سفير ألمانيا بالقاهرة: رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي ستسهم في إطلاق مبادرات لدعم الاقتصاديات الأفريقية
أكد سيريل جان نول، سفير ألمانيا بالقاهرة، أن مصر لديها علاقات متميزة مع الدول الأفريقية، ومن المؤكد أن رئاستها للاتحاد الأفريقي ستسهم في إطلاق مبادرات لدعم الاقتصاديات الأفريقية.
وقال نول - فى تصريحات له - إن الهدف من مبادرة برلين التي أطلقتها خلال رئاستها لمجموعة العشرين هو توسيع شبكة علاقات الدول الأفريقية مع العالم، معربا عن أمله في تنفيذ مشروعات جديدة تكون إيجابية ولصالح الجميع .
ومن المقرر أن تبدأ غدا الثلاثاء ولمدة يومين أعمال مؤتمر مجموعة العشرين للشراكة مع أفريقيا الذي يعقد في برلين بمشاركة عدد من القادة الأفارقة وممثلي القطاع الخاص في أفريقيا وعدد من المنظمات الدولية .
وفي سياق متصل، أشادت دول المجموعة الاستشارية الأفريقية - في اجتماعها الذي عقد في واشنطن الشهر الماضي - بجهود الإصلاحات الجارية التي تتبناها دول الشراكة مع أفريقيا وكذلك اتجاهات الاستثمارات فيها والتي ظهرت في تقرير المراقبة المؤقت عن اتجاهات الاستثمار الاجنبي المباشر واستثمارات عابرة الحدود الصادر عن مؤسسة التمويل الدولية .
وذكر تقرير مؤسسة التمويل الدولية أنه بالرغم من تراجع تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر حول العالم بنسبة 13% عام 2018، إلا أن أفريقيا استمرت في كونها مقصدا جاذبا للاستثمار حيث نجحت القارة الأفريقية ككل في جذب تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر التى تقدر بـ 46 مليار دولار، مسجلة نموا يقدر بنحو 11% عام 2018 .
وأوضح أن إجمالي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر لدول الشراكة الأفريقية بلغ 21 مليار دولار أو 46% من إجمالي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر للقارة الأفريقية في السنوات الثلاث الماضية، بينما يبلغ الاستثمار الأجنبي المتراكم لدول الشركة الأفريقية 295 مليار دولار عام 2018 بزيادة تقدر بنحو 34% عن عام 2014، وهو يعد أعلى معدل للاستثمار الأجنبي المباشر المتراكم خلال الفترة من عام 2014 إلى عام 2018 بالمقارنة بباقي المناطق في أفريقيا .
وأضاف أن مصر استحوذت على نصيب الأسد بالنسبة لاستثمارات عابرة الحدود على مدار 12 شهرا الماضية في مجموعة دول الشراكة مع أفريقيا باستثمارات تبلغ 2ر14 مليار دولار ثم المغرب بـ 8ر3 مليار دولار وأثيوبيا 5ر2 مليار دولار وتونس 7ر1 مليار دولار وغانا 3ر1 مليار دولار، مشيرا إلى أن مصر والمغرب تبنتا إجراءات تهدف إلى دعم الاستقرار في الاقتصاد الكلي مما ساعد على جذب الاستثمار .
وأكد التقرير أن قطاع الطاقة مازال يعتبر أهم القطاعات التي تجذب الاستثمار ثم قطاع التشييد وقطاع التصنيع، مضيفا أن استثمارات مجموعة دول العشرين تمثل أكبر تدفقات لدول الشراكة الأفريقية في الخمس سنوات الماضية حيث قدمت أكثر من 57 مليار دولار أو 61% من إجمالي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر .
واحتلت الصين المرتبة الأولى خلال 12 شهرا الماضية بضخ استثمارات تقدر بـ 4ر5 مليار دولار ثم بريطانيا بـ 7ر3 مليار دولار والإمارات بـ 3ر3 مليار دولار والسعودية 4ر2 مليار دولار وأخيرا فرنسا بملياري دولار .
كانت ألمانيا قد أطلقت مبادرة مجموعة العشرين للشراكة مع أفريقيا خلال رئاستها للمجموعة عام 2017 بهدف تعزيز الاستثمار الخاص في أفريقيا بما في ذلك الاستثمار في مجال البنية التحتية من خلال تبني تحسينات كبيرة في الأطر المالية والأعمال، وتجمع هذه المبادرة بين الدول الأفريقية ذات التوجه الإصلاحي والمنظمات الدولية والشركاء من مجموعة العشرين لتنسيق جداول الأعمال الإصلاحية لكل بلد ودعم التدابير الخاصة بها والإعلان عن فرص الاستثمار للمستثمرين من القطاع الخاص، وانضمت 12 دولة أفريقية حتى الآن لهذه المبادرة وهي مصر وإثيوبيا والمغرب وروندا والسنغال وتونس وتوجو وبوركينا فاسو وكوت ديفوار وبنين وغانا وغينيا .
وفي هذا الإطار، وفرت وزارة المالية الألمانية 15 مليون دولار لدعم أنشطة صندوق النقد الدولي في إطار مبادرة مجموعة العشرين للشراكة مع أفريقيا حيث يدعم الصندوق جهود صناع القرار الأفارقة لمواجهة تحديات الإصلاحات في مجالات مثل تعبئة الموارد المحلية وتنفيذ نظم ضريبية عادلة وتحقيق الحوكمة المالية الجيدة وتعزيز الاستقرار المالي والاندماج .