تفاصيل لقاء "القاهرة الثقافي الدولي" بشأن مواجهة أخطار التطرف على النشء العربى بالمركز الدولى للكتاب
تحت رعاية وزارة الثقافة وبالتعاون بين الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة د هيثم الحاج على وصالون "القاهرة الثقافي الدولي" الذى يديره الشاعر والصحفي محمد حميدة والكاتبة السورية نجلاء البيطار وهما مؤسسا الصالون أقيم بمقر المركز الدولي للكتاب التابع لهيئة الكتاب ندوة تحت عنوان "دور الثقافة والإعلام في مواجهة الفكر المتطرف على النشء العربي" وقد ناقش المشاركون آليات وسبل المواجهة على كافة المستويات، الثقافية والإعلامية الفعالة، والتي يمكن من خلالها التأثير الفكري على توغل التطرف في المجتمعات العربية.
افتتح الصالون السفير حازم أبو شنب القيادي بحركة فتح الفلسطينية بالحديث عن عدد العوامل التي ساهمت في انتشار الفكر المتطرف، انطلاقا من الدول التي تأثرت بشكل أكبر من تبعات الإرهاب ومنها العراق وسوريا وليبيا.
وخلال حديثه عن المشهد في العراق، قال الدكتور محمد أبو كلل، مسئول الشئون العربية في تيار الحكمة الوطني العراقي، إن العراق من أكثر الدول التي تأثرت بالإرهاب وأن بعض العمليات الإرهابية وصلت إلى 77 عملية إرهابية.
وأوضح أبو كلل أن ما روج بأن الصراع كان بين السنة والشيعة هو ترويج خاطئ، وأن جميع مكونات العراق تعرضت للعمليات الإرهابية دون تفرقة بين أي مكون عراقي.
وشدد أبو كلل على أن الأزمة الرئيسية في أي دولة تتمثل في الحاضنة التي توفر للجماعات الإرهابية التوغل والتواجد فيها، وأن الإعلام ساهم بشكل كبير في سقوط بعض المدن العراقية من خلال تصدير ما كان يقوم به تنظيم داعش على أنها ثورة.
وأكد على أن العراق انتصر على داعش حينما أعلى الوطن فوق أي تصورات أخرى، وأن مواجهة داعش لم تكن تنجح إذا لم يقاتل الجميع تحت علم العراق. محذرا من ظهور جماعات إرهابية أخرى أشرس من داعش.
بدوره أكد الكاتب الصحفي هشام يونس عضو مجلس نقابة الصحفيين، أن الإعلام في الدول العربية ساهم في انتشار التطرف.
وأضاف يونس أن ثقافة الاختلاف وقبول الأخر غير موجودة في العالم العربي.
وأشار إلى أن هناك ثلاثة ركائز يمكن النظر إليهم لمعرفة مقياس مستوى تأثر المجتمعات العربية منها دور العبادة بما فيها من مشايخ وقساوسة، والمعلم في المدرسة، والإعلام بشقيه الصحفي والتلفزيوني، وأن هؤلاء الثلاثة يؤثرون بشكل كبير في المجتمعات.
وطالب يونس بضرورة اتاحة المجال للإعلام والصحافة في الدول العربية ودعم التعددية، وعدم اتباع وجهة النظر الواحدة لما لها من آثار سلبية على المجتمعات العربية، وتساهم في بروز الفكر المتطرف. مشددا على ضرورة وجود منهج في الإعلام يتعلق بقبول الآخر.
من ناحيته قال مدير قسم الإعلام بسفارة العراق بمصر أحمد علي جاسم، إن مواجهة تنظيم داعش تستوجب معرفة ما لديه من إمكانيات، خاصة أن هذا التنظيم الإرهابي تمكن من بناء مؤسسة إعلامية محترفة بتقنيات حديثة، ومن خلال الوسائط التي بثها داعش أكد أنه لديه خبرات ومهارات كبيرة في الإعلام، وأنه يستخدم المنابر الإعلامية في الترويج لأفكاره التكفيرية وهي أشد خطوة من التواجد على الأرض.
وطالب جاسم بضرورة وجود ميثاق شرف إعلامي تحت مظلة جامعة الدول العربية، وأن تنضم له الأقمار الصناعية في المنطقة، وان تلزم جميع الوكالات لتنقية الخطاب الإعلامي العربي من التطرف، وكذلك منظومة تشريعية عربية لبحث الوسائل القانونية التي يمكن من خلالها ملاحقة الوسائل الإعلامية التي تدعو للتطرف أو تبث التطرف.
وفي كلمته قال اللواء محمد خليفة مستشار جامعة الدول العربية، إن دراسة التاريخ تكشف الكثير من الحلول للتخلص من هذا الفكر الناتج عن الثقافة الخاطئة، وأن عدم وجود العدالة الاجتماعية والفقر تعد عوامل مساهمة في انتشار الفكر المتطرف.
وأشار إلى أن الشعوب التي تستخدم العاطفة بدلاً من العقل تدل على ضعف الثقافة، لأنهم لا يستخدمون عقولهم لذلك من السهل انتشار الفكر المتطرف في هذه البلد.
