التنسيق بين مصر وقبرص واليونان دعامة لاستقرار شرق المتوسط.. سياسيون: القمة الثلاثية نجحت في نقل رسالة بالتصدي لأية تهديدات تركية لاستقرار الإقليم.. وتدفع التعاون المشترك في كافة المجالات
أكد خبراء
سياسيون أن القمة الثلاثية اليوم بين مصر وقبرص واليونان نجحت في نقل رسالة بالتصدي
لأية تهديدات تركية لاستقرار الإقليم، حيث أكد الرئيس السيسي دعم مصر لقبرص
واليونان في مواجهة التهديدات الراهنة، موضحين أن التنسيق بين الدول الثلاث يخدم
استقرار شرق المتوسط.
واستضافت القاهرة اليوم القمة الثلاثية السابعة بين مصر وقبرص واليونان، برئاسة الرئيس
عبد الفتاح السيسي، حيث تناولت القمة، متابعة مجالات التعاون الثلاثي بين الدول
الثلاث، والتعاون في مجال الطاقة، بالإضافة إلى الأوضاع الإقليمية بمنطقة شرق
المتوسط، ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
التصدي لأية تهديدات تركية
الدكتور طارق
فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، قال إن القمة الثلاثية اليوم بين مصر
وقبرص واليونان برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي جاءت في توقيت هام من ناحية توقيت
عقدها وأكدت الإدراك المشترك بين الأطراف الثلاث بشأن أهمية التنسيق السياسي والاستراتيجي
بينهم في كافة المجالات ومن بينها الأمن والطاقة.
وأوضح
فهمي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن القمة تتزامن التحركات التركية في
هذا التوقيت في شرق المتوسط وانعقادها في هذا التوقيت نقل رسالة برفض الدول الثلاث
للتحركات والتوجهات العسكرية، مضيفا إنه إذا أقدمت تركيا على استمرار عملها
العسكري العدواني تجاه قبرص فسيكون هناك مواقف من الدول الثلاث والاتحاد الأوروبي
والولايات المتحدة.
وأكد أن
الاتحاد الأوروبي أدان هذه التحركات إلى جانب أن القمة نجحت في نقل هذه الرسالة
وعلى الجانب التركي أن يتفهم هذا، فستكون هناك ردود فعل متعددة الأطراف إذا حدث أي
خلل في منطقة إقليم شرق المتوسط في ظل اضطراب الإقليم وحالة عدم الاستقرار.
وأشار إلى
أن القمة أيضا تطرقت لاستمرار التعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان والتـأكيد
على التواصل في قضايا الطاقة وترجمة التوجه المصري للمنتدى الإقليمي للطاقة الذي
انطلق من قبل، مضيفا إن القمة أكدت المصالح المشتركة والفوائد المتبادلة في
الإقليم في ظل تفعيل الاتفاقيات المشتركة بين الأطراف المختلفة وتعميق أوجه
التعاون في مجالات شتى.
استقرار
شرق المتوسط
فيما قال الدكتور
إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن القمة الثلاثية بين مصر
وقبرص واليونان اكتسبت أهمية كبرى في ظل التهديدات التركية لمنطقة شرق المتوسط بعد
إرسالها لآليات التنقيب عن الغاز في هذه المنطقة تحت ادعاء وجود دولة تركية في شمال
قبرص.
وأضاف في تصريح
لـ"الهلال اليوم"، أن التصرفات التركية تخالف قواعد القانون والأعراف الدولية،
لأنها تنقب داخل المياه الاقتصادية الإقليمية والتي تمتد لمائتي ميل بحري، بما يهدد
الدول المحيطة، مشيرا إلى أن هذا اللقاء يعقد بصفة دورية ويجري خلاله التنسيق بين الدول
الثلاث.
