رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أقباط المنيا: «هنعيد.. وهنصلى فى كنائسنا»

12-4-2017 | 12:58


المنيا: وفاء عبد الرحيم

 

أكد أساقفة وقساوسة كنائس محافظة المنيا ومسيحييها أن الاحتفالات وصلوات الأعياد مستمرة لأن عيد القيامة هو صلاة ولن تتوقف من أجل الحزن ولن يمنعنا ماحدث من الحوادث الإرهابية الأخيرة من حادث تفجير كنيسة مار جرجس بمدينة طنطا وحادث مرقسية الإسكندرية من الصلاة فى العيد.

من جهته قال الأنبا مكاريوس، أسقف المنيا وأبوقرقاص: ما حدث أصاب الجميع بالصدمة، وتعد الأحداث الأخيرة من أكثر الأحداث دموية للأقباط فى التاريخ الحديث وأشد إيلاما مما حدث فى ١٤ أغسطس، باعتبار أن ما حدث فيه طال الكنائس والممتلكات فقط، كما أن الأقباط لم يتوقفوا عن تقديم دمائهم طوال السنوات الماضية، ولكن العدد هنا أكبر مما حدث فى كنيسة القديسين وماسبيرو والبطرسية، كما أن أحد الاعتداءات الأخيرة استهدف أكبر شخصية قبطية، قداسة البابا تواضروس الثانى، الذى كان الإرهابيون يعلمون توقيت تواجده داخل الكنيسة.

وأكمل بقوله: هنا يجب تقديم التحية لضباط الشرطة أعضاء قوة التأمين، الذين كانوا أول من استشهدوا فى حادث الكنيسة المرقسية، وجميع مشاعر الأقباط تتجه الآن نحو الشهداء والمصابين متمنين لهم الشفاء، ومع فخرنا بهم كشهداء، واعتبارنا أن الإصابات هى علامة مجد وفخر، إلا أننا لا نتجاهل البعد البشرى من جهة الألم والفراق والصدمة والغضب فالأقباط يدفعون الثمن مرتين مرة لأنهم أقباط والمرة الأخرى لأنهم وطنيون.

وعن ردود الأفعال التى خرجت بعد الحادث الأخير، قال: إن ما حدث صدمة أصابت الجميع مسلمين ومسيحيين فأعداد الشهداء تتزايد وعدد المصابين الفعلى مزعج، والأخبار المتواترة عن وجود عبوات ناسفة فى أكثر من مكان تعيد إلى الذهن أحداث ١٤ من أغسطس حيث تم تدمير الكثير من الكنائس والمتاجر والمنازل، قد تألم الناس كثيرا، كما تألموا كذلك بنفس القدر بسبب استشهاد عدد من رجال الأمن بالإسكندرية نتيجة التفجير الانتحارى أمام الكنيسة المرقسية، وهكذا يدفع الجميع ثمن تماسك هذا الوطن واستقراره، ولا بد من التأكيد أن الحوادث الإرهابية تزيد من تمسكنا بوطننا، وفى الوقت ذاته تؤكد أننا بحاجة إلى التمسك أكثر به والالتفاف حول بعضنا البعض مسلمين ومسيحيين.

وعن الاحتفالات بالأعياد قال الأنبا مكاريوس: الصلوات ستقام كالعادة، ولكن الذى سيتغير فقط مظاهر الاحتفالية ليتناسب الوضع مع ما تمر به البلاد، ولقد تسلمنا من الله مبدأ ( فرحًا مع الفارحين وبكاءً مع الباكين).

وحول حديث البعض باحتمال اتجاه الأقباط للهجرة خارج مصر، قال: الخبرة تؤكد لنا رغبة بعض الأقباط فى الهجرة لأسباب علمية أو خاصة تقل جدا عقب مثل هذه الحوادث، وأنهم يكونون أكثر ألما وهم بالخارج تجاه ما تعانيه البلاد أحيانا متمنين لو كانوا متواجدين مع إخوانهم داخل الوطن يشاركونهم عمليا، وما حدث يزيد من صلواتنا لأجل الذين يقتلون ويصابون، يزيد تمسكنا بالوطن وتلاحمنا مع إخواننا المسلمين وأجهزة الدولة.

فى ذات السياق قال الأنبا أغابيوس، أسقف مطرانيه دير مواس: «إحنا ملناش وطن تانى، وهذا هو وطننا وهنعيش فيه وهنموت فيه، كما أننا لا نشجع الناس للهجرة لأن الذين هاجروا أصبحوا عالة على أشخاص آخرين فى أرض أخرى، ونحن نقول الدم لما بينزل على الأرض بيطلع مسيحيين جدد وإيمان مسيحى قوى بمصر، ومهما أتعمل فينا مش هنعرف غير مصر والذين يقومون بالحوادث الإرهابية من فئة الشياطين، ونصلى لربنا أن يحفظنا من الشياطين اللى عايشين فى وسطنا.