وذكر اللواء محمد خليفة، أن الآليات المستخدمة في انتشار الفكر المتطرف يرجع إلى الآليات التنموية والثقافية والاقتصادية الغير مشبعة للشعوب، و لابد من إصلاح هذه الآليات، موجهاً اللوم على دور العبادة والأسرة في مواجهة الفكر المتطرف.
فيما أكد الدكتور رحاب الهواري الكاتب الصحفي والناقد السينمائي، أن السينما تلعب دورا كبيرا في مواجهة الأفكار المتطرفة.
وأضاف أن السينما والدراما تلعبان الدور الأبرز في التأثير على الشارع العربي بشكل كبير، خاصة أن الصورة الذهنية التي تتركها الأعمال السينمائية على النشء قادرة على تغيير الثقافة والعقول بشكل كبير.
وطالب بضرورة التركيز على القوة الناعمة بكل مشتملاتها في مواجهة التطرف والإرهاب.
فيما قال الصحفي أحمد العميد، أنه خلال مقابلته بعدد من أعضاء التنظيم الإرهابي في تغطيته في العراق تحاور معهم وخلص إلى بعض الرؤى.
وذكر العميد أنه خلال حديثه مع أحد القيادات الداعشية بالعراق وهو في محبسه، اتهم الداعشي الإعلام بأنه السبب، وأن ما روج في الإعلام بعد الثورات العربية عن الجرائم التي ترتكب بحق الشعوب دون التنويه للجماعات التي تستقطب الشباب لأهداف اخرى أوقع العديد من الضحايا لهذه الجماعات.
وأوضح العميد أن القيادي الداعشي أوضح أن التنظيم استخدم بعض القنوات الدولية الرسمية لبعض الدول في الترويج لأفكاره واستقطاب العناصر من الدول.
وشدد العميد على أن الثقافة من أهم العوامل التي تساهم في انتعاش الفكر المتطرف.
فيما أشارت الدكتور نعيمة النجار خبيرة تطوير المناهج وكاتبة أطفال، إلى أن المناهج ترتبط بشكل كبير بثقافة الاختلاف وتعزيز التطرف.
مشددة على أن النظام التعليمي والكتابة للأطفال تحتاج إلى مراجعة كبيرة، خاصة في ظل احتواء المناهج على مواد تحض على التطرف وقتل الآخر.
وأكد الدكتور جمال زهران إلى أن صناعة الإرهاب في العالم تدعمها بعض القوى العالمية، وأن ربط الإسلام بالإرهاب تقوم عليه بعض الدول الكبرى المهيمنة على العالم، وأن هذه الدول ربطت الإرهاب بالدين لإبقاء المنطقة في حالة تخلف وجهل وقتال من أجل نعيم شعوبها، وأن المخابرات الأمريكية أعدت لهذه الخطة منذ سنوات.
وأشار القس جرجس عوض إلى أن التطرف لا يتعلق بالدين، وأن التطرف والإرهاب يتعلق بالفكر المرتبط بأهداف أخرى.
وشدد الكاتب والأديب محمد خير الحلبي، أنه لا بد من قراءة أربعة كتب لفهم المشهد، هم "فخ العولمة ونهاية الحرب الباردة، وتاريخ العنف، ومكان تحت الشمس"، وأن الكتاب الأخير هو من تناول ضرورة البحث عن عدو جديد بعد انتهاء المد السوفيتي، وتم اختيار الإسلام.
وأشار إلى أن دور السينما يجب الانتباه إليه بشكل قوي، خاصة أن الأمر يتعلق بالسياسة أكثر منه الدين، وأن صناعة التطرف ركزت على استخدام الدين من أجل دعم إسرائيل من خلال اتهام العرب والإسلام بالتطرف والإرهاب.
من جانبه أكد الشاعر والكاتب الصحفي محمد حميدة، أن التوصيات التي خرجت بها ندوة الصالون سيتقدم بها إلى وزارة الثقافة المصرية، ومؤسسات ثقافية أخرى في الدول العربي والعمل على إيجاب الأطر التي يمكن من خلالها تنفيذ هذه التوصيات بتضافر عربي لتحقيق خطوات فاعلة في مواجهة الفكر المتطرف وتبعاته على النشء العربي.
شارك الكلمات خلال الندوة كل من السفير حازم أبو شنب (فلسطين)، الدكتور محمد أبو كلل (العراق)، مدير الإعلام بسفارة العراق أحمد علي جاسم، اللواء محمود خليفة (مصر)، الكاتب الصحفي هشام يونس (مصر)، الصحفي أحمد العميد، الدكتور رحاب الهواري(مصر)، الأديب نصر الله الملا(مصر)، الأديب عبده الزراع (مصر)،علياء البيطار (سوريا) الشاعر كريم سليم (مصر)، الشارع محمود المنشاوي(مصر)، الدكتور نعيمة النجار (فلسطين)، الأديب محمد خير الحلبي (سوريا)، الدكتور أحمد أبو سيد(سوريا)، القس جرجس عوض(مصر)، الدكتور فهد جبريني(سوريا)، الإعلامية نهى الزيني (مصر) الكاتب محمد أرسلان (سوريا)، عبدالله علي (مصر) دينا وديع، أية عتريس، إلى جانب عدد كبير من الكتاب الصحفيين والمثقفين.