تظاهرات حاشدة في طرابلس وصيدا.. واحتجاجات خافتة في بيروت
اقتصرت مظاهر الاحتجاجات الشعبية في لبنان ، اليوم الأربعاء ، على مدينتي طرابلس (شمالا) وصيدا (جنوبا) حيث احتشدت أعداد كبيرة من المتظاهرين لاسيما في طرابلس المعروفة بـ "عاصمة الشمال".. في حين بدأ الاحتجاج في ساحتي الشهداء ورياض الصلح بوسط العاصمة بيروت، خافتا إلى حد كبير.
ووصف بيان للمكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، دعوات التظاهر التي تتداولها بعض وسائل التواصل الاجتماعي، للتواجد والانتشار حول مقر قصر عين التينة (مقر إقامة بري ببيروت) يوم السبت المقبل، بأنها "مشبوهة ويراد منها الفتنة وإغراق لبنان في مزيد من الفوضى".
ودعا بيان رئيس المجلس النيابي جميع أعضاء وأنصار حركة أمل (التي يترأسها بري) إلى البقاء في منازلهم ومدنهم، ومزاولة أعمالهم على النحو المعتاد، دراء للفتنة، ومن أجل تفويت الفرصة على من يسعون لزعزعة الاستقرار في لبنان.
وبدت المظاهرات في مدينة طرابلس اليوم على النحو المعتاد منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في لبنان قبل نحو أسبوعين، حيث احتشد الآلاف من المتظاهرين في الساحات والميادين الرئيسية، مؤكدين تمسكهم بكافة بنود المطالب منذ اندلاع الاحتجاجات، والمتمثلة في رحيل الحكم والحكومة وإجراء انتخابات نيابية مبكرة وتشكيل حكومة من الاختصاصيين التكنوقراط ومحاسبة مرتكبي جرائم الفساد والعدوان على المال العام.
كما شهدت المظاهرات تواجدا كبيرا في مدينة صيدا، حيث أكد المحتجون أن استقالة الحكومة ليست خطوة كافية، وأن مطالبهم تتجاوز مجرد رحيل الحكومة إلى إجراء تغيير شامل في سلطة الحكم في البلاد.
وتواجدت مجموعات محدودة من المحتجين في نطاق وسط العاصمة بيروت، لاسيما ساحتي الشهداء ورياض الصلح، والذين أكدوا المضي قدما في الاعتصام والاحتجاج، معتبرين أن إسقاط الحكومة ليس بالأمر الكافي.
وشهدت عدد من شوارع العاصمة بيروت مسيرات داعمة لرئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، مؤكدين رفضهم القاطع تحميله وحده تبعات التدهور الاقتصادي والمعيشي في البلاد.
ويشهد لبنان منذ مساء 17 أكتوبر الجاري سلسلة من التظاهرات والاحتجاجات الشعبية العارمة في عموم البلاد، اعتراضا على التراجع الشديد في مستوى المعيشة والأوضاع المالية والاقتصادية، والتدهور البالغ الذي أصاب الخدمات التي تقدمها الدولة لاسيما على صعيد قطاعات الكهرباء والمياه والنفايات والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي.