في اليوم العالمي.. أجهزة الدولة تشن حربا لمواجهة الفساد.. وخبراء: أزمة تهدد العالم.. ومصر تواجهه بجدية وخطت خطوات مهمة في مكافحته.. والتحول الرقمي أحد السبل
يحيي العالم اليوم الإثنين، اليوم الدولي
لمكافحة الفساد 2019، وهو الحدث الذي يذكر العالم بأهمية مكافحة هذه الظاهرة التي
تهدد كافة أنحاء العالم، حيث أكد خبراء أن مصر تواجه الفساد بجدية، وخطت خطوات
مهمة في مكافحته عبر كافة الأجهزة وخاصة هيئة الرقابة الإدارية والأكاديمية
الوطنية لمكافحة الفساد.
واتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة
التاسع من ديسمبر من كل عام للاحتفال باليوم العالمى لمكافحة الفساد من أجل رفع الوعي
بمخاطر الفساد والتعريف بدور اتفاقية الأمم المتحدة فى مكافحته والتي دخلت حيز التنفيذ
في ديسمبر عام2005.
مواجهة جدية من الدولة
عاصم عبد المعطي، مدير المركز المصري
للشفافية ومكافحة الفساد، قال إن اليوم العالمي لمكافحة الفساد الذي يوافق 9 ديسمبر
من كل عام حددته منظمة الشفافية الدولية، وبعده تصدر المنظمة التقرير السنوي الخاص
بالشفافية الدولية في ما يتعلق بدول العالم حول ملف مكافحة الفساد والترتيب العالمي
في هذا الشأن، مضيفا إنه في الشهر المقبل سيخرج هذا التقرير وسيحدد موقع مصر في مكافحة
الفساد خلال العام الماضي.
وأوضح عبد المعطي، في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أن هناك نوعا من الجدية في مكافحة الفساد في مصر، فهناك بعض التقدم في
الأساليب المتبعة من قبل الحكومة لمكافحة الفساد، مضيفا إن اتجاه مصر للتحول الرقمي
وعدم اختلاط متلقي الخدمة مع مقدمها هو خطوة من شأنها مكافحة الفساد في هذه الخدمات
كالمرورعلى سبيل المثال.
وأضاف إن مصر خلال العام الحالي نظمت
مؤتمر أفريقيا لمكافحة الفساد وهو أمر جيد للاستفادة من التجارب الأفريقية المماثلة
في هذا الملف، موضحا أنه تم سن بعض القوانين التي من شأنها مواجهة الفساد وكذلك تنفيذ
المرحلة الثانية من الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، حيث انتهت المرحلة الأولى
في 9 ديسمبر 2018، وبدأ العام الحالي المرحلة الثانية والتي ستنتهي في 2022.
وأشار إلى أن هيئة الرقابة الإدارية
لها دور مهم في نشر وقائع الفساد للحد منها وهو دور إيجابي، فضلا عن دور الأكاديمية
الوطنية التي أنشأتها الهيئة لتدريب بعض الكوادر المصرية والأفريقية في هذا الشأن هو
أمر إيجابي، مضيفا إن الدستور المصري 2014 نص على إصدار بعض القوانين والتشريعات للقضاء
على الفساد.
وأكد أهمية العدالة الناجزة لاستكمال
جهود الدولة في مواجهة الفساد وكذلك سن بعض القوانين كالخاصة بهيئات الرقابة في مصر
وحماية الشهود والمبلغين، لكي يستطيع المواطن الإبلاغ عن قضايا الفساد وحماية هذا الشاهد،
مع وضع عقوبات رادعة للمتقدمين ببلاغات كيدية، فضلا عن قانون حرية تداول المعلومات
لكي تصل المعلومة للمواطن بشكل مناسب.
ولفت إلى أهمية وضع فواصل بين السلطات
الثلاث في مصر التشريعية والتنفيذية والقضائية، لتفعيل آليات المراقبة، مشيرا إلى أن
الرئيس عبد الفتاح السيسي لديه قدرة فائقة على الإنجاز ويعمل بجدية لتحقيق التقدم في
مصر في كافة الملفات، وعلى باقي السلطات العمل بنفس الجدية.
أزمة
تهدد العالم
ومن جانبه، قال الدكتور مجدي عبد الفتاح،
الخبير الاقتصادي، إن اليوم العالمي لمكافحة الفساد هو احتفال سنوي يذكر العالم كله
بأهمية القضاء على الفساد، لأنه أزمة تهدد العالم أجمع ليس له علاقة بالشرق الأوسط
فقط، لكنه موجود في كل مؤسسات العالم، ويتسبب في أزمات اقتصادية وتعطيل مسارات التنمية
في كل الدول.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"،
أن مصر منذ فترة تعمل على ملف مكافحة الفساد بشكل جيد في ظل حاجتها للقضاء عليه بكل
الطرق الممكنة، مؤكدا أن المشوار لا يزال طويلا لكن هناك حقيقة قائمة وهي أن الدولة
وأجهزتها لن تقبل الفساد.
وأكد أننا في حاجة إلى إلقاء نظرة على
القوانين ونضيف أدوات جديدة تساهم في خفض الفساد، لأن التركيبة الإدارية لمصر صعبة
وبها بيروقراطية، مضيفا إننا نحتاج نظرة مرة أخرى للقوانين والشكل الإداري والتدابير
التي يمكن اتخاذها لتخفيض الفساد، والبدء على مراحل ومراقبة حجم الإنجاز.
وأشار إلى أن هيئة الرقابة الإدارية
والأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد عملت على مكافحة الفساد واستقبلت وفودا من كافة
أنحاء العالم ووفرت فرص تدريبية للإداريين المصريين والأفارقة، مضيفا إن الرقابة الإدارية
أنجزت خطوات جيدة في هذا الملف، ويجب من كل أجهزة الدولة والمؤسسات مساعداتها في هذا
الشأن عبر تدابير جديدة وخطوات تساهم بشكل أكبر.
جهود
أجهزة الدولة المصرية
ومن
جانبه، قال الدكتور عبد الرحمن عليان، الخبير الاقتصادي، إن الدولة المصرية تعمل على
مكافحة الفساد وبدأت في مواجهته باتخاذ مجموعة من الخطوات والإجراءات للمعالجة والتعامل
مع هذه الأزمة، مضيفا إن الفساد يتسبب في إهدار موارد وثروات الدول كما أنه يضيع الفرص
على الأشخاص ذوي الكفاءة والخبرة.
وأوضح
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن اليوم العالمي لمكافحة الفساد حددته الأمم
المتحدة حيث أن هناك اتفاقية أممية في هذا الشأن، مضيفا مصر بدأت في تحجيم الفساد وما
زال أمامنا خطوات في هذا الملف، لأن الفساد لا يعني السرقة والرشوة فقط، إنما له أنماط
كثيرة منها عدم الالتزام في العمل وفي الشارع.
وأشار
إلى أن الفساد كل سلوك غير سوي لا يلتزم مع القيم الاجتماعية والدينية، مضيفا إن هيئة
الرقابة الإدارية والأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد جميعها أجهزة مهمة وتقوم بدورها
لمكافحة الفساد وتحارب الواسطة وكافة أشكال الفساد، كما أنها تعمل على تدريب الكوادر
والأنشطة التدريبية سواء للمصريين أو للدول الأفريقية.