صحف الأربعاء: بريطانيا تستأنف رحلاتها إلى شرم الشيخ.. والشمس تتعامد على وجه رمسيس الثاني
استحوذ نشاط الرئيس
عبد الفتاح السيسي المرتقب في روسيا على عناوين الصحف الصادرة اليوم الأربعاء، حيث
سيترأس الرئيس السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين الجلسة الافتتاحية لاجتماعات المنتدى
الاقتصادي الإفريقي-الروسي الذي يستمر لمدة يومين وتستضيفه مدينة سوتشي الروسية، بمشاركة
زعماء الدول الإفريقية.
وسلَّطت صحف
"الأهرام" و"الأخبار" و"الجمهورية" الضوء على أن الرئيس
السيسي ونظيره بوتين سيلقيان كلمتين خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى الذي سيركز على
آفاق التعاون الإفريقي-الروسي في مجالات الاستثمار، والصناعة، والتبادل التجاري، والإسكان،
والعلوم والتكنولوجيا، والتعليم، والإعلام، والبنية التحتية، والتكنولوجيا النووية،
واستقلال إفريقيا الاقتصادي، والتعاون المشترك في مجال صناعة الألماس، وبيئة الأعمال،
والتحول الرقمي، والموارد المعدنية، والزراعة، والنظم الصحية، ومساهمة الشباب الإفريقي
والروسي في التنمية المستدامة.
ونقلت الصحف تصريحات
المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي ، التي قال فيها : إن الرئيس
السيسي سيعقد عددًا من اللقاءات مع القادة والزعماء الأفارقة المشاركين في القمة، كما
سيعقد لقاء قمة مع الرئيس الروسي، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات
والأصعدة، وذلك في إطار اتفاقية الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي الموقعة بين
البلدين في أكتوبر 2018، وكذا الروابط الوثيقة التي تجمع مصر وروسيا، وحرصهما على تدعيم
التعاون الثنائي ومواصلة التشاور المكثف حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأضاف المتحدث
، أن العلاقات المصرية - الروسية متشعبة، وتغطي جميع المجالات السياسية والاقتصادية
والتجارية والأمنية والثقافية، لافتًا إلى أن روسيا تستثمر في مشروعات ضخمة في مصر،
من بينها المنطقة الصناعية الروسية شرق قناة السويس، وهي أول منطقة صناعية تشيدها روسيا
خارج أراضيها.
وأوضح المتحدث
أن المباحثات بين الرئيسين السيسي وبوتين ستركز على الاستثمارات الروسية في مجال البنية
التحتية الإفريقية، علاوة على رؤية مصر تجاه قضايا التنمية الإفريقية والتعاون الأمني
ومكافحة الإرهاب، في ضوء التطورات الجارية في منطقة الشرق الأوسط والتي أتاحت للجماعات
الإرهابية الانتقال إلى مناطق أخرى ، كما سيبحث الزعيمان آخر تطورات المباحثات حول
استئناف الرحلات الروسية إلى المناطق السياحية المصرية، فضلًا عن تطورات الأوضاع في
منطقة الشرق الأوسط.
ونوَّه بأن روسيا
-التي تشارك مصر القلق إزاء التهديدات الإرهابية- تتعاون مع مصر في المجال الأمني من
خلال تبادل المعلومات والتعاون العسكري لمواجهة تلك التهديدات.
وأضاف المتحدث
أن القمة المصرية-الروسية ستركز أيضًا على تطورات تنفيذ محطة الضبعة النووية، وسبل
زيادة معدلات التبادل التجاري بين البلدين وخاصة زيادة الصادرات المصرية لروسيا، بالإضافة
إلى دعم التعاون في مجال الدفاع والنقل، لافتًا إلى أن زيارة الرئيس السيسي الحالية
إلى روسيا هي السابعة.
وألمح إلى أن العلاقات
الثنائية بين مصر وروسيا تشهد زخمًا قويًا، حيث تكتسب أهمية استراتيجية في ضوء التطورات
الحالية التي تشهدها المنطقة وتهديدات الإرهاب، بالإضافة إلى الحوار الاستراتيجي بين
البلدين في إطار آلية (2+2)، مشيرًا إلى أن مصر وروسيا اتفقتا على اعتبار 2020 عامًا
للتبادل الإنساني، حيث ستُعقد في إطاره فعاليات سياحية وعلمية وثقافية مشتركة.
