رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


مشاركون بمنتدى الشباب: الأمن الغذائي هو الطريق لتحقيق الاستقرار الدولي

15-12-2019 | 15:51


أكد المشاركون في جلسة الأمن الغذائي في أفريقيا، التي عقدت، ظهر اليوم، ضمن فعاليات منتدى شباب العالم بشرم الشيخ، أن الأمن الغذائي هو الطريق لتحقيق الأمن في العالم، مشددين على أن وجود الغذاء سيحل العديد من المشاكل خصوصا مع استخدام التكنولوجيا الحديثة في الزراعة.

 

شارك في الجلسة شو دونيو المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، الدكتور خالد أبو زيد المدير الإقليمي للموارد المائية بمركز سيداري والمجلس العربي للمياه والخبير الدولي للمياه ، والسيد ديفيد بيزلى، المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للغذاء، وروز ماري وزير الشباب بدولة رواندا.

 

وقد أشاد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بالجهود التي تقوم بها الحكومة المصرية لإقامة مجتمعات جديدة من أجل توفير مستقبل أفضل للشباب، مؤكدا أن الشباب هم القوة الدافعة في الوصول إلى التغيير الذي نريده، لذلك نحتاج إلى دعم جيل الشباب للرد على جميع التحديات خصوصا التي تهدد مستقبل الزراعة والأمن الغذائي.

 

وقال: "إننا نستطيع أن نتعلم من مصر، هذه البلد التي تمتلك 7 آلاف سنة من الحضارة ويجب على المصريين أن يقدروا ذلك حتى تستمر هذه الحضارة للأجيال القادمة من خلال تغيير العقليات، لأنه بدون ذلك لن يستطيع الشباب أن يقود، كما يجب التركيز على المستقبل خصوصا المستقبل الرقمي".

 

كما أكد ضرورة تشجيع المواطنين على العيش في المناطق الريفية بدلا من المناطق الحضارية، حتى لا تزيد مشاكل الأمن الغذائي، كما يجب أن يكون هناك تشارك للمعارف والمعلومات للوصول إلى مزيد من الابتكارات وكل هذا سيكون في أيدي الشباب حتى بعد تحقيق أهداف التنمية المستدامة بعد 2030، وسيكون هناك تركيز على أمور جديدة من أجل تزويد الأجيال القادمة بالأغذية.

 

وأضاف في كلمته، أن تسخير الابتكارات التكنولوجية يمكن أن يجعل الزراعة أكثر كفاءة ويوفر فرصًا وخدمات جديدة لأصحاب المشاريع الشباب، هذه الثورة مستمرة بالفعل في آسيا، وأيضا في أفريقيا، الأفكار الجديدة من الشباب وكذلك من المنظمات والجامعات والشركات في جميع أنحاء العالم تساعد على إطلاق إمكانات قطاعي الأغذية والزراعة، هناك إمكانات هائلة للحد من الفقر، وسد الفجوة، سيخلق الاستثمار والابتكار فرصا لتوظيف الشباب وتمكينهم ومنحهم فرصا متساوية للوصول إلى المعلومات والتكنولوجيا والأسواق.

 

من جهته قال الدكتور خالد أبوزيد المدير الإقليمي للموارد المائية بمركز سيداري والمجلس العربي للمياه والخبير الدولي للمياه إن استخدامات المياه في الزراعة لها علاقة بتحقيق الأمن الغذائي الذي يجب أن يحتل المرتبة الأولى في أولويات متخذي القرار، ما يدعو إلى ضرورة وأهمية النظر إلى تأثير ذلك على الأمن الغذائي في المنطقة إذا ما انتهجت الدول هذه السياسة في ظل شح الموارد المائية المتجددة.

 

وشدد على أنه لا بد من الحصول على المعلومات اللازمة لإدارة المياه بالكفاءة المطلوبة، مشيرا إلى أن الموارد المائية الزرقاء (السطحية والجوفية) المتجددة العذبة الداخلية تقدر بحوالي 91 مليار متر مكعب في العام (م3/عام)، وأن المياه التي تنبع من خارج المنطقة العربية تصل إلى حوالي 163 مليار م3/عام، وأن المياه الخضراء التي ساهمت مباشرة في الزراعات المطرية والغطاء الخضري بلغت 150 مليار م3/عام.