وأشار إلى
أن القمة تناولت قضايا مقسمة إلى محورين الأول هو العلاقات الثنائية والمشتركة بين
مصر وقبرص واليونان وكيفية تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، والثاني هو القضايا ذات
الاهتمام المشترك التي تهم الدول الثلاث معا مثل كيفية تحقيق أمن واستقرار في منطقة
شرق المتوسط.
وأكد التصرفات
التركية لا تهدد الدول الثلاث فقط إنما تهدد أمن البحر المتوسط ككل والقمة تعمل على
اتخاذ موقف موحد للرد على هذه التهديدات والتنسيق المشترك في هذا الشأن، مشيرا إلى
أن القمة تعزز التعاون الثنائي والثلاثي بين العواصم الثلاث في المجال الثقافي استنادا
للحضارات القديمة لهذه الدول.
وأوضح أن الأزمتين
السورية والليبية وقضيتي الإرهاب والهجرة غير المشروعة كانت مطروحة أيضا على مائدة
القمة لأنها كلها قضايا ذات اهتمام مشترك بين الدول الثلاث وكل دول العالم، فالهجرة
غير المشروعة والتي تنطلق من جنوب المتوسط إلى شماله ومن المهم التنسيق في هذا الشأن.
ولفت إلى أن
الهجرة غير المشروعة تتطلب تعاونا دوليا، وأن مصر استطاعت أن توقف خروج هذه الهجرة
من أراضيها لكنها قد تخرج من دول أخرى مثل ليبيا أو غيرها فيظل التهديد لشمال المتوسط
قائما، ما يتطلب التنسيق المشترك، مضيفا إن مكافحة الإرهاب تتطلب تعاون أيضا للقضاء
عليه بكل السبل أمنيا واجتماعيا وثقافيا وهي كلها أمور توجب التنسيق المشترك.
دعم مصر
لقبرص واليونان
ومن
جانبه، قال الدكتور أشرف سنجر، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن القمة التي استضافتها
القاهرة اليوم بين مصر وقبرص واليونان برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي هي القمة السابعة
منذ 2014، ما يعطي دلالة على قوة العلاقة بين الدول الثلاث في إطار تكامل إقليمي يهدف
للاستغلال الأمثل للموارد ومكافحة الإرهاب.
وأضاف في تصريح
لـ"الهلال اليوم"، إن هذه القمة تتصدى للمساعي التركية للاستخدام غير المشروع
للأراضي السورية أو التدخل في المنطقة الاقتصادية القبرصية، ومحاولة الضغط على قبرص
والتهديد باستغلال مواردها بما يضرب بالقانون الدولي عرض الحائط، مشيرا إلى أن الرئيس
السيسي أكد احترام مصر للقانون الدولي وأنها لن تبخل بدعم قبرص واليونان لحماية هذا
التجمع.
وأكد أن هذا
التعاون الثلاثي سيكون له مستقبلا كبيرا بعد أن قدمت مصر تصورا لتصبح مركزا إقليميا
للطاقة في منطقة شمال المتوسط، حيث تعتبر الطاقة السند الأساسي لمشروعات التنمية، مضيفا
إن قادة الدول الثلاث ناقشوا جملة من القضايا من بينها الهجرة غير المشروعة والإرهاب
وأزمات المنطقة.
وأشار إلى
أن الإرهاب هو تحد لكل دول العالم، والتعاون بين الدول الثلاث مهم لمواجهة هذا الإرهاب
في ظل اعتمادها على السياحة كأحد مصادر الدخل القومي، مضيفا إن الأزمتين السورية والليبية
تشغلان اهتمام هذه الدول في ظل حرصها على إنقاذ سوريا وليبيا من المستقبل المظلم الذي
تحاول جماعات التطرف فرضه.
وأوضح أن رؤية
كل من مصر وقبرص واليونان تستهدف السعي لاستقرار سوريا وليبيا دون أنانية أو أهداف
أو مصالح سياسية سوى دعم الشعبين الليبي والسوري.