رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الإمام الأكبر يدعو إلى عقد مؤتمر لاحترام الحضارات

15-11-2019 | 15:50


أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أن هناك أثرا سلبيا لعولمة اتفاقيات الطفل وإلغاء الفروق وكل صور التمييز بين الرجل والمرأة، مشددا على ضرورة أن تُراعي في صياغة حقوق الطفل ثوابت الثقافات الأخرى وبخاصة الثقافات الشرقية التي تحفل بالأديانِ وتنزلها منزلة عليا من الاحترام والتقديس منذ آلاف السنين، داعيًا إلى عقد مؤتمر لمناقشة هذه القضيَّة، والأخذ في الاعتبار مبدأَ احترام الحضارات. 


وقال الإمام الأكبر - مؤتمر قمة قادة الأديان تحت عنوان "تعزيز كرامة الطفل في العالم الرقمي" والذي تقام فعالياته بالمقر الرئيسي للأكاديمية البابوية للعلوم بالفاتيكان اليوم الجمعة  - إن الجانب الإيجابي للتكنولوجيا الرقمية قدم للإنسانية خدمات كبرى ومصالح هائلة أهمها توفير فرص التعلم للأطفال المحرومين من هذه النعمة بسبب ما ابتليت به بلادُهم من صراعاتٍ وحروب وفقر ومجاعات وهجرات قسرية، موجها شكره للمنظماتِ والمبادراتِ الحكومية والأهلية التي وظفت الوسائطَ الإلكترونية في إنقاذ هؤلاء الأطفال من براثن الجهل والأمية في القرنِ الواحد والعشرين. 


وأوضح الإمام الأكبر أن المشكلة هي أن التقدم العلمي اليوم هو سلاح ذو حدين يَصعُب فيه فرزُ الأفضلِ لتطبيقِه واستبعاد الأسوأ لتَجَنُّبه، مبينًا أن الحل يكمن في عودة مسؤولية الأسرة عن الطفل ومراقبتها للأطفالِ وحقها في التوجيه والتأديب والتهذيب، وألا يعد شئ من ذلك ضربا من ضروب العنف تمارسه الأسرة ضد الطفل، فحماية الطفل من الأوبئة والأمراض الخلقية أوجب وألزم بكثير من دعاوى حق الطفل في حرِيَات لا محدودة تقدمه لقمةً سائغةً لأمراض أعنف وأشد فتكًا. 


وأكد الإمام الأكبر ضرورة التذكيرُ الدائم بالآثار التدميريَّة لثورة التكنولوجيا الرقمية، ومواصلةُ طرح هذه القضايا على طاولات النقاش في المؤسسات الدِّينية أوَّلًا، ثم في مؤسَّسات التعليم، وفي البرامجِ والمقرَّراتِ التعليميَّة وبخاصةٍ في مراحلِه الأولى، وكذلك في المنظَّماتِ الحكوميَّة والأهليَّة، وأن تكون لكرامةِ الطفل أولويَّةٌ وأهميَّةٌ قُصوى في الاتفاقياتِ الدوليَّةِ الخاصَّةِ بالطفلِ. 


الجدير بالذكر أن المؤتمر يشارك في فعالياته أكثر من 80 شخصية عالمية من قادة الأديان، ومتخصصين في الاقتصاد وعلم النفس والاجتماع وممثلين عن منظمات محاربة جرائم العنف ضد الأطفال، وتقام فعالياته خلال يومي 14 و15 من شهر نوفمبر الجاري، بالمقر الرئيسي للأكاديمية البابوية للعلوم بالفاتيكان، تحت رعاية سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، بالتعاون بين الأكاديمية البابوية للعلوم الاجتماعية وتحالف الأديان من أجل مجتمعات أكثر أمانا، و"تحالف كرامة الطفل"، وذلك بمناسبة الذكرى الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل.


وتعد هذه النسخة الثانية من أعمال قمة قادة الأديان من أجل تعزيز كرامة الطفل في العالم الرقمي، حيث أقيمت النسخة الأولي في عام ٢٠١٧ بالعاصمة الإيطالية، والتي انتهت ب “إعلان روما" الأخير، والذي دعا السياسيين وقادة الأديان والمنظمات المهتمة بشئون الأطفال، للتعاون في بناء وعي عالمي من أجل حماية الأطفال من الاستغلال عبر الإنترنت، ونتج عنه ملتقى "تحالف الأديان من أجل أمن المجتمعات"، والذي أقيم في نوفمبر من العام الماضي، بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي، بحضور فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، وعدد كبير من قادة الأديان حول العالم.