رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أقباط الرياضة: كلنا مع الوطن ضد الإرهاب

12-4-2017 | 12:50


تقرير: أحمد عسكر

تمتلك مصر تاريخا طويلا من الوحدة والترابط، بشكل جعلها بحق مقبرة الغزاة، ومنذ أن وحد «مينا» شعبى مصر، ظلت أرض الكنانة صامدة بكبرياء أمام هجمات الدهر ومخططاته الاستعمارية، بصد موجات الحقد المتكررة، من فوضى التتار وجيوش نابليون ولحى تقطر دما، وكما يلتحم نسيج مصر الوطنى بعقائده المختلفة، التحم رباط رياضييها أيضا، فلا نفرق بين لاعب وآخر وفقا لديانته، رياضيو مصر شاركوا مصر تجرعها مرارة الحزن، بعد أن نزفت جروح الوطن دماء بريئة طاهرة لا نميز بين القبطى منها والمسلم، رياضيو مصر الأقباط يرفضون التراجع أمام الإرهاب الغاشم، ويؤكدون على ضرورة مواجهته بكل قوة وحسم، مدركين حقيقة المؤامرة الحالمة بفرقة الشعب وتمزق الوطن، داعمين لخطى الرئيس عبد الفتاح السيسى ومؤيدين لخطابه الحازم.

هانى رمزى، المدير الفنى لمنتخب المحليين، نجم الأهلى ومنتخب مصر السابق، وأبرز اللاعبين المحترفين فى تاريخ الكرة المصرية، تقدم بخالص التعازى المصطحبة بالحزن والألم لما يعانيه الشعب المصرى من طعنات إرهابية خسيسة وغادرة، رافضا اعتبار حادثى الإسكندرية والغربية نوعا من أنواع العقاب الطائفي، أو ترهيب فئة بعينها قائلا: «ما حدث أمر مؤلم للغاية ولا يقبله أى إنسان عاقل، أى عقل مريض يقبل قتل أطفال وأبرياء بدون ذنب، ولا يمكن أن يكون الأمر عقابا لفئة أو طائفة، من يقول ذلك لا يرى الصورة الكاملة بوضوح ولا يدرك حقيقة ما جرى، فالأمر عقاب وطن بأكمله بكل طوائفه وانتماءاته وضحايا الإرهاب فى بلدنا من المسلمين والمسيحيين معا، من يقدم على هذا الفعل الخسيس يدرك تماما أننا ملتحمون ببعضنا البعض وأن الضرر يقع على الجميع، يدرك أيضًا أن الضابط المسلم لن يتوانى عن حماية أى قبطي، وأن الطفلة لم ترتكب ذنبا يجعلها تستحق العقاب”.

أما الآثار النفسية المترتبة على الحادثين ووقعها على المجتمع القبطى فيؤكد هانى رمزى أنها تركت أثرا نفسيا وسلبيا فى المجتمع المصرى بأكمله بكافة طوائفه وطبقاته، وجعلت الجميع فى حالة من الحزن الشديد لخسارة العديد من المصريين فى يوم واحد قائلا: «المسلمين كانوا يقومون بالدعاء على مرتكبى الحادث، ومنهم من بكى حزنا على الضحايا وكأنهم من أفراد أسرته، لم يفرق بين ضحية مسلمة وأخرى مسيحية»، كما أشار هانى رمزى إلى أن الهدف الحقيقى من وراء الأحداث الإرهابية هو محاولة إظهار مصر كدولة ضعيفة غير آمنة خاصة قبل زيارة بابا الفاتيكان، ومع بدء عودة حركة السياحة، التى يحتاجها كل مصرى لاستعادة بعض قوى الاقتصاد وتعافيه بشكل أسرع، وهو ما لن يحدث أبدا خاصة أن العالم بأكمله أصبح يعانى من أثار الإرهاب وتضررت منه بلدان كثيرة، ويرى أيضا أن الضرب على وتر الطائفية لن يؤتى ثماره فى بلد مثل مصر، وأن كل محاولات الإرهاب لتخلى أبناء الوطن عن انتمائهم إليه لا سبيل لها إلا الفشل فيقول: «انتماء الأقباط لأرضهم ووطنهم قديم منذ الأزل ولن يستطيع أى شخص أو جهة أن يضيع هذا الانتماء أو يشوهه، فالأقباط ككل المصريين يعشقون تراب بلدهم ويتمنون رفعته وازدهاره، ولا يمكن أن نتخلى عن هذا الانتماء، أيا كانت النتائج، فانتماء المصريين إلى وطنهم عقيدة بحد ذاته لا يقبل الشك أو التشويه”.

