر عدة مبادرات، حيث تعتبر الرعاية الصحية الشاملة أولوية
لمصر، موضحين أن العالم يرغب في الاستفادة من التجربة المصرية في هذا المجال، وهو
ما عرضه الرئيس خلال مشاركته بالاجتماع رفيع المستوى اليوم.
وفي
كلمة له اليوم في الاجتماع رفيع المستوى حول الرعاية الصحية الشاملة بنيويورك، أكد
الرئيس أن جهود توفير الرعاية الصحية الشاملة لن تكتمل إلا بتحقيق النفاذ إلى الدواء
وتكنولوجيا الصحة، وبناء مشاركات وتحالفات بين الحكومات والشركات والمؤسسات الدولية
لضمان توفير الدواء الآمن والفعال للجميع، وتعزيز أطر التعاون الدولي في مواجهة الطوارئ
والأزمات الصحية.
وأوضح
أن مصر وضعت صحة المواطن على قائمة أولوياتها، حيث دشنت حملة "مائة مليون صحة"
المعنية بالكشف عن المصابين بالالتهاب الكبدي الوبائي (فيروس سي) والأمراض غير السارية،
والتي نجحت حتى الآن في فحص ما يقرب من 60 مليون مواطن في أقل من عام، فضلاً عن صرف
العلاج بالمجان لأكثر من مليون مواطن ممن تم اكتشاف إصابتهم بمرض "فيروس سي".
وأشار
إلى بدء أولى مراحل برنامج التغطية الصحية الشاملة لجميع المواطنين المصريين، وجهود
مبادرة "إنهاء قوائم الانتظار الخاصة بالعمليات الجراحية الحرجة" والتي شملت
حوالي 250 ألف مريض، فضلاً عن حملات لتسليط الضوء على المشكلات الصحية التي تواجهها
المرأة والطفل في مصر، من خلال مبادرتي "دعم صحة المرأة المصرية" و"اكتشاف
وعلاج ضعف وفقدان السمع لدى الأطفال حديثي الولادة"، إلى جانب حملة "الكشف
عن أمراض السمنة والأنيميا والتقزم بالمدارس".
وأضاف
الرئيس "لم يقتصر التزامنا بموضوعات الصحة على المستوى الوطني فحسب، بل امتد إلى
قارتنا الأفريقية ضمن أولويات رئاستنا للاتحاد الإفريقي، حيث نسعى حالياً لتعميم مبادرة
"مائة مليون صحة" على الدول الأفريقية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية،
وذلك في إطار أجندة الاتحاد الأفريقي للتنمية 2063.
الرعاية الصحية الشاملة أولوية لمصر
السفير
إبراهيم الشويمي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يحرص
على المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة كل عام كمحفل يشارك فيه الكثير
من الرؤساء والملوك في العالم، وتكون فرصة للقائهم وتبادل الآراء معهم وعرض رؤى مصر لحل المشكلات العربية والإقليمية والدولية.
وأوضح
الشويمي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس خلال الاجتماعات يتحدث بصفته
رئيسا للاتحاد الأفريقي، وقد شارك في الاجتماع رفيع المستوى حول الرعاية الصحية الشاملة
بنيويورك، ويشارك أيضا في قمة المناخ، مضيفا إن ملف الرعاية الصحية الشاملة يمثل أولوية
لمصر في الوقت الراهن.
وأشار
إلى أن الرئيس أعلن مبادرة للرعاية الشاملة داخل مصر عبر إنهاء قوائم الانتظار وحملة
100 مليون صحة للمسح الشامل للمصريين لمكافحة فيروس سي والسكر والسمنة، وكذلك المسح
الشامل لمليون مواطن أفريقي، وكذلك استعدادات الحملة لإرسال أطباء إلى الدول التي تحتاج
إلى ذلك.
وأضاف
إن قضية المناخ تمثل أهمية كبرى لأن التغيرات المناخية تهدد الحياة، وسيعرض الرئيس
رؤية أفريقيا في هذا الملف وأهمية تكاتف الدول ومساعدة القارة في مواجهة آثار تلك التغيرات
وتداعياتها على مستوى الحياة فيها.
وأكد
أن المشاركة فرصة أيضا للقاء رجال الأعمال الأمريكيين ودعوتهم للاستثمار في مصر والاستفادة
من الفرص المتاحة، وكذلك لقاء رؤساء الدول الصديقة لتأكيد قوة العلاقات الثنائية، مشيرا
إلى أنه في هذا الصدد سيلتقي الرئيس اليوم بنظيره الأمريكي دونالد ترامب، لبحث الوضع
الإقليمي والتوترات في المنطقة وضرورة إيجاد حلول لأزمات الإقليم كسوريا وليبيا واليمن.
