رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«جنة» انتقلت إلى الجنة.. رحلة عذاب البراءة والطفولة من هتك العرض إلى الوفاة.. الطفلة وشقيقتها الكبرى من أبوين كفيفين انفصلا منذ 4 سنوات والجدة الشيطانة كانت تسخن آلة حادة وتحرق مناطق مختلفة من جسدها

28-9-2019 | 20:15


جنة.. الطفلة البريئة ذات الـ5 سنوات، انتقلت إلى جورا ربها فهو "عزو جل" أحن عليها ممن أنهكوها تعذيبا، قبل أن تتناثر أجزاء قصتها مصحوبة بمطالب لإنقاذ الطفلة من براثن عائلتها، إذ كتبت الطفلة سطرًا جديدًا من سطور مأساة «العنف الأسري».

 

ومع بدايات الخيوط الأولى لفجر اليوم السبت، أعلن الدكتور سعد مكى، وكيل وزارة الصحة بالدقهلية، وفاة الطفلة جنة محمد سمير حافظ، 5 سنوات، ضحية التعذيب على يد جدتها والتي تعرضت للكي بألة حادة «منجل» في أنحاء متفرقة من جسدها وفي أعضائها التناسلية، وذلك بعد توقف عضلة القلب، مُتأثرة بإصاباتها، وتم نقل جثتها إلى المشرحة تحت تصرف النيابة.

 

وقال وكيل وزارة الصحة، في تصريحات صحفية، إن الطفلة جنة توفيت بالعناية المركزة بمستشفى المنصورة العام الجديد «الدولى» متأثرة بتعذيب جدتها بعد توقف في عضلة القلب إثر الإصابات التي كانت تعانى منها.

 

بداية القصّة

بلاغٌ قصير أرسل إلى اللواء فاضل عمار، مدير أمن الدقهلية، من مستشفى «شربين» المركزي، بوصول الطفلة «جنة»، المُقيمة برفقة جدتها داخل قرية «بساط كريم الدين»، جثّة هامدة بها الآتي، كدمات متفرقة بالجسم، آثار حروق بمنطقة الحوض، تحديدًا حول الأعضاء التناسلية الخارجية، تورّم بالطرف السفلي الأيسر.

 

كُل تلك الآثار كانت توحي بأن «جنة» هي ضحية «عنف وحشي»، لكن التحقيقات أثبتت أن من عذّبها هو جدتها.

 

بتر ساق الطفلة

لم تصمُد ساق «جنة» أمام التعذيب الذي لاقته الصبية الصغيرة، إذ أجرى أطباء مستشفى المنصورة العام الجديد، بتر لساق الطفلة «جنة»، إذ أصابها تعذيب الجدة بغرغرينا في الساق وفي مناطق حساسة.

 

وبالانتقال وسؤال جد الطفلة لوالدها، ويدعي «س. ح»، 55 سنة، اتهم في محضر الشرطة، جدة الطفلة لوالدتها وتدعى «صفاء ع. ع»، 41 سنة، ربة منزل، بالتعدى عليها بالضرب، وتسخين آلة حادة وكى الطفلة بعد تبولها لا إراديا.

 

وبالفحص، تبين أن الجدة كانت تسخن آلة حادة «شقرف» على النار وتضعه على مناطق مختلفة من جسد الطفلة وظهرت آثار التعذيب على ظهرها وعلى رجلها وفي أماكن حساسة، كما ظهرت بعض الحروق القديمة في اماكن متفرقة بجسمها.

 

وأكد تقرير مستشفى المنصورة «الدولى» عن حالة الطفلة وإجراء عملية بتر للساق، أن الطفلة وصلت محولة من مستشفى شربين المركز باعتداء من آخرين، وبالكشف الطبى الظاهرى تبين وجود غرغرينا بالأعضاء التناسلية الخارجية واشتباه جلطة بالطرف السفلى الأيسر، كما يوجد آثار سحجات واعتداء بالظهر والبطن والحالة العامة دون المتوسطة.

 

وأكد حينها، أشرف عبدالوهاب، محامى الطفلة، استخراج تصريح من النيابة لدفن الجزء المبتور، وأن حالة الطفلة مازالت «سيئة»، مضيفًا: «الطفلة تعرضت للتعذيب على يد الجدة للأم، وتم عرضها على الطبيب الشرعى، وننتظر التقرير النهائى عن الحالة العامة للطفلة، وأسباب حدوث تلك الإصابات»، مشيرًا إلى حبس الجدة 15 يوما على ذمة التحقيقات.

