السيسي ورئيس جنوب أفريقيا يتفقان على الارتقاء بالعلاقات للمستوى الاستراتيجي.. دبلوماسيون: المباحثات أكدت الحرص على تطوير تعاون البلدين اللذين ينسقان لخدمة قضايا القارة
أكد
دبلوماسيون وخبراء بالشأن الأفريقي أن زيارة رئيس جنوب أفريقيا مصر تحمل أهمية على
مستوى العلاقات الثنائية، حيث أكدت مباحثاته مع الرئيس عبد الفتاح السيسي الحرص
على تطوير أوجه التعاون في المستقبل، موضحين أن هذه المباحثات تعزز العلاقات
الثنائية وتدفعها للمستوى الإستراتيجي.
من
جانبه، أكد الرئيس السيسي، عقب مباحثاته مع نظيره الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا، ضرورة تعزيز التشاور السياسي بين مصر وجنوب أفريقيا
في مختلف قضايا السلم والأمن والتنمية الاقتصادية في القارة الأفريقية، وذلك إيماناً
بالدور الهام الذي تقوم به الدولتان في ضوء الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي
التي تعقبها رئاسة جنوب أفريقيا للاتحاد العام القادم 2020.
وشهد اللقاء
مناقشة آفاق تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، حيث تم التوافق حول أهمية انعقاد الدورة
التاسعة للجنة المشتركة بين البلدين في مطلع العام القادم وذلك لبحث مجالات التعاون
ذات الاهتمام المشترك، لا سيما الاقتصاد والتجارة وتبادل الاستثمار فضلاً عن التعاون
في مجال مشروعات تنمية البنية التحتية في القارة الأفريقية، خاصةً مشروع ممر القاهرة
- كيب تاون، لما لهذه المشروعات من تأثير إيجابي في ترسيخ مسيرة التنمية في القارة.
كما شهد اللقاء
تبادل الرؤى بين الرئيسين بشأن تطورات عدد من القضايا الإقليمية والملفات المتعلقة
بالاتحاد الأفريقي، حيث أشاد الرئيسان بالتنسيق المستمر بين مصر وجنوب أفريقيا في الملفات
ذات الصلة بالاتحاد على مدار السنوات الماضية مع الإعراب عن التطلع لاستمرار التنسيق
في هذا الصدد.
وأشاد رئيس
جنوب أفريقيا بالقيادة المصرية الحكيمة والفاعلة لدفع العمل الأفريقي المشترك، لا سيما
فيما يتعلق بدفع أجندة تحقيق التكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي للقارة من خلال
التركيز على تنفيذ مشروعات البنية التحتية وكذا إطلاق اتفاقية التجارة الحرة القارية
تحت الرئاسة المصرية للاتحاد والتي من شأنها أن تؤدي إلى مضاعفة التجارة البينية بين
الدول الأفريقية.
تعزيز
العلاقات الثنائية للمستوى الإستراتيجي
السفير جمال
بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال إن زيارة رئيس جنوب أفريقيا مصر ومباحثاته
مع الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم جاءت في إطار العلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين،
مضيفا إن مصر أكبر دولة في شمال القارة وجنوب أفريقيا الأكبر في الجنوب ويعتبران أكبر
اقتصادين في القارة.
وأوضح بيومي،
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الدولتين بينهما تاريخ طويل منذ عهد الرئيس
الراحل جمال عبد الناصر والكفاح ضد الاستعمار واستقبال القاهرة نيلسون مانديلا في ستينيات
القرن الماضي، مشيرا إلى أن جنوب أفريقيا ستتسلم رئاسة الاتحاد الأفريقي بعد انتهاء
فترة رئاسة مصر.
وأكد أهمية
التشاور والتعاون بين البلدين لضمان استمرار كل المبادرات التي بدأتها مصر مع تسليمها
الرئاسة لجنوب أفريقيا، مشيرا إلى أن مصر وجنوب أفريقيا هما أكثر دولتين مؤهلتين لإدارة
وقيادة مشروعات التنمية في أفريقيا، إلى جانب العلاقات الثنائية وأوجه التعاون بين
البلدين.
