الرئيس يشهد إطلاق منتدى السلام والتنمية المستدامة بأسوان.. سياسيون: المنتدى بداية لمرحلة جديدة من العمل الأفريقي لمواجهة التحديات.. وكلمة السيسي حددت 5 أزمات تهدد السلم الأفريقي
انطلقت في
مدينة أسوان صباح اليوم فعاليات منتدى السلام والتنمية المستدامة الأول، والذي
يمثل بداية لمرحلة جديدة من العمل الأفريقي لمواجهة التحديات، حسبما أكد خبراء
سياسيون، موضحين أن كلمة الرئيس اليوم تناولت عددا من المحاور أبرزها تحديد 5
أزمات تهدد السلم الأفريقي والتأكيد على مبدأ الحلول الأفريقية – الأفريقية للأزمات
القارية.
وخلال
فعاليات المنتدى، قال السيسي إن مصر كانت نموذجا مصغرا لما يحدث في إفريقيا ، فقد تحركنا
لتطوير وتأهيل البنية الأساسية في مصر بشكل ضخم مما أدى إلي خلق فرص عمل كبيرة لمواطنينا
وتكثيف الجهود حتى تصبح الدول المصرية قادرة على الاستفادة الكاملة وتحقيق من مواردها
وإمكانياتها قيمة مضافة في مختلف المجالات ونسعى إلى تحقيقه في الدول الإفريقية.
وأضاف الرئيس
السيسي إن الإرهاب سواء في مصر أو دول الساحل والصحراء أو أية منطقة أخرى في القارة
أو خارجها تتطلب منا العمل الجماعي، مؤكدا استعداد مصر للعمل مع الأشقاء والتعاون ما
أمكن بالقدرات الاقتصادية المتاحة لدينا لنقدم من التدريب ونقل الخبرات وبعض المعدات
والذخائر والأسلحة المتاحة لأشقائنا في دول الساحل والصحراء لمساعدتهم.
وشهد الرئيس السيسي التوقيع على اتفاقية استضافة
مصر لمقر مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات،
حيث قام بالتوقيع على الاتفاقية وزير الخارجية سامح شكري، وموسى فقيه محمد رئيس مفوضية
الاتحاد الأفريقي، وذلك خلال فعاليات الجلسة الأولى من منتدى أسوان للسلام والتنمية
المستدامة.
5 أزمات
تهدد السلم الأفريقي
قال الدكتور رمضان
قرني، الخبير بالشئون الأفريقية، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم أمام
منتدى أسوان طرحت العديد من القضايا غاية في الأهمية، مضيفا إن الكلمة تناولت 3
نقاط أساسية الأولى هي التأكيد على الرؤية والمنهج الأفريقي للأزمات الأفريقية من
خلال تفعيل مبدأ الحلول الداخلية .
وأوضح
قرني، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، هذا هو المنهج المصري في إدارة
الاتحاد الأفريقي خلال هذا العام، مضيفا إن الرئيس أشار إلى أسوان باعتبارها الجسر
الجنوبي إلى قارة أفريقيا في لفتة مهمة باعتبار أن هذا تأكيد بكون المحافظة جسرا
ثقافيا وحضاريا مع أفريقيا ،حيث أصبحت تستضيف فعاليات دائما.
وأكد أن
أهم القرارات التي صدرت اليوم هو إعلان أن منتدى أسوان للتنمية سيكون منصة قارية
سنوية لبحث السلام والتنمية وبالتالي يضاف إلى أسوان عاصمة الشباب الأفريقي وملتقى
الشباب العربي الأفريقي السنوي في مدينة أسوان، مشيرا إلى أن الرئيس حدد خمس
مشكلات رئيسية تهدد السلم والأمن في القارة الأفريقية.
وأشار إلى
أن هذه المشكلات هي الإرهاب وتأثيرها على التنمية، وتهريب الأسلحة، والجريمة
المنظمة في القارة، والهجرة غير الشرعية، والتغيرات المناخية، مؤكدا أن هذا بمثابة
كشف حساب واضح للتهديدات الحقيقية للسلم والأمن في القارة الأفريقية، ومصر لن
تكتفي بذلك بل سيرعى الرئيس الحلول والأزمات من خلال تفعيل مبادرة إسكات البنادق
التي سيتم تفعيلها 2020، وأجندة التنمية الأفريقية 2063، والحديث عن تمكين الشباب
والمرأة باعتبارهما أحد أدوات التنمية الحقيقية في القارة.