اهتمام عالمي للاستفادة من التجربة
المصرية
قال الدكتور أشرف سنجر، أستاذ العلوم السياسية
وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في الدورة
الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة تمثل أهمية كبرى، هذا العام في ظل رئاسة مصر للاتحاد
الأفريقي، مضيفا إن هناك العديد من القضايا الأفريقية التي يحملها الرئيس خلال مشاركته
في كافة المحافل الدولية والزيارات الخارجية للدول الكبرى.
وأوضح سنجر، في تصريح لـ"الهلال اليوم"،
أن هذه القضايا تتمثل في التنمية المستدامة والنزاعات المسلحة ومكافحة الإرهاب وتقليل
الهجرة وبناء مجتمعات أفريقية مستدامة، مضيفا إن هذه القضايا ركزت عليها الرئاسة المصرية
للاتحاد الأفريقي من أجل حياة كريمة للشعوب الأفريقية وبناء المزيد من الاستقرار في
المجتمعات الأفريقية.
وأكد
أن مشاركة الرئيس دائما تأخذ أبعادا ثنائية وجماعية في لقاءات متعددة يعقدها على هامش
الاجتماعات، إلى جانب خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يعرض الرؤية المصرية
لقادة العالم لتحقيق الاستقرار والسلام الإقليمي والعالمي، مشيرا إلى أن الرئيس اليوم
سيشارك في قمة هامة بمشاركة كافة زعماء العالم حول المناخ.
وأشار
إلى أن التغيرات المناخية تضرب بقاعا كثيرة في العالم وزادت من التصحر في بعض الأماكن
فضلا عن زيادة الأعاصير في المحيط الأطلنطي وتضرب الولايات المتحدة والتغيرات المخيفة
في القطب الشمالي، والتي أصبحت تهدد الحياة الطبيعية في الكثير من الأماكن بالعالم
وأثرت على درجات الحرارة، وزادت معاناة الشعوب نتيجة قرارات اقتصادية لزيادة الإنتاج
أدت لزيادة الانبعاثات الضارة.
وأضاف
إن الرئيس السيسي سيشارك في عدة لقاءات بعد اجتماعه بأعضاء غرفة التجارة الأمريكية
والمستثمرين الراغبين في الاستثمار في مصر، كنتيجة للاستقرار السياسي والإصلاحات الاقتصادية
التي أنقذت الاقتصاد المصري، وأدت لتعافيه وأصبح قادرا على استقبال رؤوس أموال من الاستثمار
الأجنبي المباشر وتوسيع قاعدة الإنتاج.
وأشار
أستاذ العلوم السياسية أن الوضع الاقتصادي يتجه لمزيد من التقدم ويسير بخطوات جيدة،
مضيفا إن الرئيس عقد أيضا قمة ثلاثية مع العاهل الأردني والرئيس العراقي بما يؤدي لزيادة
الدعم من أجل الاستقرار في العراق ليعود مرة أخرى للأمة العربية كدولة فاعلة في النظام
الإقليمي.
ولفت
إلى أن لقاء الرئيس السيسي اليوم بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهم للغاية، حيث أن
السياسة الخارجية الأمريكية تجاه مصر شهدت طفرة خلال إدارة ترامب، بعدما شهدت العلاقات
مواقفا سلبية تجاه الدولة المصرية، مضيفا إن ترامب والرئيس السيسي نجحا في نقل العلاقات
المصرية الأمريكية نقلة نوعية إستراتيجية في بناء جسور من الثقة والدعم الأمريكي الواضح
لمحاربة الإرهاب.
وأكد
أن الرئيس الأمريكي أشاد أكثر من مرة في أكثر من لقاء بقيادة الرئيس السيسي وقدرته
على إدارة الشئون السياسية والاقتصادية ومقاومة ومحاربة الإرهاب الذي كان ضاربا في
أنحاء الجمهورية، في نجاح كبير للسيسي وللإدارة المصرية في أن تكون مصر دولة مستقرة
لها وجود عالمي يحظى باهتمام كل صناع السياسة ومراكز الفكر.
وتابع:
إن الدورة الـ74 تحمل أهمية خاصة بعد أن قدمت مصر نموذجا مهما في التنمية الصحية ومواجهة
الفيروسات والأوبئة المستوطنة كالتهاب الكبد والسيطرة عليها عبر قوافل وحملات طبية
نجحت في تحقيق أهدافها، والعالم يرغب في سماع تجارب ناجحة كالتجربة المصرية للاستفادة
منها في دول أخرى.