 

 

التحريات حول الجريمة

تبين من التحريات أن الطفلة وشقيقتها الكبرى من أبوين كفيفين وانفصلا منذ أربع سنوات، وانتقلا إلى حضانة الجدة بحكم قضائي لصالحها العام الماضي، وبتقنين الإجراءات تم ضبط الجدة المتهمة.

 

وتبين من الكشف الطبي المبدئي للطفلة فور وصولها للمستشفى أنها تعانى من جلطة بالطرف السفلي، ويوجد آثار سحجات بالظهر والبطن والحالة العامة دون المتوسطة وتبين أيضا إصابتها بغرغرينا في القدم إثر كسر في الساق وتركها لمدة طويلة دون علاج، مما أدى إلى ضرورة بتر القدم وإجراء عملية بتر بالساق اليسرى ووضعها بالعناية المركزة حتى لفظت أنفاسها الأخيرة فجر اليوم.

 

وبتقنين الإجراءات تم ضبط جدة الطفلة المتهمة بتعذيبها وتحرر عن الواقعة المحضر رقم 14167 لسنة 2019 جنح شربين، وبالعرض على النيابة العامة أنكرت الاتهام الموجه إليها وقررت إحالة الطفلة للطب الشرعي لبيان ما بها من إصابات وأسبابها وقرر قاضى المعارضات إخلاء سبيل الجدة لحين ورود تقرير الطبيب الشرعي إلا أن النيابة العامة استأنفت القرار وقررت المحكمة تجديد حبس الجدة 15 يوما على ذمة التحقيقات.

 

اعترافات الأب

وعمّا حدث للطفلة، اتهم والدها محمد سمير حافظ، 25 سنة، في اعترافات النيابة، جدة الطفلة لأمها بالتسبب في وفاة نجلته الصغرى وإصابة شقيقتها الكبرى بعد تعرضهما لوصلة تعذيب على يد الجدة، وأكد أن الطفلة وشقيقتها الكبرى في رعاية والدتها وجدتها منذ عدة شهور.

 

وقال: «الطفلتان تعرضتا لفترة طويلة للتعذيب على يد الجدة للأم والتي كانتا في رعايتها»، وأضاف باكيا: «بنتي الصغيرة اتحبست 10 أيام بجروحها في بيت جدتها لأمها، لحد ما رائحة الجروح ظهرت في المكان وأمها كانت واقفة تتفرج وجدتها بتعمل فيها كده، وجنة الله يرحمها قالت لي على كل حاجة حصلت لها، وإن جدتها كانت بتعذبها بـ«الشقرف»، وخالها ماسكها ومامتها واقفة تتفرج وبنتي الأخرى أماني عمرها 6 سنوات كانت تبكي مش قادرة تساعد أختها، خاصة أنها هي كمان كانت بتتعذب على أتفه غلطة والست دي محدش قادر عيلها خالص».

 

وتابع الأب الكفيف وهو يبكي: «بنتي أماني ضربوها وعذبوها علشان تشهد أن الزيت المغلي وقع على جنة وإنها السبب في إصابتها حتى تنجو الجدة من العقوبة».

 

ويحكي الأب مأساته: «اتجوزت أنا وأم جنة عامين فقط وضربتني وبهدلتني وأخذت ذهبها ورمت لي الطفلتين» جنة وأماني «وكانت جنة عمرها 4 شهور، وعشت مع أهلي وكنت لا أنام إلا وطفلتي على ذراعى حتى وصل عمرها 3.5 سنة حتى صدر حكم قضائي بضم الطفلتين لجدتهما من شهر أكتوبر الماضي».

 

وأضاف: «فوجئت يوم السبت الماضى بتليفون أن جنة في طوارئ مستشفى شربين، لأن جدتها ضربتها وجرينا على المستشفى ونقلوها إلى مستشفى المنصورة الدولي، ولقيت البنت متبهدلة، ومحروقة من تحت لأن جدتها حبستها في حجرة من 10 أيام وهي مكسورة ومحروقة، حتى البنت ريحتها فاحت ورموها في المستشفى».