نشاط السيسي في أسبوع.. افتتح مؤتمر الاستثمار في أفريقيا.. وافتتاح مشروعات قومية ببورسعيد.. وإطلاق منظومة التأمين الصحي الشامل بأنحاء الجمهورية
تعدد نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي، حيث افتتح مؤتمر الاستثمار في أفريقيا، وقام بزيارة لمحافظة بورسعيد حيث افتتح عددا من المشروعات التنموية وأطلق منظومة التأمين الصحي الشامل، واستقبل وزير الخارجية المغربي، ورئيس بنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، ورئيس شركة سيمنز الألمانية، ورئيس شركة "إيني" الإيطالية للبترول، وعقد اجتماعا لاستعراض الموقف التنفيذي لمشروعات تنمية محافظة شمال سيناء، واجتماعا مع المحافظين الجدد ونوابهم، واستقبل بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، والرئيس المجري.
واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بافتتاح مؤتمر "الاستثمار في أفريقيا 2019"، وألقى كلمة أكد فيها أن التنمية في إفريقيا، ليست مسئولية الحكومات وحدها ولكنها تتطلب مشاركة القطاع الخاص، مشيرا إلى أننا نعمل على زياة معدل التجارة البينية وتفعيل منطقة التجارة الحرة.
ودعا الرئيس السيسي لإيجاد حلول تبني على التكامل الإقليمي لتحويل أفريقيا إلى مركز تصنيع عالمي، وأكد أن اتفاقية التجارة الحرة ستسهم فى تحقيق نمو أعلى ودخل أكبر للمواطن الأفريقي، كما دعا إلى إيجاد حلول تبني على التكامل الإقليمي لتحويل أفريقيا الى مركز تصنيع عالمي.
وفضلا عن ذلك دعا الرئيس السيسي المؤسسات الأقليمية والدولية وبنوك الاستثمار وشركاء أفريقيا في التنمية، للمشاركة في تمويل مشروعات التنمية والاحتياجات الضرورية للبنية التحتية في القارة.
وأشار الرئيس إلى أن الإصلاحات الاقتصادية في مصر تتزامن مع تبني العديد من الدول الأفريقية الشقيقة لبرامج إصلاحية تتشابه في هدفها لتحقيق التنمية الشاملة ورخاء الشعوب، وهو ما يدعونا إلى المزيد من التنسيق والتعاون كى تؤتي هذه الإصلاحات ثمارها لكل مواطني القارة الأفريقية.
وفي إطار مشاركته في مؤتمر الاستثمار في أفريقيا تفقد الرئيس السيسى معرض صندوق "تحيا مصر"، ومعرض ريادة الأعمال ومعرض الفصول التعليمية، حيث ناقش الرئيس شباب العارضين حول مشروعاتهم وأهميتها في إطار ريادة الاعمال كركيزة للتنمية، وأثنى على المعروضات ومنتجات الشباب وأفكارهم المواكبة لمتطلبات السوق، وحرص الرئيس على الاستماع لاقتراحات الشباب لدعم أعمالهم من قبل الدولة وتذليل اَي معوقات قد تواجههم.
واستقبل الرئيس السيسي ، ناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي، على هامش مؤتمر أفريقيا للاستثمار، الذي سلم الرئيس رسالة خطية من الملك محمد السادس، تضمنت اعتزاز المغرب بما يربطها بمصر من علاقات وثيقة ومتميزة على المستويين الرسمي والشعبي، والتأكيد علي اهتمامه بتعزيز مجالات التعاون الثنائي مع مصر وأهمية تكثيف العمل نحو استطلاع آفاق جديدة للتعاون المشترك في شتي المجالات.
كما استقبل الرئيس السيسي على هامش المؤتمر جو كايزر، رئيس مجلس إدار شركة "سيمنز" الألمانية، حيث أشار إلى تطلع مصر لاستمرار وتطوير الشراكة القائمة مع "سيمنز"، في العديد من المجالات التي تتعلق بخبرة ونشاط الشركة مثل النقل السريع وتطوير السكك الحديدية، والطاقة الجديدة والمتجددة، فضلا عن الاستفادة من قدرات وإمكانات الشركة في مجال التدريب الفني، أخذا في الاعتبار ما تمثله شركة "سيمنز" من خبرة ألمانية عريقة ومتخصصة وتجربتها الناجحة في العمل بالسوق المصري علي مدار أكثر من قرن. واستقبل الرئيس السيسي أيضا سوما تشاكرابارتي، رئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، حيث أكد الرئيس تقدير مصر للتعاون المشترك القائم مع البنك الأوروبي، من خلال مساهمته في تمويل العديد من المشروعات التنموية.
