نص كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي في ختام منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة في إفريقيا
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الخميس، أن منتدى أسوان تناول أبرز القضايا التي تواجه القارة الإفريقية من منظور العلاقة التكاملية بين السلم والأمن من جهة وبين التنمية المستدامة والشاملة من جهة أخرى.
وفيما يلي كلمة الرئيس السيسي ـ خلال الجلسة الختامية لفعاليات "منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة في إفريقيا"، المنعقد بمدينة أسوان عاصمة الشباب الافريقي- "بسم الله الرحمن الرحيم...
السادة أصحاب الفخامة والسعادة... رؤساء الدول والحكومات الإفريقية ...
السيدات والسادة.. رؤساء الوفود.. الحضور الكريم... يسرني أن أشهد معكم اختتام أعمال الدورة الأولى من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة، على مدى اليومين الماضيين تناول المنتدى أبرز القضايا المثارة في قارتنا الإفريقية من منظور العالقة التكاملية بين السلم والأمن من جهة وبين التنمية المستدامة والشاملة من جهة أخرى.
وكما لمستم فقد حرصنا على أن يكون جدول الأعمال معبرا عن التحديات التي تواجهها دول قارتنا وأن تشهد جلساته مناقشات جادة وصريحة سعيا نحو إدراك أعمق لهذه التحديات والجهد المطلوب لإيجاد حلول واقعية لها ومن ثم فإنني أود أن أعرب لكم عن خالص الشكر والتقدير لمشاركتكم وإسهاماتكم الفاعلة خلال جلسات عمل المنتدى.
ولقد مثلت المشاركة رفيعة المستوى للسادة رؤساء الدول والحكومات ووزراء الخارجية وكبار المسؤولين من دول قارتنا ومن مسئولي الشركاء الإقليميين والدوليين و مراكز البحث والفكر الرائدة حول العالم تعبيرا عن أهمية منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة ، كمنصة حوار وساحة لتبادل الآراء والخبرات بين المسئولين المهتمين بقضايا القارة الأفريقية ، كما أن مستوى المشاركة الأفريقية الرفيع والواسع كان دليل على شعور ممثلي قارتنا بالملكية الأفريقية للمنتدى والريادة في عمله وهما المبدءان الأساسيان اللذان حرصنا على تبنيهما منذ البداية .
السادة الحضور
لقد أسهم اختيار عنوان الدورة الأولى من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة، أجندة للسلام والأمن والتنمية المستدامة في أفريقيا .. في تقديم حلول جديدة ورؤى ثاقبة لمشاكل وتحديات قارتنا الأفريقية وذلك وفقا لمبدأ الحلول الأفريقية للمشاكل الإفريقية ، إيمانا بأن مصر بأن دول القارة تمتلك الإرادة السياسية والحكمة التي تمكنها من التغلب على التحديات المختلفة .. وفي خلال يومين من العمل المكثف ناقشت جلسات المنتدى عددا من أهم قضايا السلم والأمن والتنمية المستدامة حيث نجحت في أن تطرح توصيفا وتحليلا دقيقين للتحديات التي تواجه القارة الأفريقية وتعوق عمليات إعادة الإعمار والتنمية وتحقيق السلام .
وقد كان من أبرز الموضوعات التي تم تناولها منع نشوب الصراعات وحفظ السلام وبناء السلام والخروج من دائرة التطرف المؤدي للإرهاب وقضايا المرأة والسلم والأمن، وقضايا النزوح الداخلي ودعم بناء المؤسسات الوطنية، وذلك من خلال منظور متكامل للعلاقة بين السلام والتنمية المستدامة، كما لم يغفل المنتدي تناول سبل تعزيز وترسيخ الملكية الوطنية لأطر ووسائل تصميم السياسات وتنفيذ البرامج ذات الصلة مع إبراز الدور الحيوي والمنطقي الذي يمكن لمؤسسات الإتحاد الإفريقي القيام به في هذا الشأن.
وقد حرص المشاركون في المنتدى على الخروج بتوصيات ومقترحات لخطوات عملية وطموحة تعالج جذور الأزمات التي تعاني منها القارة، ويهمني في هذا الصدد أن أشيد بالحرص الذي أبداه المشاركون على إيلاء أهمية خاصة لموضوع تعزيز دور المرأة الإفريقية في تحقيق السلم والأمن والتنمية فضلا عن تناولهم لقضايا حيوية أخرى مثل دور المؤسسات وشركات القطاع الخاص كقاطرة لتحقيق التنمية .
كما أتاح المنتدى فرصة لمناقشة الإصلاحات الجارية في الأمم المتحدة في مجال حفظ وبناء السلام، ومتابعة وتقيم خطوات تنفيذ تلك الإصلاحات، بالإضافة إلى مناقشة المبادرات الإفريقية ذات الصلة، مثل مبادرة إسكات البنادق بحلول عام 2020 والتي ستكون العنوان الرئيسي للاتحاد الإفريقي للعام القادم وخارطة طريق بنية السلم والأمن الافريقية .
إن مناقشة كل هذه الموضوعات بروح من الجدية والصراحة إنما يبرهن على أهمية التوصيات التي خلص إليها المنتدى والتي تبلورت في إعلان أسوان للسلام والتنمية المستدامة، وهو الإعلان الذي سيمثل خارطة طريق لنا خلال العام القادم، وأساسا لبدء الحوار للمتابعة وتقييم التوصيات الصادرة عن المنتدى وتنفيذها عمليا.
السادة الحضور في ختام أعمال المنتدى، أعبر لكم مجددا عن خالص التقدير والاحترام لما أبديتموه من حرص على المشاركة، وعلى ما بذلتموه من جهود في إثراء المناقشات خلال جلسات الحوار، وإنني لعلى ثقة من أن قارتنا الإفريقية الغالية قادرة على معالجة ما يواجهها من تحديات وصولا لتحقيق هدف الاستقرار والسلام لشعوبنا وتثبيت دعائم التنمية المستدامة.
وفي هذا الإطار، فإننا نتطلع إلى استمرار المشاركة الفاعلة في الدورات القادمة للمنتدى والتوسع في الشراكات الاستراتيجية من قبل شركاء القارة بما يتسق مع مستوى التحديات التي تواجهنا في إفريقيا، ولكي نسارع الخطى على طريق تحقيق التنمية والاندماج الاقتصادي والتكامل القاري الإفريقي.
شكرا لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".