أكد المهندس عاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة أن مشكلة العشوائيات ليست مشكلة عمرانية، وإنما هي مشكلة اجتماعية واقتصادية يظهر وجهها القبيح في العمران، مشيرا إلى أنه مع نهاية العام الجاري سيتم القضاء على الأماكن ذات الخطورة القصوى، وذلك حيث تم الانتهاء من تطوير 220 ألف وحدة سكنية جديدة في أماكن الخطورة الداهمة. 

جاء ذلك خلال حفل افتتاح مشروع روضة السيدة "تل العقارب سابقا"، اليوم الأحد، وذلك تحت شعار (مشروع جدعان السيدة) بحضور وزير الإسكان والدكتورة غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي وخالد عبد العال محافظ القاهرة وعدد من الفنانين والرياضين، حيث تم إعادة تسكين أهالي المنطقة في وحدات سكنية كاملة التجهيزات.

وقال الجزار "إن منطقة السيدة زينب لها طابع تاريخي، لذا كان لابد من مراعاة أن يتناسب المشروع مع هذا الطابع، فضلا عن تناسبه مع الطابع العمراني الذي تنتهجه الدولة".

ومن جهتها، أعربت وزيرة التضامن عن إعجابها الشديد باختيار الطراز المعماري لروضة السيدة، حيث يجمع بين التراث العربي والإسلامي والمصري.

وقالت "إنه تم تسليم وحدات سكنية بالمشروع إلى 18 ألف أسرة، وهو مجهود كبير، لافتة إلى أن كل أسرة بها من 4 إلى 5 أفراد يحتاجون أوراق ثبوتية، وأن ثمة مشكلات عديدة واجهت المشروع لعدم اكتمال الأوراق أو النزاع على الوحدات السكنية، وأيضا مواجهة علاقات اجتماعية متشابكة ومتعددة".. وثمنت جهود محافظ القاهرة في التعامل المشروع.

وأضافت "أن الارتقاء لا يكون فقط في الحجر لكن أيضا في البشر، مؤكدة أن المطلوب من الناس الحفاظ على المكان، وفي المقابل للدولة دور في أن تحديد المستحق لبطاقات التموين ومعاش تكافل وكرامة، ومن يعاني من الأمراض للتأكد من وجود تأمين صحي له".

وأوضحت والى أن الإيجار المدفوع في روضة السيدة هو نصف الإيجار في العشوائيات؛ حيث وصل الإيجار في المناطق العشوائية لنحو 1000 جنيه، بينما في روضة السيدة 300 جنيه.. منوهة بأن المنظور الذي تم على أساسه تنفيذ المشروع هو منظور حقوقي؛ من منطلق أن المواطنين قاطني العشوائيات لهم حقوق ومتطلبات وعليهم أيضا واجبات.

وتابعت "أن المنظور الحقوقي يوازن بين الحق والواجب؛ حق المواطنين في أن يعيشوا في مكان نظيف وواجبهم ألا يرموا مخلفات، وحق المواطن أن يمارس أولاده للرياضة في مكان آمن، وليس من حق أحد أن يشوه المباني للحفاظ على النسق المعماري للمكان كما هو والعمل على توعية الناس بالفرق بين الملكية العامة والخاصة".

وأشادت بدور مؤسسة (اسمعونا) في المشروع؛ في إطار الارتقاء بالبشر عن طريق الفن وممارسة الرياضة واكتشاف المواهب، مبينة أن الحفاظ على المكان يتطلب تعريف المرأة بحقوقها واكتشاف المواهب وتنظيم الأسرة، فضلا عن محور التشغيل والانتظام في الذهاب إلى المدارس والالتزام بالتطعيمات حتى يصبح المكان نموذج تنموي يطبق في مناطق مطورة كالأسمرات.

وبدوره، قال محافظ القاهرة "إنه تم الانتهاء من إزالة 26 منطقة عشوائية غير آمنة وتسكين أكثر من 18 ألف أسرة، مؤكدًا حرص المحافظة على تنفيذ توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتوفير (حياة كريمة) للمواطنين من خلال توفير مسكن مناسب في مشروعات بها خدمات متكاملة تعليمية وصحية ورياضية وثقافية".

وأضاف "أن المحافظة بها 109 مناطق عشوائية، منها 60 منطقة خطورة أولى و49 منطقة غير مخططة، مشيرا إلى أن مشروع (روضة السيدة) يضم 816 وحدة سكنية و350 محلًا تجاريًا بتكلفة بلغت 330 مليون جنيه، كما تم إعادة تسكين أهالي المنطقة في وحدات سكنية كاملة الفرش والتجهيز من الأجهزة الكهربائية بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني".

وأشاد بدور وزارة التضامن في تقديم الرعاية للأهالي بالمشروعات الجديدة من إدارة وفرش الحضانات، وتقديم القروض الميسرة، والاهتمام بالأسر الأولى بالرعاية، وتقديم برامج التوعية المستمرة للأسرة على غرار ما تم تنفيذه بمنطقة (الأسمرات) ومشروع (المحروسة 1 و2)، وأهالينا (1) من أجل تحقيق التنمية الاجتماعية لقاطني تلك المناطق والاندماج في مجتمع حضاري.

وهنأ وزير الإسكان ومحافظ القاهرة، الدكتورة غادة والي لاختيارها لمنصب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة ومدير مقر المنظمة في فيينا.

وتم خلال الحفل، عرض فيلم تسجيلي عن منطقة "روضة السيدة" وعن سعادة سكان المنطقة بالتغيير الذي تم بها، بالإضافة إلى التعرف على احتياجاتهم خلال الفترة المقبلة.. وفي الختام، تم توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة التضامن ومؤسسة (اسمعونا) المسند إليها تنفيذ المشروع.

جدير بالذكر أن المشروع يتم تنفيذه من خلال مكون تأهيل اجتماعي وتعديل للسلوك عن طريق تكوين مجموعات وروابط من الشباب بالمنطقة وتأهيلهم وتدريبهم على مجموعة من المهارات الحياتية وتعديل السلوك، مثل نبذ العنف وتقبل الآخر وتأهيل المقبلين على الزواج، بالإضافة إلى رفع وعي سيدات حي "روضة السيدة" من خلال إكسابهم العديد من المهارات الاجتماعية وتعديل السلوك والتعامل مع القضايا المختلفة.

كما يعمل المشروع أيضاً من خلال مكون ثقافي وتعليمي، حيث يتم تنفيذ مجموعة من البرامج الفنية المتنوعة، منها مسرح وسينما.. وتتضمن رسائل المشروع الاستفادة من خبرات واعظي وواعظات الأزهر لنشر القيم وتنفيذ برنامج لمحو الأمية.