وأعرب عن تطلع مصر لاستكشاف مزيد من مجالات التعاون مع البنك، وذلك في ضوء عملية التنمية الشاملة والمستدامة الجارى تنفيذها في مصر على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، خاصةً في مجالات تمويل مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومشروعات معالجة وتحلية المياه، مثمناً ثقة البنك الأوروبي في تمويل برامج ومشروعات تدعم هذا الاتجاه في مصر وتعمل على تعظيم دور القطاعين العام والخاص في هذا الإطار.
وعقد الرئيس السيسي اجتماعا حضره الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، ومساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية، ووزير الموارد المائية والري، ووزير الزراعة واستصلاح الأراضي، ومحافظ شمال سيناء، ومستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمراني، ومدير جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة، ورئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، ورئيس جهاز تنمية شبه جزيرة سيناء، ومدير المركز الوطني للتخطيط واستخدامات أراضي الدولة، ورئيس المكتب الاستشاري لشركة دار الهندسة.
وتناول الاجتماع استعراض الموقف التنفيذي لمشروعات تنمية محافظة شمال سيناء، والنظر في المقترحات المطروحة في هذا الصدد، خاصةً فيما يتعلق بمشروع استصلاح واستزراع 400 ألف فدان شرق قناة السويس، وكذلك نتائج الدراسات التي تمت للاستفادة من مياه مصرف بحر البقر.
ووجه الرئيس بمواصلة جهود التنمية الشاملة في شبه جزيرة سيناء، لا سيما من خلال المشروعات الزراعية واستصلاح الأراضي، والتي من شأنها زيادة الرقعة العمرانية والمجتمعية في سيناء، وكذلك توفير فرص العمل للشباب ورفع نصيب سيناء من الدخل القومي.
كما وجه الرئيس باستمرار مهام التخطيط والتنسيق والمتابعة من قبل أجهزة الدولة المعنية في هذا الخصوص، للعمل على الارتقاء بأوضاع أهالي شبه جزيرة سيناء، مؤكدا أن الأمن والاستقرار يعد عاملا محوريا للنجاح استراتيجية تنمية سيناء.
وتم خلال الاجتماع عرض جهود جهات الدولة المختلفة لتهيئة مناخ التنمية في شمال سيناء، بالتركيز على محورين رئيسيين هما توفير الموارد المائية والبنية الأساسية، مع اتخاذ كافة الإجراءات لضمان الحفاظ على هذه البنية بعد تنفيذها.
واستقبل الرئيس السيسي كلاوديو ديسكالزي الرئيس التنفيذي لشركة "إيني" الإيطالية للبترول، حيث أشاد الرئيس بالشراكة المثمرة القائمة مع شركة "إيني" الإيطالية، وما تنفذه الشركة من أنشطة في مصر بأسلوب مهني ومعايير عالمية، معربا عن التطلع لمواصلة الشركة عملها من أجل التوصل إلى اكتشافات جديدة، أخذا في الاعتبار الفرص الواعدة التي يتمتع بها قطاع الطاقة في مصر، بما في ذلك الطاقة الجديدة والمتجددة، وموجها في هذا الإطار وزارة البترول والجهات التابعة لها بمواصلة التعاون المكثف مع الشركة، وتذليل أية عقبات قد تواجه أعمالها، مع الالتزام بالجداول الزمنية المحددة لمعدلات تنمية الحقول التي تعمل بها الشركة، خاصةً حقل "ظهر".
وقام الرئيس السيسي بزيارة محافظة بورسعيد حيث افتتح عددا من المشروعات التنموية بنطاق المحافظة وبشمال سيناء، شملت أنفاق جنوب بورسعيد أسفل قناة السويس، وافتتاح المجمعات الصناعية الصغيرة والمتوسطة جنوب الرسوة، وعدد من الأرصفة لميناء بورسعيد، والصالة المغطاة بالعريش، ومحور 30 يونيو.
وقال الرئيس إن الهدف من إنشاء شبكة الطرق الجديدة الواصلة بين شرق وغرب قناة السويس هو تهيئة النجاح للمنطقة الاقتصادية شرق بورسعيد، مشيرا إلى أنه تم إنفاق أموال ضخمة لتهيئة سبل النجاح لتلك المنطقة والمناطق الاقتصادية الجديدة الأخرى، مشددا على أنه لا يوجد قطاع للتنمية في مصر مطلوب العمل فيه إلا اقتحمناه، مضيفا إنه تم إنفاق نحو أربعة تريليونات جنيه على المشروعات التنموية في مصر خلال السنوات الخمس الماضية.
