القمة الثلاثية تتصدى للتهديدات في شرق المتوسط.. ودبلوماسيون: بعثت برسالة ردع لترسيخ دعائم أمن واستقرار في المنطقة.. وتعمل على تطوير التعاون والعمل المشترك لحل الأزمات الإقليمية
أكد
دبلوماسيون أن القمة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان اليوم برئاسة الرئيس عبد
الفتاح السيسي بعثت برسالة ردع ضد أية تهديدات لأمن واستقرار شرق المتوسط، موضحين
أن هذه القمة تعمل على تطوير التعاون بين الدول الثلاث في كافة المجالات كالطاقة
ومواجهة الأزمات الإقليمية في المنطقة وحماية منصات الغاز في المتوسط.
واستضافت
القاهرة اليوم القمة الثلاثية السابعة بين مصر وقبرص واليونان،
برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث تناولت القمة، متابعة مجالات التعاون
الثلاثي بين الدول الثلاث، والتعاون في مجال الطاقة، بالإضافة إلى الأوضاع
الإقليمية بمنطقة شرق المتوسط، ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
رسالة ردع
وفي هذا
السياق قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن القمة الثلاثية بين
مصر وقبرص واليونان اليوم هي اللقاء السابع من هذه القمم الدورية والتي تعقد في إطار
مبادرة شرق المتوسط التي طرحتها مصر في نهاية 2014، بهدف التعاون والتنسيق بين الدول
الثلاث في قضايا الغاز والطاقة والموارد النفطية في شرق المتوسط وكافة المجالات.
وأوضح هريدي،
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الدول الثلاث تسعى لتعزيز التعاون والاستقرار
في شرق المتوسط وأن تكون الموارد في هذه المنطقة مدعاة للتعاون والرخاء لكافة الشعوب
ولا تكون سببا في صراعات أو نزاعات، مضيفا إن هذه المبادرة مفتوحة لكافة الدول في شرق
المتوسط الراغبة في الانضمام لهذه الأهداف.
وأضاف إن القمة
اليوم أكدت أهداف مبادرة شرق المتوسط والمزيد من ترسيخ لدعائم الأمن والاستقرار في
هذه المنطقة، والحيلولة دون أن تتحول إلى منطقة صراعات بين دول على الثروات النفطية
في قاع المتوسط، مشيرا إلى أن الرسالة الصادرة عن القمة اليوم هي رسالة ردع وأنه بالرغم
من الظروف المعقدة في المنطقة إلا أن الدول الثلاثة لا تزال متمسكة بهذه المبادرة وأهدافها.
وأشار إلى
أن القمة تعقد في ظل حكومة يونانية جديدة ولكن رغم هذا التغير في الحكومة إلا أن اليونان
ملتزمة بمبادرة شرق المتوسط لأنها تخدم مصالح الدول الثلاث، مضيفا إن الرئيس عبد الفتاح
السيسي أكد أهمية الارتقاء بآلية التعاون الثلاثي من أجل تعزيز دعائم الأمن والاستقرار
في المنطقة، في ظل مواقف قادة الدول الثلاث بشأن القضايا العربية كالأزمة السورية والليبية
والقضية الفلسطينية والهجرة غير المشروعة.
تطوير
التعاون
ومن جانبه، قال السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري
للشئون الخارجية، إن القمة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان التي عقدت اليوم تأتي
في إطار التنسيق بين الدول الثلاث، حيث تعقد هذه القمة بالتناوب بين العواصم
الثلاث، فالمرة السابقة كانت في قبرص وحاليا في القاهرة والقمة المقبلة في أثينا.
وأوضح حسن، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن
القمة تشاورت فيما تم إنجازه والتطورات التي حدثت خلال الفترة بين القمة الماضية والحالية،
وكذلك التعاون في مجال الغاز وتطوير هذا التعاون في ظل الخطط لأن تصبح مصر مركزا
إقليميا للطاقة وتسييل وتداول الغاز في المنطقة ومستقبلا تصدير الغاز لأوروبا.
وأكد أن القمة تستهدف حماية منصات الغاز في البحر
المتوسط سواء من أية أعمال عدوانية أو إرهابية، والتشاور بشأن الموقف التركي
وإصرار أنقرة أنها تنوب عن ما يسمى جمهورية قبرص الإسلامية وتنقب عن الغاز في
شواطئها، بما يخالف قرار مجلس الأمن الذي يدعو القبارصة للتفاوض لحل الأزمة وإعادة
توحيد قبرص.
وأشار إلى أن مصر تؤيد قرار مجلس الأمن بشأن التفاوض
والاتفاق على تسوية للأزمة القبرصية وهو الموقف الذي تتبناه اليونان أيضا، مضيفا
إن ملف التجارة والتعاون الاقتصادي والاستثمارات أيضا كان مطروحا خلال القمة لبحث
مجالات الاستثمار المشتركة بين الدول الثلاث وبينها النقل البحري والطاقة
التقليدية والمتجددة ومحور قناة السويس.
وأضاف إن قبرص واليونان من الدول البحرية وتمتلكان
أسطولا بحريا كبيرا ويهمهما التعاون بشأن محور قناة السويس، مؤكدا أن القمة مهمة
أيضا لبحث القضايا المؤثرة على أمن واستقرار المتوسط والدول المحيطة به ومنها
الأزمة السورية والأزمة الليبية والقضية الفلسطينية.
وأكد أن هذه القضايا تسبب قلقا لقبرص واليونان في ظل
تزايد أعداد المهاجرين واللاجئين والهجرة غير الشرعية أيضا، مضيفا إن القمة تعمل
على التنسيق بين الدول الثلاث للحد من هذه الظاهرة وحل المشكلات بما يؤدي لمنع هذا
النمط من الهجرة، كما أن قبرص واليونان تؤيدا حل الدولتين بشأن القضية الفلسطينية
ولهما موقفا واضحا بإقامة دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967.
وتابع إن هناك آلية التعاون الثلاثي أنشأت في القمة
الماضية لمتابعة ما يتم اتخاذه من قرارات أو توصيات وكذلك قضية التغيرات المناخية
وتأثيرها على المتوسط، مضيفا إن مصر بها جالية يونانية فعالة ولها أنشطة، وكذلك
هناك جالية مصرية في كل من قبرص واليونان، وعملت القمة على بحث شئون الجاليات
وتسهيل إقامتها وخاصة المؤتمر الذي نظمته وزارة الهجرة لإحياء الجذور والذي كان
مهما لهذه الجاليات.