تشهد مدينة شرم الشيخ في الفترة من الثاني وحتى الرابع من ديسمبر المقبل انطلاق فعاليات "المؤتمر الاقتصادي فى قارة إفريقيا " في نسخته الرابعة عشر، والذي ينظمه كل من بنك التنمية الإفريقي بالتعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة والوحدة الاقتصادية المخصصة لقارة إفريقيا بالأمم المتحدة، وذلك تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية. 

وذكر البيان الصادر من المنظمات الثلاث حول المؤتمر أن اختيار مصر كدولة مضيفة لهذا الحدث الاقتصادي العالمي يأتي بعد أن استطاعت أن تقدم نموذجاً إفريقيا ناجحا وقويا على تحدي وتجاوز كافة الصعوبات في سبيل تحقيق نجاحات متتالية في برنامجها الاقتصادي بشهادة صندوق النقد الدولي، وإحرازها تقدما ملحوظا في ترتيبها الائتماني بين دول العالم، فضلا عن رئاستها للاتحاد الأفريقي في دورته الحالية التي قاربت على الانتهاء بنجاح. 

وأشار البيان إلى أن المؤتمر سيعقد هذا العام تحت عنوان "فرص العمل.. ريادة الأعمال وكفاءات ومهارات الشباب الإفريقي"، والذي يعد ذو أهمية ملحة؛ حيث أن توفير فُرَص العمل وتعزيز كفاءات ومهارات الشباب الإفريقي هما بمثابة أكبر تحديين تواجههما القارة التي يمثل فيها الشباب أكثر من 60% من تعداد سكانها، والمتوقع بلوغ تعداده أكثر من 830 مليون نسمة بحلول 2050، كما يتوافق الموضوع مع أجندة الاتحاد الإفريقي للتنمية المستدامة 2063، التي تسعى مصر منذ توليها رئاسة الاتحاد في دورته الحالية إلى تنفيذها بالتعاون مع جميع المؤسسات ودول العالم بشكل متكامل ومتساو بين دول القارة.

ويهدف المؤتمر إلى مناقشة وتبادل الآراء والخبرات والتجارب الناجحة بين دول القارة حول ريادة الأعمال وتوفير فرص العمل ومشاركة الشباب والمرأة في إنجاز ونجاح المشروعات التنموية، بالإضافة إلى عرض فرص الاستثمار وكيفية الدفع بالاقتصادات الإفريقية من خلال الاستعانة بالشباب المتعلم وصاحب المهارات العالية والتي تتطلبها أسواق العمل .

كما يعد "المؤتمر الاقتصادي في إفريقيا" واحدا من أضخم وأهم المنصات العالمية التي تولي لها المؤسسات المالية والاقتصادية الدولية اهتماما واسعا، حيث يأتي بنك التنمية الإفريقي على رأس قائمة المؤسسات التي أطلقت "استراتيجية فرص العمل والشباب الإفريقي" منذ عام 2016، والتي سيستمر تنفيذ برامجها حتى عام 2025، وتعمل هذه البرامج على زيادة فرص العمل والتي من المتوقع أن تزيد عن 25 مليون فرصة عمل بنهاية 2025، بالإضافة إلى تشجيع وتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، مع زيادة وتنمية المهارات اللازمة لسوق العمل لدى الشباب، ذلك في عدة مجالات من بينها الزراعة والصناعة والاتصالات والخدمات الرقمية. 

كذلك أطلق بنك التنمية الإفريقي مبادرة "تمكين المرأة ماليا"، من أجل تمويل مشروعاتها على مستوى القارة السمراء بما يزيد عن 3 مليارات دولار.

وتستقبل أروقة "المؤتمر الاقتصادي في إفريقيا " ما يزيد عن 350 مدعوا، يأتي على رأسهم رؤساء وممثلو الدول الإفريقية، والمؤسسات المالية والاستثمارية العالمية، والبنوك، والغرف التجارية، وصغار المستثمرين ورواد الأعمال. 

ويشترك في إلقاء الكلمات الرسمية أكثر من 26 متحدثا وباحثا، ويمثل الشباب تحت سن 35 سنة أكثر من نصفهم، وتأتي الكلمات والمناقشات على شكل جلسات وحلقات نقاشية وورش عمل وغيرها من الاجتماعات الجانبية.

ويبدأ المؤتمر بإلقاء تشارلز لوفومبا نائب رئيس وفد بنك التنمية الإفريقي ورئيس الوحدة الاقتصادية كلمته، والذي أكد في تصريحات سابقة أن المؤتمر يعد منبرا ومنصة هامة لتوصيل أصوات الشباب والمبدعين إلى صانعي القرار وأصحاب الشركات العالمية من القطاع الخاص؛ ومن بينهم: مايكروسوفت، ماستر كارد، مؤسسة بيل وميلندا جيتس، اليونسكو وغيرهم. 

كما يقوم كل من أكيم ستاينر مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والسيدة فيرا سونجوي السكرتير التنفيذي للوحدة الاقتصادية في إفريقيا بالأمم المتحدة بإلقاء كلمة.