مقتل البغدادي.. نهاية زعيم أخطر تنظيم إرهابي.. وخبراء: كان مستهدفا منذ فترة.. ومقتله سيؤدي لضعف "داعش".. والعملية قد تدفع لهروب العناصر الإرهابية إلى دول المنطقة
وصف خبراء استراتيجيون مقتل زعيم
تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي بأنه عملية ناجحة وصعبة تؤكد تراجع وانهيار التنظيم
الإرهابي، موضحين أن البغدادي كان مستهدفا منذ فترة ومقتله سيؤدي لضعف التنظيم،
الذي سيسعى لاختيار خليفة له، في أقرب وقت، كما أنه قد يدفع لهروب العناصر الإرهابية
إلى دول المنطقة.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب،
الأحد، مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبوبكر البغدادي، في عملية عسكرية نفذتها الولايات
المتحدة بمحافظة إدلب السورية، حيث كان يختبئ في قرية بريشا في ريف إدلب، قائلا إن
البغدادي قُتِل في نفق مسدود، بعد أن فجّر نفسه بسُترته الناسفة مع أطفاله، مؤكدا
أن "قتل البغدادي كان الأولوية الأولى لإدارتي".
وأكد أن قوات أمريكية فقط من قامت بعملية
قتل أبو بكر البغدادي فى سوريا، مضيفا: المهمة كانت معقدة لكنه قتل بطريقة فظيعة جدا
وهناك أشخاص اعتقلناهم، حيث تم اعتقلنا 11 طفلا خلال العملية وتم وضعهم تحت الرعاية،
موضحا أن اختبارات الحمض النووي حددت هوية البغدادي بعد 15 دقيقة من مقتله، وأن خلفاء
البغدادي "تحت أعين" الولايات المتحدة الأمريكية.
هروب
العناصر الإرهابية
الدكتور محمد مجاهد الزيات، المستشار
الأكاديمي بالمركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، قال إن مقتل أبو بكر البغدادي
زعيم تنظيم داعش الإرهابي سيؤدي إلى هروب عناصر من سوريا إلى دول داخل وخارج المنطقة
ستضيف تهديدات جديدة من التنظيمات الموجودة على اتساع العالم.
وأكد الزيات، في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أن تنظيم داعش في الفترة الأخيرة كان يعاني من ضعف وتفكك شديد، والقيادة
المركزية له لم تكن تتحكم بصورة أساسية في الفصائل الأخرى والتنظيمات التي كانت على
ولاء لهم، مشيرا إلى أن هذا قد يضعف تأثر مقتل البغدادي على هذه التنظيمات.
وأوضح أن القرية التي جرت فيها عملية
قتل البغدادي عبر الغارة الأمريكية صباح اليوم هي قرية باريشا في ريف إدلب في سوريا
وهي تقع على بعد ثمانية كيلو مترات من الحدود التركية، مضيفا إن هذه المنطقة يسيطر
على تنظيم النصرة أو ما يسمى بفتح الشام، كما أنه يوجد تنظيم اسمه حراس الدين تابع
لداعش في أحد الجيوب في تلك المنطقة وتحت حماية فتح الشام.
وأشار إلى أن هذه المنطقة أيضا يوجد
بها ما يسمى بجيش الإسلام التركستاني ويضم إرهابيين من الصين وروسيا وهو تنظيم مخترق
من أجهزة مخابرات أمريكية وغربية، فضلا عن وجود تنظيم أحرار الشام التابع للإخوان المسلمين،
مشيرا إلى أنه عندما اتخذ النظام السوري ترتيبات بالمشاركة مع القوات الروسية لتصفية
التنظيمات الإرهابية في إدلب منذ شهرين اعترضت أمريكا والدول الأوروبية بدعوى أن ذلك
سيرتب أزمة إنسانية للمدنيين.
