بدأت قوات الجيش اللبناني عملية واسعة اعتبارا من صباح اليوم /الخميس/ لفتح الطرق المغلقة، لاسيما تلك الحيوية الرابطة بين المناطق والأوتوسترادات وطرق السفر الدولية، فيما بدا لافتا قيام أعداد كبيرة من المتظاهرين بالتجاوب مع قوات الجيش ومعاونتهم في مهمتهم.
وشهد أمس /الأربعاء/ - الذي يمثل اليوم الـ 28 من الاحتجاجات والتظاهرات التي يمر بها لبنان - قد شهد عودة قطع الطرق والأوتوسترادات على أوسع نطاق في كل المناطق اللبنانية، وشل المدارس والجامعات والمؤسسات والقطاعات، وتنفيذ اعتصامات مفتوحة في مقدمتها الاعتصام على طريق قصر بعبدا الجمهوري.
ولم تشهد عملية فتح الطرق اليوم ثمة صدامات أو احتكاكات تذكر بين المتظاهرين وقوات الجيش، حيث بادر المحتجون إلى إزالة العوائق من الأحجار والسواتر الترابية باستخدام معاول في عدد من الطرق الرئيسية، وتسهيل مرور الجرافات التي استعان بها الجيش لإزالة العوائق.
وقام المتظاهرون والمحتجون باستقدام معاول وأدوات تنظيف استخدموها في إزالة الأحجار والعوائق في نفق وطريق نهر الكلب (الفاصل بين عدد من المناطق في محافظة جبل لبنان) بعد أن كان متظاهرون قد أقاموا بالأمس جدارا بداخل النفق مستخدمين الأحجار والأسمنت، على نحو أثار حالة من التحفظ والقلق الكبيرين باعتبار أن هذا الأمر يمثل أحد المظاهر بالغة السوء للحرب الأهلية التي شهدها لبنان خلال الفترة من 1975 وحتى 1990 في الفصل بين المناطق.
وقام الجيش باستقدام جرافات لإزالة السواتر الترابية والأحجار في طريق نفق نهر الكلب، بمعاونة أعداد كبيرة من المتظاهرين، والذين قاموا أيضا بتنظيف النفق من داخله وساهموا في رفع وإزالة الحجارة والإطارات، على نحو عادت معه حركة السير إلى طبيعتها.
وأكد المحتجون الذين شاركوا في عملية تنظيف وإزالة العوائق أن " ثورتهم سلمية وحضارية وتستهدف البناء " وأن عملية بناء الحائط الأسمنتي بداخل النفق، لا علاقة لها بأية مظاهر تكسير أو "ممارسات ميليشياوية" من قبيل التي جرت في البلاد إبان حقبة الحرب الأهلية، وإنما كانت على سبيل الاحتجاج العفوي المعبر عن الغضب الشعبي، وأنه تم التراجع عن هذا التصرف في حينه وهدم الجدار بالأمس.
وشهدت بعض طرق مدينة زحلة (أكبر مدن محافظة البقاع) افتراش المتظاهرين في منتصف الطرق وتجمعهم، في محاولة لمنع قوات الجيش والجرافات من إزالة العوائق، غير أن مفاوضات الجيش معهم انتهت إلى إقناعهم بفتح الطرق دون صدام.
وشدد المتظاهرون في عدد من المناطق على احترامهم للجيش والمؤسسة العسكرية وحرصهم على عدم الدخول في أي صدام مع القوى الأمنية والعسكرية، مؤكدين أنهم مستمرون في احتجاجاتهم.
ويشهد لبنان منذ مساء 17 أكتوبر الماضي سلسلة من التظاهرات والاحتجاجات الشعبية العارمة في عموم البلاد، اعتراضا على التراجع الشديد في مستوى المعيشة والأوضاع المالية والاقتصادية، والتدهور البالغ الذي أصاب الخدمات التي تقدمها الدولة لاسيما على صعيد قطاعات الكهرباء والمياه والنفايات والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي.