الخبير الإعلامي أحمد كمال أبوبكر يكتب: "أنسنة الإعلام لإعلان "الحب" بدلا من إعلان "الحرب".. من أجل ألا تنطلق إلا مدافع رمضان
تقدم دبلوماسية الحكمة العمانية ، منذ مطلع عقد السبعينيات إسهامات ايجابية بالغة الأهمية تسهم فى تفعيل التعاون الأممي .
في تطبيق عملي لهذه التوجهات والمبادئ ، شهدت الاحتفالات باليوم العالمي للتسامح في جاكرتا،في مطلع الأسبوع الحالي ، إطلاق مبادرة حضارية عمانية جديدة حيث تم الإعلان عن مشروع السلطان قابوس للمؤتلف الإنساني.
علي مسار مواز تتميز المنظومة الاعلامية العمانية بتبني مبادرات ريادية يجابية متميزة ومتلاحقة وفقا لنهج إعلام المبادرات، ومنذ بيانه الأول أمام مجلس الشوري ودائما يؤكد الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام أن جلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان رسم السياسة الإعلامية للسلطنة منذ بدء النهضة وعبر مختلف مراحل مسيرتها ليحدد الركائز والأسس الإستراتيجية لها في كافة المجالات ، انطلاقا من رؤية تسير بوضوح لتحقيق الأهداف والمرتكزات التي وضعت من أجلها، حيث تتطلع نحو إعلام عُماني متقدم يواكب المتغيرات الإقليمية والدولية بما يتفق والسياسة العامة للدولة ، ويستند في أدائه على الجودة والنوعية والمهنية في تلبية الاحتياجات المعرفية للمجتمع، من خلال الالتزام بمبادئ المصداقية والمسؤولية والقدرة التنافسية.
********
نتيجة لكل تلك الحقائق يحقق الأداء الإعلامي باستمرار استحقاقات مهمة جديدة علي الأصعدة الخليجية والعربية والعالمية ،كما أنه يعكس اتساقا تاما وتفاعلا إيجابيا مع كافة توجهات المجتمع ويدير حوارا بالغ الرقي والشفافية مع الرأي العام الوطني والعالمي معبرا ،عن أعلى مستويات الحرية التي لا سقف لها سوى المصداقية والصراحة والالتزام الأمين بالمهنية.
فمن جانبها اندمجت كافة مؤسسات منظومة الإعلام العماني في أيقونة للابتكار والإبداع ،حيث تضطلع بمهام عديدة نتيجة للتطبيق الواعي للسياسات والرؤي التي يوجه بتنفيذها السلطان قابوس، لذلك حققت طفرة كبيرة ،ومن بين إنجازاتها أنها قاطرة تسهم في دفع جهود التنمية الوطنية للأمام ، مع تعزيز التعاون الإقليمي والدولي المشترك على العديد من المسارات المهمة انطلاقا من سياسات الرؤية الاستشرافية والمستقبلية .
في رجع صدى تتوالي الاستحقاقات ،على الصعيد الوطني حصدت وزارة الإعلام جائزة السلطان قابوس للإجادة في الخدمات الحكومية الإلكترونية كأفضل مؤسسة حكومية منجزة للتحول الإلكتروني.
كما توجت سلطنة عمان ضيف شرف الملتقى الإعلامي العربي السادس عشر الذي عقد في الكويت تحت شعار " الإعلام- متغيرات الصناعة".
وفي محفل آخر تم اختيار الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام في مقدمة الشخصيات الإعلامية المتميزة في الأمة العربية ،حيث تم تكريمه في مهرجان الإعلام الذي أقيم في الأردن، تأكيدا على الإجماع على تقدير المنهجية التي رسمها جلالة السلطان قابوس بن سعيد للإعلام العماني، وتتويجا للجهود المبذولة في هذا الجانب، وتأكيدا على نجاح السياسات الإعلامية التي تتسم بالتوازن المتسق مع مواقف السلطنة.
********
ومن مسقط تتوالى أصداء طرح الكثير من المبادرات الريادية ليصبح قادة ورجال الاتصال العمانيين قدوة في الأداء والعطاء، ويحمل وزير الإعلام لواء دعوة تهدف إلى أن تتبنى وسائل الإتصال كافة نهجا يلتزم بالقيم الأساسية المرجعية التي تبدأ بالصدق وتنتهي بالوضوح .
