التقت اليوم رانيا المشاط وزيرة السياحة بالسيد أحمد بن عقيل
الخطيب رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمملكة العربية السعودية؛ وذلك
خلال مشاركتها في المؤتمر السنوي للصندوق السيادي للمملكة العربية السعودية "مبادرة
مستقبل الاستثمار" الذي يُقام تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان
بن عبد العزيز ولي العهد، ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس الشئون الاقتصادية والتنمية
السعودي، والذي ينعقد خلال الفترة من 29 إلى 31 أكتوبر 2019 الجاري بمدينة الرياض.
واستهلت الوزيرة اللقاء بتهنئة المملكة العربية السعودية
على الإصلاحات التي تقوم بها والتطور الذي يشهده قطاع السياحة بها، خاصة مع إعلان السعودية
عن فتح أبوابها للسائحين من مختلف أرجاء العالم، وإطلاق التأشيرة السياحية الإلكترونية
يوم ٢٧ سبتمبر الماضي.
وأشادت الوزيرة بالجهود التي تقوم بها المملكة العربية السعودية
لتطوير قطاع السياحة بها وذلك إيمانا منها بأهميته في دعم اقتصاديات الدول، حيث يعد
قطاع السياحة من أسرع القطاعات الاقتصادية نموا وتأثيرا في الاقتصاد القومي للدول،
فالسياحة قطاع مُصَدِر للخدمات، كما انه من القطاعات الهامة التي تساهم في توفير النقد
الأجنبي، وتوفير فرص العمل.
وقالت إن دعم قطاع السياحة في أي دولة من الدول العربية،
من شأنه أن يساهم في دعم قطاع السياحة في المنطقة ككل.
وخلال اللقاء تم مناقشة أوجه التعاون بين البلدين في مجال
السياحة وسبل تنشيط السياحة البينية بينهما .
وأكدت رانيا المشاط علي عمق العلاقات التي تربط بين مصر والمملكة
العربية السعودية في كافة المجالات، مشيرة إلى أن التقارب العربي يفتح آفاق أرحب للتعاون
بين الدول العربية بما يكون له انعكاساته ومردوده الإيجابي في تحفيز حركة السياحة البينية
بين الدول العربية وبعضها لبعض.
وقالت أن مصر دائما ترحب بالأشقاء العرب، مشيرة إلى ان السوق
العربي يمثل أحد أهم الأسواق المصدرة للسياحة إلى مصر حيث أنها تمثل 30% من السياحة
الوافدة، وأن المملكة العربية السعودية تأتي على رأس تلك الأسواق.
ومن جانبه أشار أحمد بن عقيل الخطيب إلى مكانة مصر في قلب
الشعب السعودي، مشيرا إلى رغبة السعوديين الدائمة لزيارة مصر والاستمتاع بمقوماتها
السياحية.
كما أشار إلى رغبة بلاده في الاستفادة من الخبرات المصرية
في الترويج للمنتجات السياحية المختلفة مثل السياحة الثقافية وسياحة المغامرات، التي
بدأت المملكة العربية السعودية تروج لها مؤخرا، لافتا إلى إمكانية التعاون لجذب مزيد
من السائحين إلى المنطقة العربية من خلال عمل برامج سياحية مشتركة بين مصر والمملكة
العربية السعودية.
ورحبت الوزيرة بتعزيز التعاون بين الوزارة والهيئة العامة
للسياحة والتراث الوطني بالمملكة العربية السعودية خلال الفترة القادمة.
وأشارت إلى أن سياحة المغامرات أصبحت من أسرع الأنماط السياحية
نموا في الآونة الأخيرة، وأكثرها انتشارا بين الشباب، وأن من بين أنواع سياحة المغامرات
دروب المشي الطويل وهى أحد أوجه السياحة المستدامة، حيث تشارك المجتمعات المحلية بها
مما يساهم في توفير فرص العمل.
