رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


وكيل أول الهيئة الوطنية للصحافة: اللبنانيون ضاقوا ذرعا بالأزمة الاقتصادية

24-10-2019 | 14:13


قال وكيل أول الهيئة الوطنية للصحافة الأستاذ عبد الله حسن، إن المظاهرات التي شهدتها لبنان خلال الأيام الماضية كشفت أن اللبنانيين ضاقوا ذرعا بالأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها بلادهم.


وأوضح عبد الله حسن - في مقاله الذي جاء بعنوان (مظاهرات لبنان والهوية الوطنية) بمجلة (الأهرام العربي) اليوم الخميس - أن المتظاهرين طالبوا بإقالة الحكومة ومحاسبة الفاسدين وعدم فرض ضرائب جديدة في ظل الأزمة التي شهدت ارتفاعا حادا في الأسعار وتدهورا في قيمة الليرة اللبنانية مقابل العملات الأخرى وارتفاع البطالة وانتشار الفساد في أجهزة الدولة، إضافة إلى "تخفيف المعاناة عن المواطنين والتقليل من آثار الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد".


وأشار إلى أن السمات البارزة في مظاهرات الشعب اللبناني كانت " الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة وعدم قيام المتظاهرين بحرق السيارات أو نهب المحلات، اللهم إلا بعض الحوادث الفردية لكن المظاهرات كانت تجري بشكل حضاري على الرغم من قضاء اللبنانيين ليال عديدة في الشوارع رفعوا خلالها الشعارات التي تعبر عن مطالبهم ورددوا لهاتفات التي تطالب بإسقاط الحكومة ومحاسبة الفاسدين"، مضيفا أنه " ولم تحدث الصدامات التي غالبا ما تحدث في مثل هده المظاهرات، كما أن مثيري الشغب أو أصحاب الأجندات السياسية والتيارات المعارضة للحكومة لم يتمكنوا من انتهاز الفرصة للاندساس وسط المتظاهرين وإسقاط الضحايا الأبرياء".


وأوضح وكيل أول الهيئة الوطنية للصحافة أن المتظاهرين أمهلوا رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري 72 ساعة للاستجابة لمطالبهم والخروج من الأزمة وإيجاد الحلول اللازمة أو استقالة الحكومة، مضيفا " وقبيل انتهاء المهلة التي أعطاها المتظاهرون لرئيس الحكومة للخروج من الأزمة عقد مجلس الوزراء اللبناني اجتماعا طارئا بقصر  بعبدا  برئاسة الرئيس اللبناني ميشال عون، أعلن بعده رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الورقة الإصلاحية التي وافقت عليها الحكومة والأحزاب السياسية".


وتابع "تضمنت الورقة العديد من الإجراءات التقشفية في مقدمتها تخفيض رواتب الوزراء والمسئولين والنواب الحاليين والسابقين بنسبة 50% ودعم موازنة الدولة للعام المالي المقبل بنحو 3.3 مليار دولار وعدم فرض أي ضرائب جديدة في الموازنة العامة للدولة وخفض العجز في تكاليف استهلاك الكهرباء للمواطنين وتوفير موازنة إضافية لمساعدة الأسر الأكثر فقرا وتعزيز الحماية الاجتماعية للمواطنين وإصدار قانون جديد لمكافحة الفساد".


ولفت عبد الله حسن إلى تأكيد رئيس الوزراء اللبناني في تصريحاته عقب الاجتماع - أنه يؤيد المتظاهرين في التعبير عن مطالبهم بحرية كاملة وأن من حقهم التظاهر والتعبير عن آرائهم ومطالبهم بصورة حضارية مع الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة.


وأشار وكيل أول الهيئة الوطنية للصحافة إلى قول رئيس الوزراء اللبناني أنه سعيد لحرص اللبنانيين خلال المظاهرات على التعبير عن الهوية الوطنية بعيدا عن الهوية الطائفية، مضيفا أن في ذلك إشارة إلى حزبالله الذي يمثل الطائفة الشيعية وغيره من الطوائف التي تؤثر على اللحمة الوطنية والتركبية السكانية والسياسية في لبنان.


واسترجع عبد الله حسن - في مقاله - ذكريات الحرب الأهلية اللبنانية قائلا: "إن الطائفية التي أدخلت لبنان في سبعينيات القرن الماضي في آتون حرب أهلية استمرت قرابة عقدين من الزمان دمرت البنية التحتية ومزقته الصراعات الحزبية والطائفية حتى استعاد عافيته في عهد الراحل رفيق الحريري الذي استطاع أن يجمع اللبنانيين ويوحد صفوفهم ويعيد بناء لبنان واستفاد من علاقاته القوية بالعديد من قادة العالم وفي مقدمتهم الرئيس الفرنسي جاك شيراك، الذي دعا الدول المانحة لعقد مؤتمر دولي في باريس لإعادة إعمار لبنان وقدمت الدول المانحة مليارات الدولارات للبنان وأعيد إعماره وأقام رفيق الحريري حي "السوليدير" الشهير لرجال الأعمال والبنوك والمقاهي في قلب بيروت على غرار شارع الشانزلزيه الشهير في باريس، وأغتيل رفيق الحريري في قلب بيروت في عملية مخابراتية لم يكشف النقاب عنها حتى الآن وكادت الأحداث تهدد بحرب أهلية جديدة وتمكن لبنا من اجتياز هذه الأزمة لكن لا تزال الصراعات الحزبة والطائفية كالنار تحت الرماد تهدد لبنان في حاضره ومستقبله".


وأعرب حسن - في ختام مقاله - عن أمله أن تكون المظاهرات الأخيرة والخطوات الإصلاحية التي أقرها مجلس الوزراء اللبناني، خطوة على طريق استعادة لبنان لدوره ومكانته في المحيط العربي والإقليمي والدولي.