وأشار إلى
أن العلاقات الثنائية بين البلدين جيدة وقد اتفق الرئيسان على تعزيزها والارتقاء بها
لمستوى التعاون الإستراتيجي، مضيفا إن هناك تطلعا لأن تدفع هذه الزيارة وغيرها العلاقات
الثنائية، من أجل صالح البلدين ولخدمة القضايا القارة وخاصة في ملف الاستثمارات وزيادة
تمويل الأنشطة التنموية في القارة عبر شركائها في التنمية من القوى الكبرى.
وأضاف إن القارة
الأفريقية تتميز بوجود تنسيق سياسي واقتصادي بين دولها خلال الفترة الحالية وتسير وفقا
لأجندة محددة وهي رؤية أفريقيا 2063، مؤكدا أن مصر وجنوب أفريقيا بينهما أوجه عديدة
للتعاون والمشروعات المشتركة وخاصة طريق القاهرة كيب تاون، وهو مشروع بمثابة حلم قديم.
ولفت إلى أن
هذا الطريق يحتاج إلى تمويل ويمكن للقطاع الخاص تنفيذه والمشاركة فيه بشكل كبير.
خدمة
قضايا القارة
ومن
جانبه، قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة رئيس جنوب أفريقيا
مصر تحمل بعدين الأول على المستوى الثنائي وتعميق العلاقات بين البلدين وهذا تأكد خلال
مباحثاته اليوم مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، مضيفا إن البعد الثاني هو المشاركة في
منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة المرتقب غدا.
وأوضح هريدي،
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، جنوب أفريقيا هي نائب رئيس الاتحاد الأفريقي
حاليا وستكون رئيس الاتحاد العام المقبل، ومشاركة رئيسها في هذا المنتدى تضفي بعدا
قويا عليه ورسالة بأن مصر وجنوب أفريقيا تعملان بالتنسيق والتشاور من أجل خدمة قضايا
القارة.
وأكد أن مباحثات
السيسي ونظيره الجنوب أفريقي تناولت قضايا التعاون الثنائي وكل ما يتعلق بالشأن الأفريقي
واستمرار الدولتين التنسيق في ما بينهما مع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وكافة
المنظمات الدولية لخدمة قضايا القارة ، موضحا أن المباحثات تطرقت أيضا للمشروعات المشتركة
ومن بينها طريق القاهرة كيب تاون.
وأشار إلى
أن هذا المشروع طموح وسيخدم ليس فقط مصر وجنوب أفريقيا وإنما كل الدول التي سيمر بها
وسيربط الشمال بالجنوب وسيكون من أهم مشروعات البنية التحتية في القرن الحادي والعشرين،
وهو يعود لأكثر من نصف قرن، مضيفا إن الجميع يأمل أن يتم الانتهاء من هذا المشروع الاستراتيجي
الهام.
وأضاف إن هذا
الطريق سيساهم في تعزيز التكامل الإقليمي وزيادة التبادل التجاري وتفعيل اتفاقية إنشاء
منطقة التجارة الحرة الأفريقية التي دخلت حيز التنفيذ هذا العام.
الحرص على
تطوير تعاون البلدين
وفي هذا
السياق، قال الدكتور باسم رزق، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن زيارة رئيس
جنوب أفريقيا مصر ومباحثاته اليوم مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، تأتي في إطار العلاقات
بين الدولتين، حيث تشكل العلاقات بين مصر وجنوب أفريقيا واحدة من دوائر العلاقات التي
تجمع القوى الإقليمية بعضها ببعض.
وأوضح رزق،
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الدولتين تستهدفان البحث عن أنسب سبل التقارب
في المجالات السياسية والاقتصادية والشعبية، خاصة بعد ما شاب العلاقات بين الدولتين
خلال السنوات السابقة، مضيفا إن هذه الزيارة سبقها عقد مباحثات لرجال الأعمال المصريين
مع نظرائهم في جنوب أفريقيا في بداية الشهر الجاري.
وأضاف إن الرئيس
السيسي أكد اتفاق الطرفين على الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى المستوى الاستراتيجي
ودفع أطر التعاون بمختلف المجالات في سبيل العمل على تحقيق التنمية الشاملة بينهما،
مشيرا إلى أن نتائج المباحثات تؤكد المجالات المتنوعة التي يمكن أن تشهد تطورا في المستقبل.