قال
اللواء محمد الغباري، مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق وأحد أبطال حرب أكتوبر، إن الدولة
المصرية بدأت للاستعداد لحرب أكتوبر بعد وقوع نكسة 1967، حيث كانت تجري عملية
شاملة لإعداد الدولة للحرب قامت على خمسة محاور، وهي إعداد الوزارات وإعداد القوات
المسلحة وإعداد مسرح العمليات وإعداد الشعب وإعداد الإعلام.
وأوضح
الغباري، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الحالة الاقتصادية للدولة حينها
كانت صعبة للغاية فكان هناك نقصا في السلع الأساسية والخدمات كالنقل والاتصالات
وكانت معاناة للجميع، وكان مصانع النسيج توجه نصف إنتاجها للجيش والنصف الآخر
للشعب، وفي حالة النقص كانت تستورد من الصين.
وأضاف إن
الوزارات وضعت خطة حرب لكيفية الاستعداد للحرب وما ستقدمه للشعب للتخفيف من وطأة
المعركة والحفاظ على الجبهة الداخلية، كما أعادت الدولة تنظيم القوات المسلحة
وتطوير الأسلحة ووضع خطط للهجوم، مضيفا إن الدولة جهزت مسرح العمليات في غرب
القناة الذي كان يفتقد للتجهيزات القتالية، كما توعية وإعداد الشعب والإعلام.
وأشار إلى
أنه تم تدريب القوات على آلية الاشتباك مع
دبابات العدو واستخدام الصواريخ أرض أرض وكيفية استخدام السواتر الأرضية والتعامل
مع الفارق في الأسلحة والمعدات وكذلك كيفية التجديف والسباحة، مشيرا إلى أن المحور
الثاني وهو تحديث الأسلحة كان مهما فجرى تجديد الصواريخ القديمة بأخرى حديثة مداها
أكبر وكذلك الدبابات والذخيرة داخل المدرعات، والمدفعية والقوات الجوية.
وأكد أن خطة الخداع الإستراتيجي
أربكت العدو لكي لا يجري عملية تعبئة عامة لجيشه، لأن القوات الإسرائيلية إذا قامت
بالتعبئة وجاءت على القناة قبل هجوم الجيش المصري كانت مصر ستخسر 60% من القوات
قبل العبور، 30% في المياه و30% فوق النقاط القوية، فكان لا بد من خداع الإسرائيليين
لكي لا يقوموا بالتعبئة إلا بعد الهجوم.
وأضاف إن تعبئة الجيش الإسرائيلي
كانت تستغرق 24 ساعة، وهو ما قامت به مصر ونجحت في خداع العدو الإسرائيلي بنجاح فلم
يستدعي القوات الاحتياطية إلا بعد عبور القناة وشعر الجيش المصري أننا انتصرنا من
أول يوم في الحرب، موضحا أن من أبرز أشكال الخداع الإستراتيجي كانت السماح
بالإجازات للضباط وتسريح دفعة رديف قبل الحرب بأربعة أيام وكذلك تخزين القوارب
المطاطية في حلوان بعد أن تسريب احتياجات الجيش إلى الجبهة.
وأضاف إن موشي ديان حينما استطلع
الجبهة يوم الحرب كانت القوات في حالة استرخاء، لكنهم في ساعة واحدة كانوا قد
استعدوا وبدؤوا الهجوم.