من المؤكد أن القيادة السياسية والعسكرية قبل حرب أكتوبر قد وضعت كل شئ في الحسبان وخططت له جيداً، منها نسبة الجرحى الذين يقودون ببسالة الصفوف الأولى في المعركة، فكان ولابد من وجود مستشفيات خالية وجاهزة بأطبائها ومعداتها لاستقبال النسبة التي حددتها القيادة، ولو أنشأت مستشفيات خصيصاً لهذا الغرض فسوف يعلم الصهاينة بأننا نعد للحرب، لذا تم إخلاء العديد من المستشفيات الحكومية وضم المرضى بها لمستشفيات أخرى بحجة وجود بكتيريا التيتاتنوس على الجدران ولابد من طلائها، ونجحت الخطة وتم تجهيز المستشفيات لاستقبال من سيسقط جريحا من أبطال أكتوبر، وبرغم تفوق قدراتنا القتالية وبسالة جنودنا إلا أنه لكل حرب أوزارها.

مع الساعات الأولى لإندلاع معركة الكرامة في السادس من أكتوبر، كان هناك فريق طبي يختص بعلاج الجروح الطفيفة في المعركة ونقل الحالات الحرجة والإصابات الكبيرة إلى المستشفيات، وعلى الفور كانت السيدة جيهان السادات تجوب محافظات مصر مع وفد من زوجات الوزراء لزيارة الجرحى وتهنئتهم على بسالتهم وبذل دمائهم من أجل تحرير أرضهم.

تنشر الهلال اليوم عدة صور نادرة للسيدة جيهان وهي تواسى الجرحى وتحييهم وذلك يوم 18 أكتوبر 1973 بمستشفى الزقازيق الجامعي.