رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


إرهابى باليومية

12-4-2017 | 13:33


بقلم –  مجدى سبلة

 لم نعد نصدق أن الإرهابيين الذين يذهبون للانضمام إلى الجماعات الظلامية فى سيناء بمصر أو ليبيا أو إلى سوريا أو العراق أو إلى أى حضانة من حضاناتهم يذهبون بوازع عقائدى أو دينى، وبات باليقين أنهم يروحون ويغدون على طريقة أنفار اليومية حيث يقوم سماسرة  ووكلاء  بتجنيد الشباب إلى التنظيمات والخلايا الإرهابية  بأسلوب يختلف تماما عما كان يتم فى فترة السبعينيات والثمانينيات والتسعينات من القرن الماضى.  كانت عملية تجنيد وغسل مخ الشباب التى كانت تتم من قبل  هذه التنظيمات الإرهابية كانت تتم فى الزوايا والمساجد الصغيرة بالقرى والمناطق العشوائية والشعبية، وكان هذا أسهل فى المتابعة والملاحقة للأجهزة الأمنية وقتها، فكانت تنتظر حتى تجتمع جميع أفراد الخلية بالزاوية أو المسجد أو حلقة الدرس كما كان يطلق عليها ويتم القبض على الجميع.

 

 أما الآن فعملية المتابعة والرصد أصبحت شاقة وصعبة نظرا للأشكال والأساليب الجديدة التى أصبحت الجماعات الإرهابية تتبعها فى تجنيد الشباب مقابل١٠ آلاف دولار للشاب مقابل الذهاب إلى أنصار بيت المقدس أو داعش فى سوريا والعراق أو ليبيا.

وحسبما علمت  من مصادر خاصة أن لغة التجنيد بالأموال أصبحت  أقوى من التجنيد باعتناق الأفكار.

 للأسف الدولة مازالت ترى أن التعامل مع عناصر الجماعات الإرهابية يقتصر على المتابعة والمراقبة ما لم يتورطوا فى أى أعمال عدائية أو تخريبية وأن يتركوا فى وظيفتهم بلا مساس.  وعلمت أن  أحد الأجهزة الأمنية رغبتها عكس ذلك تماما، فهى ترغب فى إقصاء كل عناصر الجماعات الإرهابية من ممارسة العمل العام حتى لا تسمح لهم مواقعهم الوظيفية فى تجنيد عناصر جديدة خاصة من فئة الشباب.

فنجد الآن التجنيد يتم عن طريق المعلم وأستاذ الجامعة والطبيب والإعلامى والشيخ، وفى الجوامع والجامعات والمدارس والشارع والأسواق وداخل وسائل الإعلام نفسها، وعن طريق الإنترنت.

وأصبحت هناك  أكثر من طريقة للتجنيد، لكن أكثر الطرق شيوعا هى التجنيد عن بعد لفرد واحد غالبا من الشباب من خلال مواقع التواصل الاجتماعى عن بعد وإقناعهم بتنفيذ عمليات إرهابية بشكل منفرد، وهو الأسلوب المتبع  هنا فى مصر دون السفر والالتحاق بقيادة التنظيم فى الخارج فى سوريا والعراق وليبيا.

وتدور حوارات يومية بين السمسار والفريسة  والبطل هو المال وليست  الأفكار وهناك من يتكلمون فى المايك من على الجهة الأخرى ويجادلون الشباب ويقنعونهم بأفكارهم وميولهم، وهناك ما يسمى بالتجنيد المباشر ويتم عن طريق التواصل مع الشباب وجها لوجه .

وهناك نوع آخر يسمى التجنيد بالتبعية ويستهدفون منه العمال الذين يقعون فى المناطق التى تقع تحت سيطرة التنظيم فى شركة أو مصنع أو بعض مكاتب التسفير لإلحاق العمالة  للخارج.

التجنيد ليس مقصورا على الشباب الصغير أو المراهق فقط، وإنما هذه الفئة تحديدا هى الأكثر قدرة على حمل السلاح والتدريب الشاق وتنفيذ العمليات، لكن هناك أيضا تجنيدا لمن هم أكبر سنا حيث يوجد لكل فئة عمرية دور تقوم به، ولهذا فإن هناك دوائر للتجنيد والتعبئة والتثقيف مهمتها الموكولة إليها هى جذب الشباب للتنظيم عبر آليات عديدة أهمها إنشاء شبكات واسعة على الإنترنت ويتم ذلك باستخدام خطاب دينى مختلف عن الخطاب الرسمى الذى تقدمه الدولة عبر الأزهر والأوقاف.  ويكون خطابهم الذى تقدمه الجماعات الإسلامية  يهدف إلى العمليات التخريبية وهدم المؤسسات.

علمت كذلك أن راتبا شهريا يذهب إلى عائلة الشاب الذى يذهب إلى هذه الجماعات ويذهب إليهم بطريقة سرية لايعلمها أحد.

محافظة الشرقية تأتى فى المرتبة الأولى فى عدد الشباب الذين سافروا للانضمام لهذه الجماعات تأتى بعدها محافظة بنى سويف  ومن بعدها المنيا ومحافظة شمال سيناء  لعوامل الفقر وعوامل التربة الخصبة للسلفيين المتشددين فى هذه المحافظات، ولذلك التفاوض على الأجرة والمرتب يقفز إلى البند الأول فى التفاوض لسفر هؤلاء الشباب لشباب لا تقل أعمارهم عن ١٨ سنة ولا تزيد عن ٢٥ سنة.

التفاوض الثانى مع هذه الفئات من الشباب يأتى حول فكرة الزواج من فتيات جميلات إما من نفس البلد أو من أى قطر آخر و يتم جلبهم بنفس الوسائل .

هذا ما كان يجرى فى أحد معسكرات التدريب والتفاوض لهؤلاء الشباب فى شمال سيناء أو بعض مراكز التدريب فى صحراء تركيا.

الغريب أن طرق الإرهابى باليومية أو الأجرة فى مصر تختلف عن بلدان أخرى مثل تونس الذى يحتل شبابها الرقم الأكبر فى الانضمام إلى داعش رغم معدلات تعليمهم المرتفعة. 

وإذا كانت الظاهرة لم تستفحل فى مصر لكنها قابلة للزيادة خاصة بين طلاب جامعة الأزهر حسبما علمت، فالأمر يستلزم أن ينتبه المجتمع المدنى لرصد هذه الظواهر حتى لا نجد أنفسنا أمام رقم كبير فى سنوات قليلة قادمة وتصبح مصر دولة مصدرة لهذه النوعية من إرهابيى اليومية فى ظل أوضاع اقتصادية صعبة يعرفها الجميع.

منذ عام سافر طالب أو أكثر من كلية شريعة دمنهور أحد فروع جامعة الأزهر وقبلها سافر طلاب من نفس فرع الجامعة فى بنى سويف ..فإلى متى ننتظر؟