وأضاف إن
المنتدى يطرح نقطتين في غاية الأهمية، الأولى الإيمان المصري بالربط بين قضايا
السلام والتنمية في القارة وعملية التنمية المستدامة، مشيرا إلى أن الرؤية المصرية
تقوم على أهمية المقاربة الشاملة لظاهرة الإرهاب في قارة أفريقيا وأن التنمية
الحقيقية في القارة هي المواجه الأكبر لهذه الظاهرة الخطيرة.
ولفت إلى أن النقطة الثانية تتعلق
بالنظرة المصرية لعملية التنمية والسلام في القارة انطلاقا من الحلول الأفريقية/
الأفريقية للأزمات وهي نقطة كانت بارزة في خطاب تنصيب الرئيس السيسي رئيسا للاتحاد
الأفريقي.
بداية لمرحلة جديدة من العمل الأفريقي
فيما قال محمود
أبو الخير، وكيل لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب، إن منتدى أسوان يكلل جهود الرئيس
عبد الفتاح السيسي في الفترات السابقة، لبدء مرحلة جديدة من العمل في الفترة المقبلة،
موضحا أن المنتدى ضخم ويجمع الكثير من زعماء وقادة دول القارة ويرصد تحدياتها لوضع
أطر للعمل على مواجهتها وحل هذه المشكلات.
وأكد أبو الخير،
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس في خطابه اليوم كشف العديد من التحديات
والأزمات التي تواجه القارة من بينها الإرهاب والجماعات المسلحة، مضيفا إن الرئيس أكد
أهمية التكاتف بين كل قوى القارة، خاصة وأن مصر لها دور ريادي في مكافحة الإرهاب ولديها
تجربة فعالة في هذا الشأن وحققت العديد من النتائج الإيجابية.
وأوضح أن هذه
الخبرة في ملف مكافحة الإرهاب يمكن نقلها للدول الأفريقية عبر المؤسسات المصرية مثل
أكاديمية الشرطة والمؤسسة العسكرية سواء عبر الكليات العسكرية أو جهات التصنيع الحربي
لمد الدول الأفريقية بالمعدات اللازمة، مضيفا إن قاعدة محمد نجيب جمعت العديد من الدول
الأفريقية في فترات سابقة للتدريب واكتساب الخبرات.
وأضاف إن هناك
العديد من المشروعات التكاملية لدى الاتحاد الأفريقي لتحقيق التنمية في القارة كأحد
السبل الفعالة للاستقرار والسلام، مضيفا إن الخبرات المصرية في مجالات التنمية والبنية
التحتية يمكن نقلها لدول القارة لدعم خطة الاتحاد الأفريقي للتنمية 2063 لتحقيق نتائج
أفضل على المستوى التنموي وإنجاز المشروعات.
وأشار أبو
الخير إلى أن أبرز هذه المشروعات طريق القاهرة –كيب تاون، وربط البحر المتوسط ببحيرة
فيكتوريا ومشروعات الربط والنقل الكهربائي والطاقة، مؤكدا أن مصر تتحول إلى بوابة للاستثمار
في القارة في ظل إرادة القيادة السياسية المصرية في مخاطبة دول العالم باسم القارة
ورصد المشكلات وطرح سبل حلها.
ولفت النائب
البرلماني إلى الرئيس السيسي دائما ما يخاطب العالم كله ومؤسساته الممولة بشأن الفرص
المتاحة في القارة وأنها تحتاج لتمويل أكثر تيسيرا في الاشتراطات، مشيرا إلى أن الرئيس
صاغ العديد من الرؤى والأطروحات في مخاطبته لقادة دول القارة اليوم في أسوان عاصمة
الشباب والثقافة الأفريقية.
وأكد أن منتدى
أسوان اليوم هو البداية وسيعقد بشكل دائم لتحقيق تقدم أكبر في حل أزمات النزاعات المسلحة
وتقريب وجهات النظر بين دول القارة وتحقيق التكامل.