وتابع المتحدث
أنه توجد حاليًا مساع كبيرة من جانب القوى الدولية الكبرى للاستثمار والاتجاه إلى إفريقيا
باعتبارها قارة المستقبل التي تحتوي على موارد طبيعية وبشرية ضخمة، لافتًا إلى أن دولًا
مثل الصين واليابان وأوروبا أنشأت منتديات للتعاون مع إفريقيا لتعزيز تواجدها الاقتصادي
والتجاري بتلك القارة.
وعن ملامح كلمة
الرئيس السيسي التي سيلقيها خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى الاقتصادي الإفريقي-الروسي
في سوتشي، قال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إن كلمة الرئيس سوف تركز على رؤية
مصر تجاه تعزيز العلاقات الإفريقية-الروسية وخاصة في مجالات التجارة والاستثمار، في
إطار الأهداف الواردة في أجندة الاتحاد الإفريقي 2063.
وأشار إلى أنه
في خلال العقود الماضية، كانت استفادة الدول الكبرى من إفريقيا كبيرة ومن طرف واحد،
حيث كانت تصب في صالح الدول الكبرى، وهو ما لم يعد بالنفع على الشعوب الإفريقية، بينما
ترتكز الاستثمارات داخل إفريقيا اليوم على مبادئ راسخة تتمثل في المصلحة المشتركة والمتوازنة
واحترام السيادة الكاملة للدول الإفريقية، وتعزيز مشاركة مجتمع المستثمرين ورجال الأعمال
بالقارة، وإعطاء الأولوية للاستثمار في البنية التحتية.
ولفت المتحدث إلى
أن المجتمع الدولي أشاد بالتجربة المصرية وانتقالها من دولة غير مستقرة إلى دولة ناجحة
ومستقرة ومتطورة اقتصاديا، منوهًا بأن مصر حققت ثالث أكبر نمو اقتصادي في العالم بعد
الهند والصين، حيث بلغ معدل النمو 5.3% رغم التراجع الذي يشهده النمو الاقتصادي العالمي.
وأضاف أن البيان
الختامي للقمة الإفريقية-الروسية التي تُعد الأولى من نوعها سوف يركز على كافة جوانب
التعاون بين الجانبين، ويقر محاور للتعاون تشمل آلية مستقبلية لانعقاد القمة، وتنسيق
المواقف السياسية تجاه المواقف الدولية بين الدول الإفريقية وروسيا في إطار احترام
القانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة، إلى جانب تعزيز التعاون بين الأجهزة الأمنية
للتصدي للتهديدات الأمنية الإرهابية، وضبط الحدود بين دول القارة، وتدعيم التعاون التجاري
والاقتصادي والاستثمارات المشتركة، والتعاون في مجالات التعليم والبحث العلمي والثقافة
والفنون، وكذلك تعزيز التعاون بين المراكز العلمية والبحثية بين الجانبين لمكافحة الأوبئة
والكوارث الطبيعية والتصحر.
وألمح المتحدث
إلى أن روسيا لها تاريخ طويل في دعم حركات التحرر بالقارة الإفريقية، إلا أن تلك العلاقات
المتميزة قد تأثرت في أعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي، ومع ذلك، سعت روسيا بقوة لإعادة
تلك العلاقات لمسارها، منوهًا بأن حجم التجارة بين روسيا ودول القارة بلغ نحو 20 مليار
دولار عام 2018، منها تبادل تجاري بقيمة 7.14 مليار دولار بين مصر وروسيا.
وحول إنجازات مصر
خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي، قال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إن مصر حرصت
على صياغة فكر ونهج وثقافة جديدة للتعاون الإفريقي المشترك، مشيرًا إلى أن جدول أعمال
القمة الإفريقية الاستثنائية التي عُقدت بدولة النيجر في يوليو الماضي وأيضًا القمة
الإفريقية المقبلة تتضمن موضوعات تركز على النهج الإفريقي الموحد والتعاون في جميع
القضايا ومن بينها التجارة والاقتصاد والصناعة والصحة والشباب والمرأة والبنية التحتية.
ومن الناحية الاقتصادية،
ألقت الصحف الضوء على إلغاء الحكومة البريطانية الحظر المفروض منذ عام 2015 على الرحلات
الجوية إلى مدينة شرم الشيخ السياحية ، ونقلت عن السفير البريطاني في مصر جيفري آدامز،
قوله : يأتي هذا الإعلان في أعقاب التعاون الوثيق بين خبراء أمن الطيران في المملكة
المتحدة ومصر، وسنعمل بشكل وثيق مع شركات الطيران التي ترغب في استئناف الرحلات، وسنواصل
عملنا مع المسؤولين المصريين لضمان سلامة وأمن المواطنين البريطانيين".