وأطلق الرئيس السيسي منظومة التأمين الصحي الشامل في مصر، وأكد أن هذه المنظومة تأتي إيمانا بحق كل مواطن في الرعاية الصحية المتكاملة، ووفقا لأعلى معايير الجودة تحقيقا لحلم طال انتظاره، كما أكد أن نجاح المنظومة يستلزم قيام المواطنين بدورهم مع الدولة لإنجاحها.
وعقد الرئيس السيسي اجتماعا مع المحافظين ونواب المحافظين الجدد بعد أدائهم اليمين الدستورية، حيث أكد أن مصر تنتظر الكثير من التفاني والعمل الجماعي لمواصلة التنمية والبناء، وهو الأمر الذي يتطلب التحلي بالطاقة الإيجابية والمثابرة والقدرة على تحقيق الإنجازات لصالح المواطنين.
وكلف الرئيس المحافظين ونوابهم ببذل أقصى الجهد لخدمة المواطنين وتلبية احتياجاتهم كل في محافظته، واستغلال الميزات النسبية في كل محافظة وتعظيم مواردها الذاتية، فضلا عن المتابعة الميدانية للأوضاع في المحافظات، والتواصل والتفاعل المستمر مع المواطنين للتعرف عن قرب على التحديات التي تواجههم.
واستقبل الرئيس السيسي البطريرك إبراهيم إسحاق سدراك، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في مصر، والوفد المرافق له، حيث أكد الرئيس حرص الدولة على التنسيق مع جميع المؤسسات الدينية العريقة لرفع الوعي العام بالتحديات التي تواجهها دول المنطقة والتي تهدد أمنها واستقرارها، مؤكدا أهمية الدور الذي تقوم به القيادات الدينية في توعية المواطنين، خاصةً من الشباب، في الحفاظ على الهويــة الوطنيــة وترسيخ مبدأ المواطنة بدون أي تمييز من أي نوع، ونبذ الأفكار الهدامة التي تدعو إلى تقويض الدولة الوطنية، ومشيرا في هذا الصدد إلى أهمية التواصل والتنسيق بين جميع المؤسسات الدينية المصرية وقياداتها في هذا الشأن.
كما أكد الرئيس تقدير الدولة للعلاقات الطيبة مع جميع القيادات الدينية المصرية والدولية باختلاف أطيافها، لا سيما في ظل النهج الحالي للدولة في إرساء قيم التعايش وحرية العبادة، مشيرا إلى أن تلك الثقافة بدأت بالفعل في مصر وستنتشر في المنطقة بطبيعة الحال مع مرور الوقت، ومنوها في المقابل إلى ضرورة تفهم خصوصية ثقافة المنطقة بما تضمه من معايير ومبادئ، وهو الأمر الذي يتطلب التفاعل مع تلك الثقافة في إطار من القبول والاحترام.
واختتم الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي باستقبال نظيره المجري يانوش أدير، حيث عقد معه جلسة مباحثات ثنائية أعقبتها جلسة موسعة ضمت وفدي البلدين، تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية، خاصةً الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، فضلا عن التعاون في مجال تطوير قطاع السكك الحديدية، والذي يعد من ضمن الأولويات الهامة التي تعول عليها الدولة المصرية في إحداث نقلة نوعية في عملية التنمية الجارية حاليا بخطوات متسارعة.
كما تباحث الرئيسان حول آفاق تعظيم التعاون بين البلدين في مجال تكنولوجيا تحلية المياه وتعظيم الاستفادة من مواردها، وكذلك التعاون في مجال الزراعة والري، بالإضافة إلى التعاون في مجال الطاقة بمختلف أنواعها، وذلك في ضوء حرص البلدين على تنويع وتأمين مصادرهما من الطاقة.
وتم أيضا خلال المباحثات استعراض عدد من الملفات الإقليمية، حيث أكد الرئيسان أهمية تضافر الجهود للتوصل إلى حلول سلمية لمختلف الأزمات بالمنطقة بما يحفظ كيان الدولة الوطنية بالمقام الأول.
واستعرض الرئيس السيسي كذلك الجهود المصرية في مجال مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أهمية قيام المجتمع الدولي بالتعامل مع جذور آفة الإرهاب من خلال مقاربة شاملة تتضمن كافة الأبعاد والأسباب، كما تم تبادل وجهات النظر بشأن ظاهرة الهجرة غير الشرعية، حيث أكد الرئيس حرص مصر على مكافحة تلك الظاهرة، مشيرا إلى الجهود المصرية للتصدي بنجاح لانتقال المهاجرين غير الشرعيين عبر المتوسط، بما يسهم في الحفاظ على أمن واستقرار أوروبا، ومؤكدا أهمية التعامل مع ملف الهجرة في إطار من المسئولية المشتركة وتحمل الأعباء، وعدم التركيز على الحلول الأمنية فقط دون معالجة جذور المشكلة في دول المصدر.