كتب : هشام الصواف - أشرف بيومي

سادت حالة من الجدل خلال الأيام الماضية، حول الأسباب الحقيقية التي وقفت خلف إلغاء حفل "أضواء المدينة"، الذي كانت ستحيه المطربة أنغام بمشاركة المطرب اللبناني وائل جسار، وينظمه إتحاد الإذاعة والتليفزيون لصالح صندوق «تحيا مصر»، حيث كان من المقرر إقامته فى 30 مارس بمدينة شرم الشيخ.

بدأت الأزمة عندما أعلنت أنغام عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» اعتذارها عن لعدم تمكنها من المشاركة، مبررة انسحابها من الحفل بسبب عدم التزام المنظمين بالاتفاقيات التي تم الاستقرار عليها، ليعلن بعد ذلك وائل جسار اعتذاره أيضاً عن عدم المشاركة بالحفل، دون توضيح أسباب، حيث اكتفى بما أعلنته أنغام.

وكتبت أنغام على صفحتها: "تم إلغاء حفل أنغام ووائل جسار بشرم الشيخ نظرا لعدم التزام الجهة المنظمة (اتحاد الإذاعة والتليفزيون)، بإرسال تذاكر الطيران ودفع أجور الموسيقيين والفنانين وتوفير الإقامة وعمل تصاريح الحفل كما هو متفق عليه، فلذلك لن يتسنى لنا السفر وإقامة الحفل وهذا توضيح من جانبنا".

وقد أرسل رئيس الإذاعة المركزية، محمد جارح، خطاباً إلى مكتب رئيس الإذاعة، بعدم إذاعة برومو حفل ليالي أضواء المدينة، حيث جاء الخطاب كالتالي: "السادة رؤساء الشبكات، تحية طيبة وبعد، يتم وقف بث جميع البروموهات الخاصة بحفل أضواء المدينة، لحين إشعار آخر".

وكان من المفترض أن يقام هذا الحفل بإشراف نائب رئيس الإذاعة أمل مسعود، بالتعاون مع اتحاد الإذاعة والتليفزيون، تحت رعاية صندوق «تحيا مصر»، إلا أننا حاولنا الاتصال بأمل مسعود للحصول على تعليق منها عن كواليس الأزمة، ولكنها لم تجب على الهاتف، في حين اكتفى رئيس التليفزيون مجدي لاشين، بقوله إنهم مجرد جهة ناقلة للحفل وغير مسئولين عنها، موضحا أن الاتحاد أصدر بيان لتوضيح الأمور لجميع الأطراف، وأن الاتحاد قام بالاتفاق مع منظم الحفلات وليد منصور والذي تقاضى مبلغاً مالياً للتعاقد مع الفنانين.

ونشر اتحاد الإذاعة والتليفزيون في بيان له كواليس إلغاء حفل أضواء المدينة بشرم الشيخ حيث قال البيان: "إن اتحاد الإذاعة والتليفزيون في محاولة منه لإعادة إحياء حفلات أضواء المدينة بشكل جديد قام بالاتفاق مع منظم الحفلات وليد منصور بتولي الأمر، وتقاضى مبلغاً قدره 670 ألف جنيه من الجهات الراعية لدفع مقدمات التعاقد مع الفنانين المشاركين في الحفل، لكنا فوجئنا صباح الخميس، وقبل ساعات من موعد الحفل بالمطربة أنغام، تصدر بيانا على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، تعتذر فيه عن الحفل متهمة اتحاد الإذاعة والتليفزيون بعدم الالتزام بدفع مقدمات الحفل وتوفير تذاكر الطيران لـ55 عازفا في فرقتها وأماكن الإقامة، وعمل التصاريح الخاصة بالحفل وأنها لهذه الأسباب رفضت القيام بإحياء الحفل وهو الأمر الذي جعل الفنان وائل جسار ينسحب من الحفل، علما بأنه تم التواصل معها وقامت بإرسال رسالة نصية مفادها أنها لم تأخذ حقها المادي وأنها لم تتعاقد مع اتحاد الإذاعة والتليفزيون وأن تعاقدها كان مع شركة تالنت لمنظم الحفلات وليد منصور".

ومن جانبه، قال وليد منصور، مالك شركة "تالنت دبليو إم"، ومنظم الحفل لصالح الاتحاد، إن دوره لم يكن التعاقد مع الفنانين وإنما كان هذا دور إتحاد الإذاعة والتليفزيون والمشكلة سببها عدم إستطاعة القطاع استخراج الدفعات المالية لأجور الفنانين قبل أسبوع وهو ما رفضه مدير أعمال كل من أنغام ووائل جسار، مضيفا "دوري مقتصر فقط على التنظيم، وكنت قد انتهيت من معظم التجهيزات صباح يوم الحفل".

وأكد منصور أنه كان من أكثر المتحمسين لعودة حفلات ليالي أضواء المدينة بعد فترة غياب طويلة، خاصة مع اهتمام نائب رئيس الإذاعة أمل مسعود لإعادة إحياء هذا الحدث، مضيفا أن رجل الأعمال منصور عامر قام بتسهيل كافة العقبات لإقامة الحفل في بورتو شرم، وتحمل تكاليف التجهيزات، ولكن ما حدث أن الإذاعة امتنعت عن استكمال باقي المستحقات المادية الخاصة بأجور الفنانين وحجز تذاكر الطيران والتي تجاوزت مبلغ 800 ألف جنيه، والرغبة في تأجيلها لمدة أسبوع، ولكن كما ذكرت فإن مديري أعمال الفنانين رفضوا هذا الأمر وطلبوا الحصول على الأجر كاملاً وأجر الفرق الموسيقية قبل الحفل، وذلك بناء على عدة مكالمات جرت بين مديري الأعمال والفنانين وأمل مسعود لمحاولة تأجيل الحصول على المستحقات ولكن الأمر قوبل بالرفض من قبل الفنانين وفرقهم الموسيقية ومصرين على عدم تأخير مستحقاتهم إلى ما بعد الحفل، ولذلك فلست أنا السبب في إلغاء هذا الحفل.

وأعرب منصور عن تعجبه من البيان الصادر من اتحاد الإذاعة والتليفزيون، مضيفا "قمت بتنفيذ جميع التزاماتي تجاه الحفل، وكان من المفترض أن يدفع التليفزيون مليوناً ونصف المليون ولكن المبلغ المدفوع كان 650 ألف جنيه فقط من رعاة الحفل وتبقى 800 ألف".

وأكد منصور أن الأزمات لم تظهر إلا بعد تدخل إتحاد الإذاعة والتليفزيون في الأمر، معللا ذلك بأنه قام بتنظيم حفلات كثيرة في بورتو شرم ونجحت جميعها، مشددا على أن التليفزيون لم يقم بالدور المنوط به في الحفل على جميع النواحي سواء الحصول على تصاريح تأمين الحفل أو إعفاء الحفل من رسوم ضريبة الملاهي أو تسديد الرسوم المقررة من قبل نقابة الموسيقيين. ورفض منصور مقاضاة اتحاد الإذاعة والتليفزيون بعد إخلالهم بسداد المستحقات المالية.