الأنبا أغابيوس، أنهى حديثه بقوله: احتفالنا بالعيد لن يتوقف، ونشكر الله على ما حدث لأن كل شيء بإرادة والأعياد دى باسم الله وليست باسم الإنسان، وهى عبارة عن معاملات مع الله ولا تقف الاحتفالات عند الأحزان لأن «ربنا عايز الناس دى عنده ونحن لدينا معتقد كمسيحيين الجسد فى التراب والروح لا تموت ترفع عند صاحبها ولابد أن يكون الناس لديهم إيمان لأن هذه إرادة الله»

الأمر ذاته اتفق معه القمص داود ناشد وكيل مطرانيه سمالوط، حيث قال: سنستمر فى الصلاة والذهاب للكنائس لأن الذى يقام فى الكنائس هذه الأيام صلوات تتشح فيها الكنائس بالسواد أى تكون الستائر سوداء وتوضع إشارات سوداء على الأعمدة فى إطار أسبوع الألم الذى بدأ من يوم السبت وسيستمر أسبوع كتذكار لآلام السيد المسيح وصلبه لأن فى المعتقد المسيحى الصلب كان من أجل خطايا الناس وأن هذا الصلب يذكر الإنسان بالخطيئة التى صنعها وسبب للمسيح هذه الآلام.

وأضاف: ستقام الصلاة فى كل الكنائس، وما للرب لا يمنعه عمل إرهابي، وأريد أن أشير هنا إلى دور رئيس الجمهورية، عبدالفتاح السيسى، وعمله على رفعة مصر ومكانتها، إلا أن أعداءنا يحاربون خطوات التقدم، ويحاولون وقف مسيرة تقدم مصر.

 

فى ذات السياق، قال د. إيهاب رمزي، أستاذ القانون، البرلمانى السابق: ما حدث من أعمال وحوادث إرهابية مرتبط بأعياد الأقباط، وليس كما يقول البعض مرتبطا بزيارة الرئيس لأمريكا، لأن هدفهم إخافة وترويع الأقباط وقتل فرحتهم بالعيد و»إن شاء الله هنعيد ولو تحت وابل من النيران».

«رمزى» أضاف قائلا: أقباط مصر ليسوا جبناء ولا يهزهم إرهاب، بل بالعكس هم شهداء الوطن، والأقباط يقدمون منهم شهداء الوطن فى كل يوم، ولا يمكن أن يزعزع هذا الأمر انتماءهم لوطنهم أو يزعزع ثقتهم فى أنفسهم أو ثقتهم فى رئيسهم، فإن هذا العمل هو عمل إرهابى من أجل ترويع الأقباط وإخافتهم وزعزعة الثقة بين الأقباط والدولة، وكذلك إرسال رسالة للأقباط بأن الذين وقفتم بجانبهم فى الثورة ووقفتم خلفهم لن يستطيعوا تأمينكم، ومحاولة أيضا لإرسال رسالة أخرى للأقباط بأن الوضع السابق كان أفضل مما عليه الآن، لكن أقباط مصر على دراية وعلم كاف بأهداف هؤلاء الإرهابيين، وعلى علم بأن مرتكبيها عناصر إرهابية وليسوا من الشعب المسلم الآمن الذى يعيش معنا ووسطنا، فهم عناصر استهدفت الوطن قبل استهداف الأقباط، كما أننا نعلم جيدا أننا ندفع ثمن الحرب ضد الإرهاب وأن الثمن غال وأن جميع الشعب المصرى يدفع الثمن وأننا شركاء فى الحرب ضد الإرهاب.

«رمزى» أنهى حديثه بقوله: الأقباط لا يمكن أن يفكروا يوما ما فى ترك الوطن أو الهجرة تحت أى ظرف، كما أننى شخصيا بمقدورى الهجرة ولدى ما يكفينى، ومنذ عدة أشهر تعرض منزلى ومكتبى لمحاولة تفجير بقنبلة وجدت تحت منزلى، وأخرى تحت مكتبى وتم إبطال مفعولهما ورغم ذلك لم أفكر فى الهجرة، وأتمنى الشهادة.

أما د. مينا ثابت، منسق مجلس الأراخنة والحكماء، عضو المبادرة الأممية للأديان المتحدة من أجل العدل والسلام، فقد أكد تكرار الحوادث الإرهابية يؤثر بالسلب على ثقة المصريين عموما فى الحالة الأمنية ومستقبل البلاد، والأقباط على وجه الخصوص بسبب تكرار العمليات التى تستهدف كنائسهم مع عدم علاج المشكلة الإرهابية، وهذا يجعل المصريين يفقدون الثقة فى مقدرة الدولة المصرية على تغيير الواقع المؤسف الذى نعيشه.

«د.مينا» اختلف مع الآراء السابقة حول هجرة الأقباط، حيث قال: كنت شاهد عيان على حالات كثيرة لمصريين «مسيحيين ومسلمين»، هاجروا خارج مصر، وهناك من يعد أوراق هجرته، لأن الحوادث الإرهابية تعد سببا قويا لهجرة القادرين وأصحاب الكفاءات من المصريين إلى الخارج.

وأضاف: أطالب الحكومة وكافة أجهزة الدولة بحل مشكلة التطرف من جذورها، بداية من التعليم الذى يغفل الحقبة القبطية العظيمة فى تاريخ مصر ويحارب ذكر دور الأقباط فى نهضة مصر، ثم عالجوا بذور التطرف التى يلقيها بعض المتمسحين زورا فى الإسلام من على المنابر وفى القرى والنجوع، ولهذا أطالب بإنشاء دوائر مدنية متخصصة فى قضايا الإرهاب والتمييز الدينى جنبا إلى جنب.