أما ما يقال حول عجز مصر عن ردع الإرهاب ومحاربته بقوة فيرفضه هانى جملة وتفصيلا، معتبرا ما حدث نوعا من الرد على محاربة الإرهاب فى مصر ومحاصرته وتضييق الخناق عليه لدرجة بدأ يلفظ معها أنفاسه الأخيرة، خاصة بعد الملحمة البطولية لرجال القوات المسلحة، التى تكتب على رمال سيناء بدءا باستكشاف وتدمير الأنفاق ومطاردة المجرمين وانتهاء بتطهير جبل الحلال عن بكرة أبيه، الذى كان يعد حصنا قويا ومنبعا مهما من منابع تصدير الإرهاب، التى لا يفرق من خلالها أحد أيضا بين الجندى المسلم والمسيحي، ويرى أيضا أن مصر تمتلك درعا أمنيا قويا جعلها تتصدى لأعتى التنظيمات الإرهابية، التى تجمعت مخططاتها وأهدافها لضرب مصر وإضعافها بجعلها منهكة من جراء المحاربة المستمر للإرهاب بكل مسمياته، وأن الأمن ليس عاجزًا فى الدفاع عن أبناء الوطن بدليل إفساد العديد من العمليات الإرهابية قبل وقوعها خلال الفترة الماضية، موضحًا أن الإرهاب استطاع تنفيذ ضربات خطيرة وموجعة لعدد من بلدان العالم قائلا: «مصر ليست الدولة الوحيدة التى حاربت وتحارب الإرهاب، فدول كبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا عانت من ألم الإرهاب وذاقت مرارته، وكذلك روسيا مؤخرا، وغيرها الكثير من الدول، رغم أن هذه الدول تمتلك مقومات تقنية وأجهزة حديثة للغاية تمنحها أفضلية ما فى مواجهة الإرهاب، ولكن المشكلة تكمن فى العامل المشترك بين كل العمليات الإرهابية، وهو الغدر والخسة والجبن، ولأن الإرهاب جبان وخسيس يعتمد دائما أسلوب المفاجأة فى هجماته دون مراعاة للأمر الإلهى بحرمة إراقة الدماء”.

ناصر فاروق حارس مرمى غزل المحلة وبترول أسيوط السابق، رفض بشدة إسالة أى دماء مصرية دون جريمة تستدعى ذلك، واصفًا ما حدث بأنه غياب تام للوعى الإنساني، واثقا من قدرة المجتمع المصرى عامة والقبطى بشكل خاص على تقبل نتائج الحرب، التى أعلنتها مصر على الإرهاب، ويرى أنه من المستحيل وضع حواجز نفسية بين الأقباط والمسلمين فى مصر مهما فعل الإرهاب، كما أكد فاروق على قوة انتماء الأقباط إلى الوطن المصرى الموحد، وأن هذه الجرائم لن تؤثر على انتمائهم إلى الوطن، الذى تربوا فيه وأسهم فى تكوين شخصيتهم قائلا «مصر فى قلب كل مصرى، ولن يخاف أحد أو يتردد بسبب هذه الأفعال، ومستعدون دائما لبذل الدماء والغالى من أجل الذود عن مصر”.

أما جون جميل مهاجم نادى النصر وصاحب السجدة الشهيرة، التى شغلت الإعلام الرياضى، فيما مضى، يعتبر أن الأمر ليس مجرد حرب على الإرهاب، بل يرى أن مصر فى مواجهة تحد صعب وهو الخروج بسلام من المرحلة الحرجة، التى يمر بها المجتمع المصرى اقتصاديا واجتماعيا أيضًا، ويرى أيضا أن الجهل والعشوائية، هما السبب الرئيسى فى سيطرة الإرهاب على بعض الشباب المصرى وإقناعهم بهلاك إخوة لهم من بنى وطنهم، ويؤكد جون على دعمه لما جاء ببيان الرئيس عبد الفتاح السيسى من إجراءات استثنائية للتخلص من بقايا الإرهاب ومحاربته للقضاء عليه نهائيا، أما فيما يخص الأثر النفسى السلبى على أقباط مصر فيؤكد جون على أنه يقف عند حد الحزن الشديد، الذى يشعر به كل المصريين، رافضا كل ما يثار حول التشكيك فى انتماء مسيحيى مصر مؤكدا أنه انتماء يشهد التاريخ على مراحل كثيرة من خطوات كفاحه.