ورحبت وزارتا الطيران
المدني والسياحة بقرار الحكومة البريطانية، الذي يُعد مؤشرًا للعلاقات والثقة بين مصر
والمملكة المتحدة، وتتويجًا للتنسيق الاستراتيجي الذي تم بين حكومتي الدولتين.
وأعربت وزارة الطيران
المدني عن أملها في أن تكون هذه الخطوة بداية مرحلة جديدة تشهد المزيد من الرحلات السياحية
البريطانية لجميع المطارات المصرية .
وفي نفس السياق
، قالت وزيرة السياحة الدكتورة رانيا المشاط : إن القرار البريطاني باستئناف الطيران
إلى مدينة شرم الشيخ من شأنه أن يدفع العلاقات الثنائية بين البلدين، لا سيما المضي
قدمًا نحو آفاق أرحب في قطاع السياحة الذي بات يشهد طفرة ملحوظة.
وأكدت أن هذا القرار
سوف يكون له مردود إيجابي كبير على زيادة الحركة السياحية الوافدة من السوق البريطانية
ليس إلى شرم الشيخ فحسب ولكن إلى المقاصد السياحية المصرية بوجه عام، نظرًا لما كان
يثيره فرض حظر الطيران إلى شرم الشيخ من مخاوف للسائح البريطاني من زيارة المقصد المصري.
وأضافت الوزيرة
أن قرار رفع حظر السفر هو بمثابة رسالة للعالم تؤكد أن مصر آمنة، وأن الحكومة المصرية
تضع أمان السائح كأولوية تحرص على تحقيقها بكافة السبل وبما يتماشى مع المعايير الأمنية
الدولية التي يتم تطبيقها في أكبر مطارات العالم.
وأشارت إلى إشادة
الجهات الدولية المتخصصة التي قامت بزيارة المطارات المصرية بالإجراءات الأمنية بهذه
المطارات، لافتة إلى إشادات المؤسسات الدولية بالأوضاع الأمنية في مصر، منوهةً بأن
مصر حصلت على جائزة "الريادة الدولية في السياحة" لهذا العام من المجلس الدولي
للسياحة والسفر، تقديرًا لجهودها في تعزيز قطاع السياحة المصري ليكون أكثر صلابة وقدرة
على تحمل الصدمات، كما أوضح التقرير الأخير للمجلس الدولي للسياحة والسفر أن جهود الدولة
المصرية لتحسين الأوضاع الأمنية قد ساعد في زيادة السياحة بمعدل 16.5%، وهو أربعة أضعاف
متوسط النمو العالمي البالغ 3.9%.
وتابعت الوزيرة
أنه في تقرير منتدى الاقتصاد العالمي للتنافسية في السفر والسياحة لعام 2019، الذي
حققت فيه مصر رابع أعلى نمو في الأداء عالميًا في مؤشر تنافسية السفر والسياحة، كانت
مصر الأفضل أداءً بين دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فيما يخص مؤشر الأمن والسلامة.
وفي الشأن المحلي،
أبرزت الصحف متابعة نحو 4500 سائح أجنبي وزائر مصري ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك
رمسيس الثاني صباح أمس الثلاثاء في تمام الساعة 5:50 دقيقة، والتي استمرت لنحو 20 دقيقة،
حيث يتزامن هذا العام مع إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي أسوان عاصمةً للشباب الإفريقي
لعام 2019.
ونقلت الصحف عن
مدير عام آثار أبو سمبل الأثري خالد شوقي ، قوله : إن ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك
رمسيس الثاني تُعد ظاهرة فريدة من نوعها، حيث يبلغ عمرها 33 قرنًا من الزمان، وجسدت
التقدُّم العلمي الذي توصل له القدماء المصريين، خاصة في علم الفلك والنحت والتخطيط
والهندسة والتصوير.
وأشار شوقي إلى
أن ظاهرة تعامد الشمس تتم مرتين خلال العام: إحداهما يوم 22 أكتوبر احتفالا ببدء موسم
الحصاد، والأخرى يوم 22 فبراير احتفالًا بموسم الفيضان والزراعة، حيث تحدث الظاهرة
بتعامد شعاع الشمس على تمثال الملك رمسيس الثاني وتماثيل الآلهة "أمون" و"رع
حور" و"بيتاح"، لتخترق الشمس صالات معبد رمسيس الثاني التي ترتفع بطول
60 مترًا داخل قدس الأقداس، كما أن تلك الظاهرة والمعجزة الفلكية كانت لاعتقاد المصريين
القدماء بوجود علاقة بين الملك رمسيس الثاني ورع إله الشمس عند المصريين القدماء.