7 زيارات للرئيس عبد الفتاح السيسي إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، تعمق الشراكة الإستراتيجية بين القاهرة وأبوظبي، وتدفعها لتتجاوز التعاون الثنائي بين البلدين، ففي إطار خصوصية العلاقات المصرية الإماراتية، وما يربط الدولتين من علاقات تعاون استراتيجية متشعبة على كافة الأصعدة، وصل الرئيس السيسي، في وقت لاحق اليوم (الأربعاء) إلى الإمارات، في زيارة رسمية تمتد ليومين، يبحث خلالها مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.
حرص الدولتين على التنسيق المتواصل بشأن كيفية مواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة في المرحلة الراهنة، ما يتطلب تضافر جهودهما من أجل حماية الأمن القومى العربي، حيث تربط البلدين قيادة وحكومة وشعباً علاقات استراتيجية وطيدة تمثل نموذجاً مثالياً للتعاون البناء بين الدول العربية.
وتعتز مصر بما يربطها بدولة الإمارات، من روابط أخوة وتعاون وثيقة، وتكن لدولة الإمارات الشقيقة بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان كل مشاعر الود والأخوة، كما أن لمصر مكانة خاصة لدى الشعب الإمارتي، وذلك امتداد للعلاقات الأخوية التي تجمعهما، بكل ما تحمل الكلمة من معان، فهي علاقة ذات خصوصية، دعمها سجل حافل من المواقف الوطنية التاريخية التي تعكس احتراماً متبادلاً بين البلدين، الذي أسسه ورعاه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وحرص على تنميتها من خلفه قيادات دولة الإمارات.
مكانة وشعبية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدى الشعب المصري كبيرة جداً، ومقدرة، لمواقفه النبيلة تجاه مصر والممتدة منذ حرب أكتوبر، والتي جسدتها مقولته التاريخية "البترول العربي ليس بأغلى من الدم العربي"، حتى بات يُعرف في البلاد بـ"زايد الخير"، وتواصلت تلك المواقف الإماراتية حتى اليوم من قبل حكام دولة الإمارات، الذين تنتشر أياديهم بالخير في كل ربوع مصر، بل وفى كافة أنحاء العالم العربي والإسلامي.
زيارات متعددة للسيسي للإمارات تعمق العلاقات بين البلدين ، وتمثل الزيارة التي بدأها الرئيس اليوم وهى السابعة، فرصة للتنسيق والتشاور المستمر بين مصر والإمارات، إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وذلك في ضوء المخاطر التي تتعرض لها المنطقة، وتحمل الزيارة دلالات خاصة في توقيتها، إذ أنها تأتى عشية إعلان التحالف السعودي الإماراتي، الذي وصفه وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية أنور قرقاش، بأنه ضرورة استراتيجية في ظل التحديات المحيطة.
ويبحث الزعيمان العربيان السيسي وزايد خلال قمتهما الثنائية المرتقبة سبل التنسيق والتشاور بين البلدين، وآليات مواصلة دفع أطر التعاون المشترك في شتى المجالات، حيث يتصدر الملفان السياسي والإقتصادي مباحثات القمة الثنائية، وكذلك جلسات العمل الموسعة التي يشارك فيها وفداً مصر والإمارات .
ويشمل الملف السياسي العديد من القضايا العربية والإقليمية ذات الإهتمام المشترك، وكذلك القضايا الدولية، والتنسيق بين البلدين تجاهها، وذلك في ظل المرحلة الراهنة التي تمر بها المنطقة، وتتطلب تكثيف التنسيق لمواجهة التحديات المشتركة القائمة، كما يشمل مستجدات العلاقات الإقليمية والدولية في الشرق الأوسط، وعلى رأسها جهود مكافحة الإرهاب والأوضاع في سوريا وليبيا واليمن، فضلاً عن تطورات القضية الفلسطينية.
فيما يركز الملف الإقتصادي العلاقات التجارية وزيادة حجم التبادل التجاري والإستثمارات الإمارتية في مصر بصفة عامة، والاستثمار في المشروعات القومية العملاقة، التي تزخر بها أرض مصر حالياً بصفة خاصة.
وعن زيارات الرئيس السيسي لدولة الإمارات، قام الرئيس بزيارة في 13 مارس عام 2014 ، حين قام بصفته وزير الدفاع والإنتاج الحربي، يرافقه عدد من كبار قادة القوات المسلحة، والتقى خلالها كبار المسئولين في الإمارات، ليشهد المرحلة النهائية للمناورة المصرية الإماراتية "زايد 1".
وبعد تقلد مهام منصبه رئيسا للجمهورية، قام الرئيس السيسي في 18 يناير عام 2015، بزيارة أخرى للمشاركة في أعمال القمة العالمية لطاقة المستقبل، استقبله خلالها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبحث الجانبان مجمل الأحداث والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية وسبل تعزيز وحدة الصف العربي لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية، وأهمية تضافر الجهود الدولية للقضاء على العنف والإرهاب، وقد تسلم الرئيس السيسي حينها جائزة زايد الفخرية لطاقة المستقبل، من محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس وزراء حاكم دبي.
وفى 27 أكتوبر عام 2015، قام الرئيس بزيارة للإمارات، استقبله الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتطرق اللقاء إلى أهمية متابعة الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب وتدارك الأوضاع الأمنية في عدد من الدول العربية، كما بحث الجانبان عدداً من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، ولاسيما فيما يتعلق بالأزمات في سوريا، وليبيا، واليمن، وسبل التعامل مع تداعياتها على الأمن العربي الجماعي.
في ذات السياق، وفى 2 ديسمبر عام 2016، قام الرئيس السيسي بزيارة أخرى للمشاركة في احتفالات الدولة باليوم الوطني الخامس والأربعين، والتقى حينها الرئيس السيسي بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات، فيما تطرقت المباحثات إلى سُبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.
وفى 4 مايو عام 2017 استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الرئيس السيسي لدى وصوله دولة الإمارات، حيث عقد الجانبان جلسة مباحثات ثنائية بحثا خلالها تعزيز أطر التعاون الثنائي القائمة بين البلدين.
وفى 25 سبتمبر عام 2017 قام الرئيس السيسي بزيارة للإمارات، التقى مع قيادات الإمارات، وبحث الجانبان العلاقات الثنائية الوثيقة التي تجمع بين البلدين الشقيقين، فضلا عن التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا والأزمات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك.