كتبت - أسماء حامد
"ما أشبه اليوم بالبارحة"، أصبحنا نسمع يوميا عن وقائع التعدي الجنسي على الأطفال من قبل كبار السن، ولكن الجرعة زادت عن الحد المعقول، في الفترة الأخيرة، ثم تحولت الحوادث إلى مراهقين يعتدون على صغار، وأخيرًا تعد طفل على طفلة مثله، فكانت بمثابة الكارثة، فكيف يمتلك هذا الطفل القدرة الجنسية على أن يهتك عرض زميلته.
كانت من أكثر الواقائع التى لفتت نظرنا هذا الأسبوع :"إحالة تلميذ للمحاكمة أمام محكمة الطفل، لاتهامه بهتك عرض زميلته داخل حضانة خاصة بعدما استلمت النيابة تقرير الطب الشرعى، وأثبت تعرضها للاعتداء الجنسى، وكان قسم شرطة أول مدينة نصر، تلقى بلاغا من ربة منزل تفيد بتعرض ابنتها البالغة من العمر 5 سنوات، للاعتداء الجنسى على يد زميلها داخل حضانة خاصة، مضيفة فى بلاغها أنها لاحظت تغير فى سلوك ابنتها عقب عودتها إلى المنزل، وبفحصها تبين وجود أثار دماء فى ملابسها، متابعة وبسؤالهاعن سبب تلك الدماء أخبرتها بما حدث لها، وأن زميلها فى الحضانة اعتدى عليها جنسيا بعدما استدرجها بحجة اللهو معها، لتأمر النيابة باستدعاء الطفل لسؤاله، واعترف بارتكابه للواقعة، وأنه استدرج زميلته للهو معها، لتأمر النيابة بإحالة الطفل للمحاكمة".
وهذه الوقائع لم تشهدها المدينة فقط، بل انتقل إلى المحافظات:" فتعد طفل على طفلة، مازالا في المرحلة الابتدائية، هذا ما حدث في مدرسة حسين الخضير الابتدائية بشربين بمحافظة الدقهلية، حيث أقدم طالب بالصف السادس الابتدائي على تجريد طالبة بالصف الثاني الابتدائي من ملابسها داخل حمام المدرسة، محاولًا اغتصابها، لكن صرخات الطفلة أنقذتها بعد أن سمعها عدد من الطلاب الذين استغاثوا بالمشرفين، لإنقاذ الطفلة وإثبات الواقعة، ومع ذلك، لم تفعل المدرسة شيئًا سوى استدعاء أولياء أمور الطالبة والطالب، وبادرت والدة الطفلة بتقديم بلاغ لدى مركز شرطة شربين، تتهم فيه الطالب بمحاولة اغتصاب ابنتها، وحررت محضرًا بالواقعة، وبناءً عليه قررت النيابة العامة ضبط وإحضار الطالب وإحالة الطفلة للطب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي عليها.
فكيف امتلك هؤلاء الأطفال القدرة والتفكير الجنسي للقيام بهذه الأفعال؟
الكارتون الإباحي :
وفي هذا الصدد، تقول المحامية رباب عبده، نائب رئيس الجمعية المصرية للأحداث، ومسئولة ملف المرأة، في حديثها لـ" الهلال اليوم":"هى كارثة بكل المقاييس، شعرت بمصيبة، بإحساس الأم، والعامل الأكبر هو غياب الأسرة والمدرسة، الذي أدي بوصول هذا الطفل إلى هذا المستوى المنحل، فهذه الوقائع، أكبر دليل على أن هذا الطفل مدمن مشاهدة أفلام إباحية، ومدمن إنترنت، حتى الكارتون يحوي على مشاهد تحس على الشذوذ والجنس، ومشاهد خارجة وقبلات ساخنة، ومع غياب من الأهل، وغلق الأبواب دون مراقبة، بحجة مشاهدة الكارتون، أصبح هذا الطفل يعاني من خلل واضح، فهذا الطفل البرئ لم يصبح منحرف أخلاقيا بين ليلة وضحاها".
وتضيف:" هذا الطفل اخترق هذا العالم من سنوات حتى يستطيع أن يملك قدرة وتخيل جنسي، بهذا الشكل، إلى أن يصل إلى هتك عرض طفلة، فانبهر بالعالم الإلكتروني، واليوتيوب، والتواصل الاجتماعي، وما أدراك، ما في تلك المواقع، مع عدم مراقبة الأسرة، فانغلق الطفل، وعاش في عزلة، وعالم أفتراضي، حتى إذا كان وسط أسرته، بجانب غياب القدوة، فدائما في هذه الحالات، الطفل لم يكن لديه قدوة يقتدي بها، سواء داخل الأسرة أو المدرسة، ومراقبة هوايات الطفل، فكان الحصاد شخصية منحلة"
وتأكد عبده:" نحن أمام كارثة حقيقية، والمتهم الأول، الأسرة وليس الطفل، وغياب القدوة والأخلاق، فأصبحت قدوة الطفل عبده موته والأسطورة، الأسرة أصبحت لا تربي، والمدرسة أيضا لا تربي، وهذه النتيجة الصادمة".
مادة الأخلاق :
وطالبت بضرورة تدريس مادة الأخلاق في المدارس، وعودة الأخصائي الاجتماعي والنفسي إلى المدارس، ولمس مواطن الضعف عند الطفل، وخلق حوار مشترك بين الطفل والأهل، والبحث وراء مشاكل أطفالنا واكتشاف السلوكيات الغريبة والاضطراب السلوكي، قبل إن يتحول إلى إنحراف سلوكي، ومراقبته دون أن يشعر حتى لا ينفر، ويتجه إلى الشارع وعالم "السيبر"، ولابد من دراسة ميول الطفل وهو في سن الأربع سنوات، وإذا احتاج دعم نفسي يتم عرضه على الاستشاريين النفسيين، وهذا لم يكن عيبا أو إساءة له ولكن للحفاظ عليه من الانحراف والعنف السلوكي".