من هذه المنطلقات تبنى مبادرة حضارية رائدة تم تتويجها في رحاب جامعة السلطان قابوس، لحظة التوقيع علي أول ميثاق شرف إعلامي استرشادي للإعلاميين والصحفيين في السلطنة .
********
خلال أحدث زيارات الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني لمصر قدم عرضا موجزا في إطار تحليله لمفاهيم مبادراته الخلاقة والداعية إلي نشر ثقافة ومبادئ "أنسنة الإعلام " ، في هذا الإطار ركز على أن الإعلام هو الإنسان ، منوها عن أن إنسانيتنا تتأكد عندما تتقدم رسائلنا الإعلامية لتحقق قيمة كبيرة .
لخص الأزمة الراهنة والإشكالية المعقدة في عبارة دقيقة : إن الأجيال تستحق أن نقدم هذا الإنسان في روعته وإنجازاته وتقدمه ومحبته إلى العالم.
تحدث أيضا عن ظواهر الضجيج السائد الذي يربك المشهد الإعلامي العربي والعالمي بشكل عام، ثم تساءل مستنكرا ومستهجنا: ما ذنب أطفالنا عندما لا يشاهدون في وسائلنا الإعلامية إلا الصراع والصراخ والرعب ،وتطوع بالإجابة: إن أبناءنا وأجيالنا جديرون بالمحبة وبكل ما هو جميل ولابد من أن نضمن لهم مستقبل أفضل، وأننا محكومون بأمل جميل، إن هذا هو دورنا في المؤسسات الإعلامية كصناع رسالة .
********
عبر منصة الملتقى الإعلامي العربي السادس عشر أعلن عن مبادرة جديدة لتكريم المشاريع الشبابية الإعلامية التي تحتفي بالإنسان والقيم .
كما ألقى كلمة ضيف الشرف تضمنت عبارات دقيقة حملت رسائل عديدة في مقدمتها:
-لا بد أن يكون الإعلام إنسانيا في المقام الأول والأخير على مستوى الفرد والمؤسسات والمنظمات الدولية.
- عندما نتحدث عن " أنسنة الإعلام" علينا أن نكون إنسانيين بيننا وبين أنفسنا وبعدها بيننا وبين العالم .
- أننا أمام مرحلة علينا أن نتماسك جميعا: (أفراد، ودول، ومنظمات) حتى نصل إلى بر الأمان.
-إن الأفكار تحتاج إلى آليات تنفيذ وهذه الآليات ليست ملقاة على عاتق الحكومات فقط ، موضحاً : أنا لست مع أن يكون الإعلامي ضعيفاً ،يتلقى فقط ما يرد إليه .
- التقنية الحديثة التي يواجهها العالم تشكل تحديا للإعلام التقليدي لكن لا يجب أن تشكل خوفا كونها سهلت وقاربت بين المجتمعات وأتاحت للإعلاميين فرصا كبيرة. - إن كل المساحات مفتوحة أمام الإعلام ، مشيراً إلى وجود مطالبات لتنظيم بعض هذه المساحات وخاصة تلك التي تنتهك خصوصيات الأفراد.
- لابد من تسليط الضوء على أهمية أن يكون الإعلام إنسانيا في المقام الأول والأخير على مستوى الأفراد والمؤسسات والمنظمات الدولية.
من أجل ألا تنطلق إلا مدافع رمضان
على ضوء كل هذه المواقف السياسية والإعلامية القادمة من الدولة الأولي الراعية للإنسانية فان الحقيقة المؤكدة منذ عام 1970 أن سلطنة عمان تدعو إلي "إعلان الحب" بين الدول والشعوب بدلا من " إعلان الحرب".ولا غرو ،والفارق بين الكلمتين وجود حرف واحد دخيل" مثل "العزول " ، وهو الراء.
ما أجمل حذفه ويا ويل البشرية من إضافته وفقا للقناعات العمانية التي لا تريد أن يتردد في الفضاء دوي المدافع والصواريخ وأن صوتها الوحيد المسموح به هو طلقات مدافع شهر رمضان والاحتفال بالأعياد .