وأضاف إن الجيش السوري حشد بالتنسيق
مع الروس قوات كبيرة منذ أسبوعين للقيام بعملية تطهير بدأت في ريف إدلب وربما دفع ذلك
الأمريكيين لائتلاف للحصول على هذا الصيد الثمين، مؤكدا أن تنظيمي داعش والقاعدة وما
تفرع عنهم صنيعة لأجهزة المخابرات الأمريكية والغربية ويتم توظيفهم لتحقيق أهداف تتنوع
وتتغير طبقا لمصالحهم ويتم انهاء خدمتهم عند الضرورة.
وأكد أن البغدادي كان مسجونا في سجن
بوكا في العراق الذي كان يديره الأمريكيون، وبعد أن أفرج عنه تم تصعيده لقيادة التنظيم
الإرهابي، رغم أنه لم يكن من القيادات التي كان لها وضعها آنذاك.
تراجع
وانهيار التنظيم
ومن
جانبه، قال اللواء علاء عز الدين، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة
الأسبق، إن تنظيم داعش الإرهابي في حالة ضعف وتفكك والدعم الذي كان يتلقاه خلال الفترة
الماضية تراجع بشكل كبير، مضيفا إن التنظيم في انهيار وخاصة بعد مقتل زعيمه أبو بكر
البغدادي اليوم في غارة أمريكية.
وأوضح
عز الدين، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن التنظيمات الإرهابية في العادة
بعد مقتل زعيمها يخرج الرجل الثاني في التنظيم لتولي الزعامة وقد يكون أكثر تطرفا ليثبت
أنه أفضل من سابقه، مضيفا إن هناك عامل آخر يؤكد تفكك التنظيم وهو هروب وتشتت عناصر
داعش التي كانت مسجونة في شمال شرق سوريا تحت حراسة قوات سوريا الديمقراطية.
وأشار
إلى أن عملية الهروب تكون غير منظمة وحتى محاولة جمع بعضهم وتصديرهم لبؤر صراع أخرى
ستكون بأعداد قليلة وغير منظمة، مضيفا إنه حتى إن انضمت تلك العناصر للفصائل الإرهابية
في ليبيا أو العراق، سيظل هناك نقص في الدعم وعدم قدرة على التآلف مع التنظيم الجديد،
مؤكدا أن ذلك يؤكد انهيار التنظيم.
وأكد
أن الوضع في سوريا أصبح أفضل من السابق وكذلك العراق بعد تمكنهم من دحر التنظيم بشكل
كبير، فضلا عن جهود الجيش الليبي للقضاء على الإرهاب والنجاحات التي يقدمها، مشيرا
إلى أن مقتل البغدادي يؤكد أيضا أن الضربات الأمنية تؤتي ثمارها.
كان
مستهدفا
فيما
قال اللواء جمال مظلوم، الخبير الاستراتيجي، إن مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو
بكر سيكون لها تأثيرا في إضعاف التنظيم بعض الشيء، حتى الاتفاق على زعيم جديد له، مضيفا
إن اختيار زعيم جديد سيأخذ فترة من الزمن لتحديد أيضا مصير التنظيم وخاصة في ظل الجهود
التي تشهدها سوريا لدحر الإرهاب.
وأوضح
مظلوم، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن النظام السوري والقوات الروسية يتوسعون
في السيطرة على مناطق جديدة في سوريا، مضيفا إن هذا يؤدي لضعف التنظيم حتى يتمكن من
لململة شتاته مرة أخرى، لأنه كان قد تلقى خسائرا فادحة طوال السنوات الماضية في سوريا
والعراق.
وأضاف
إن البغدادي كان مستهدفا وكانت الولايات المتحدة تريد الإيقاع به منذ فترة طويلة، مشيرا
إلى أن المعلومات المتاحة تكشف أن البغدادي وصل إلى الموقع الذي قتل فيه قبل 48 ساعة
من الغارة، موضحا أن العملية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية نجاح باهر لأنها كانت
صعبة ومعقدة.
وأشار
إلى أن الغارة نفذتها 8 مروحيات قامت بعمليات إنزال في ريف إدلب واستمرت لأكثر من ساعة،
موضحا أن العملية جاءت في صالح الولايات المتحدة الأمريكية كما أنها ناجحة في سبيل
دحر الإرهاب بصفة البغدادي زعيم لتنظيم خطير يهدد أمن المنطقة.