وقالت أن وزارة السياحة المصرية تقوم بالترويج لدروب المشي
الطويل في مصر ومنها درب سيناء وذلك في المعارض السياحية الدولية الكبرى، مشيرة
إلى اختيار مجلة "واندرلاست" للرحلات درب سيناء بأنه أفضل الدروب الطبيعية
في العالم.
وأضافت أن مجلة التايمز اختارت "درب البحر الأحمر"
كواحد من أهم 100 مكان على مستوى العالم يمكن للعالم زيارتها في عام 2019.
كما تناول اللقاء الحديث على إمكانية التعاون بين البلدين
وتبادل الخبرات في مجال التنمية السياحية المستدامة من خلال الحفاظ على البيئة والموروثات
الحضارية وتعزيز الهوية الثقافية وتنمية المجتمعات، وكذلك في مجال الإحصاءات السياحية.
وفى هذا الشأن أشارت الوزيرة إلى بروتوكول مشروع الحسابات
الفرعية للسياحة (Tourism Satellite Accounts)
"TSA الذي وقعته وزارة
السياحة المصرية، والذي يهدف لتوصيف وقياس مكونات وهيكل النشاط السياحي ومساهمته في
الاقتصاد الوطني لتوفير قاعدة بيانات سیاحیة شاملة وتفصيلية تبرز العلاقة التشابكية
للسياحة بالقطاعات الاقتصادية المختلفة وتساهم في صياغة سياسات اقتصادية كقوة للتنمية
والتنشيط لقطاع السياحة، مشيرة إلى إمكانية نقل الخبرة المصرية في هذا المجال إلى الجانب
السعودي.
وقالت الوزيرة أن وزارة السياحة وضعت مفهوم السياحة المستدامة
والمسئولة كعنصر رئيسي في برنامج الإصلاح الهيكلي لتطوير القطاع.
وأكدت الوزيرة على أن الجهود التي قامت بها وزارة السياحة
من خلال تنفيذ محاور برنامج الإصلاح الهيكلي لتطوير قطاع السياحة انعكست على رفع تنافسية
قطاع السياحة المصري عالميا، فوفقا للتقرير الأخير لمنتدى الاقتصاد العالمي للتنافسية
في قطاع السفر والسياحة الذي صدر في سبتمبر الماضي، حققت مصر رابع أعلى نمو في الأداء
عالميا في مؤشر تنافسية السفر والسياحة، وتقدمت تسعة مراكز ليحتل قطاع السياحة المصري
المركز ال 65 عالميا بعد أن كان يحتل المركز الـ 74.
وقد انعكست النتائج الإيجابية للتطور الذى شهده قطاع السياحة
المصرى على الإيرادات الدولارية من السياحة في ميزان المدفوعات، فقد أظهرت بيانات البنك
المركزي أن إيرادات السياحة وصلت لأعلي مستويات لها في تاريخ مصر مسجلة ١٢,٦ مليار
دولار في العام المالي ٢٠١٨/٢٠١٩بزيادة 28% عن العام السابق.
وفي نهاية اللقاء قامت الوزيرة بإهداء رئيس الهيئة العامة
للسياحة والتراث الوطني بالمملكة العربية السعودية، نسخة من تقرير المتابعة الأول لبرنامج
الإصلاح الهيكلي لتطوير قطاع السياحة.
وكانت الوزيرة قد التقت السيد أحمد بن عقيل الخطيب رئيس الهيئة
العامة للسياحة والتراث الوطني بالمملكة العربية السعودية خلال استضافة مصر للاجتماع
الـ ٤٥ للجنة الإقليمية للشرق الأوسط التابعة لمنظمة السياحة العالمي بالقاهرة في مارس
الماضي، وخلال فعاليات ملتقى سوق السفر العربي ATM الذي أقيم في مدينة
دبي بالإمارات العربية المتحدة في ابريل الماضي، كما التقت به خلال مشاركتها فى أعمال
اجتماعات الدورة الـ (23) للجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية UNWTO التى عُقدت خلال مدينة سانت بطرسبرج في سبتمبر الماضي.