رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


ناجي شهود: حرب أكتوبر أبهرت العالم.. وعجز التسليح لم يوقف المصريين عن تحرير أرضهم

5-10-2019 | 13:08


قال اللواء ناجي شهود، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، وأحد أبطال حرب أكتوبر، إن حرب أكتوبر 1973 هي معركة الأسلحة المشتركة الحديثة، فبعدما كانت الحروب تدار بكل سلاح منفردا، إلا أن القيادة المصرية اكتشفت خلال الفترة من 1967 إلى 1973 إن المعركة لا يمكن أن تدار مع إسرائيل ولا يمكن تحقيق النصر إلا بتنفيذ معركة الأسلحة المشتركة الحديثة.

وأضاف شهود في حديثه لـ"الهلال اليوم"، أن حرب أكتوبر شهدت حالة من التناغم الكامل بين كل الأفرع الرئيسية البحرية والبرية والجوية والدفاع الجوي، فالقوات التي كانت تعبر شرق القناة وتنفذ مهامها وتنتهي منها كانت تحت ستر غطاء الدفاع الجوي والقوات الجوية، وإن الدول الغربية لم تسلح مصر لتحرير أرضها.

وتابع: إنه بالرغم من ذلك كانت مصر تمتلك دفاعا جويا لا بأس به سمح لها بعبور شرق القناة بعمق نحو 14 كيلو متر، مؤكدا أن الطيران الإسرائيلي لم يجرؤ على الاقتراب من الجيش المصري، وكانوا ينادون لبعضهم قائلين: "لا تقترب من القناة فإنها الجحيم".

 وقال شهود: الإنسان المصري تربى على العزة والكرامة وتدرب خلال السنوات ما قبل 1973 على أن يستعيد الأرض بكل السبل، وما جرى خلال حرب أكتوبر هو تنفيذ لكل ما تم التدريب عليه خلال سنوات طويلة، حيث افتتحت قوات المشاة المعركة وتواجدت شرق القناة بعد 12 موجة عبور بالقوارب استغرقت 178 دقيقة.

وأوضح أن الجيش المصري بكل قوات المشاة كان في شرق القناة خلال ثلاث ساعات إلا دقيقتين، ثم خلال ثماني أو تسع ساعات تم بناء الكباري حتى تنتقل المدرعات والمدفعيات وسيارات الميكانيكي إلى شرق القناة، مضيفا إن هذا كان التجسيد الحقيقي لمعركة الأسلحة المشتركة الحديثة التي أبهرت العالم.

كما أكد أن هذا التخطيط والفكر العلمي في تقدير الموقف واتخاذ القرارات ووضع خطط كاملة، هو فكر مصري خالص، مضيفا إن عجز التسليح لم يوقف المصريين عن تنفيذ مهمتهم وتحرير أرضهم، رغم أن كل الدول لم تمد مصر بالتسليح الكافي لإجراء عملية هجومية شاملة على مواجهة 170 كيلو متر، لكن الجيش المصري نفذ مهمته بأسلحة ومعدات دفاعية متقادمة ولم تنجح أية دولة في كسر شوكة وعزيمة المصريين.

وأشار إلى أنه في عام 1967 كان هناك تحركا شبه دولي بأن تتحول سيناء إلى أرض إسرائيلية، وأن تنتهي هويتها المصرية، لكن الشعب المصري كله بكل قواه الشاملة الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية لم يسمح بذلك ولم يفرط في أرضه، مؤكدا أن المصريين لم يسمحوا بتقسيم مصر بأية صورة سواء تقسيم الشعب أو الأرض ولا زال التلاحم هو السمة السائدة لدى المصريين.

وأكد أن الحفاظ على "الأرض والعرض" هو أحد سمات الشعب المصري، وأن روح أكتوبر عاشت داخل المصريين طوال السنوات الماضية واستطاع من خلالها أن يتجاوز كل المخططات التي أحيكت ضده، مضيفا إن هذه الروح استرشد بها المصريون منذ 2011 حتى الآن بعدما انتبهوا لمخططات تقسيم الأرض والشعب وقرروا الحفاظ على الهوية المصرية.

وأوضح أن المصريين لديهم ثلاثة خطوط حمراء لا يقدر أحد على تجاوزها أو الاقتراب منها هي "الدين والأرض والعرض"، مضيفا إن المصريين نجحوا في إجبار إسرائيل على توقيع معاهدة سلام والالتزام بحدودها، ونجحوا في كسب معركة التحكيم الدولي لتحرير آخر شبر من أرض مصر وهي طابا، حتى قررت المحكمة في 29 سبتمبر 1988 بعودة طابا للسيادة المصرية.

واختتم قائلا: "العملية الشاملة سيناء 2018" تستهدف الحفاظ على هوية سيناء، فجيل أكتوبر لم يكن أفضل من هذا الجيل، فكما سجل التاريخ بطولات جيل أكتوبر سيسجل أيضا دور المصريين حاليا في الحفاظ على مصر من الانهيار.