 

وقال الدكتور خالد أبوزيد: إن الهدف الثاني من أهداف التنمية للأمم المتحدة هو القضاء على الجوع، إلا أنه على الرغم من ذلك هناك تزايد في أعداد الذين يعانون من سوء التغذية، حيث بلغ عددهم 780 مليون شخص ثلثهم يعيشون في أفريقيا وجنوب شرق آسيا.

 

وأكد أن ما يهدد الأمن الغذائي في العالم يرجع إلى تدهور التربة والتغيرات المناخية بالإضافة إلى الصراعات المسلحة، مشيرا إلى أن هناك دولا تعتمد على المياه الزرقاء ودول أخرى تعتمد على المياه الخضراء وهناك كميات كبيرة من المياه تضيع في الرعي.

 

وأضاف أن الأمن الغذائي أكثر شمولا من الاكتفاء الذاتي فيجب علينا الآن تحقيق الأمن الغذائي، داعيا إلى الانتقال لاستخدام المياه الخضراء في الزراعة وأن نتشارك في المياه الزرقاء بدلا من الصراع، خصوصا أن المياه الخضراء متوفرة بكثرة في أفريقيا وستساهم بشكل كبير في تحقيق الأمن الغذائي.

 

وأشار إلى أن الأمن المائي مهم جدا للأمن الغذائي فهناك العديد من المصادر يمكن الاعتماد عليها في الزراعة منها الاستخدام الأمثل لمياه الصرف الصحي، حيث يمكن استخدامها في زراعة الحبوب والمحاصيل الأخرى بالإضافة إلى استغلالها لري الأراضي الزراعي الجديدة دون إلحاق الضرر بالأراضي القديمة.

 

وقال خالد أبو زيد: إن مركز سيداري يقوم بإصدار تقارير سنويا لحالة المياه في المنطقة العربي ويتم إرسالها لصانعي القرار للتعرف على المشاكل التي تواجه الأمن الغذائي في المنطقة.

 

فيما تطرق ديفيد بيزلى، المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للغذاء، إلى أضرار الصراعات الإنسانية والتغيرات المناخية والإرهاب على شعوب العالم، مشيرا إلى أنه كل 5 ثوان يموت طفل على هذا الكوكب بسبب الجوع، على الرغم من وجود 361 تريليونا من الثروة الموجودة على الأرض ولكن الناس تموت من الجوع.

 

وأضاف أن 90 مليون شخص لا يستطيعون الحصول على الغذاء، مؤكدًا ارتفاع معدل الجوع حول العالم خلال الـ25 عامًا المنصرمة إلى 77 مليون شخص، فضلًا عن وجود 320 مليون شخص يذهبون إلى الفراش جائعين، مشيرا إلى أن الإنسان له دور كبير فيما يحدث من أزمات غذائية فهو الذي يصنع الصراعات، مثل الصراعات في سوريا واليمن والعراق بالإضافة إلى التغيرات المناخية والأعاصير والعواصف والجفاف والجماعات الإرهابية، كل هذا يؤدي إلى عاصفة كبيرة من الإحباطات.

 

وأكد أن الأمن الغذائي مهم جدا لأنه يلبي احتياجات أكثر من 350 مليون شخص في العالم، مؤكدا أنه أذا لم يكن لدينا أمن غذائي فلن يكون لدينا أمن وإن وجود الغذاء سيحل العديد من المشاكل خصوصا مع استخدام التكنولوجيا الحديثة في الزراعة.

 

وقالت روزماري وزير الشباب في دولة رواندا: إن موضوع نقص في الطعام يشغلنا جميعا، مشيرة إلى أن الطعام من أبرز حقوق الإنسان لذلك يجب أن يكون مصدر اهتمام منا جميعا، وأن نناقشه على مدار الوقت وأن نفكر في التنمية وكيفية الحفاظ على الماء وكيفية استخدامه.

 

واستعرضت ماري رؤية بلادها في هذا المجال حيث أشارت إلى أن رواندا دولة نهضت من 25 عاما وكان نقص الغذاء في ذلك الوقت مشكلة كبيرة، وتم إنشاء برنامج غداء على مستوى قومي إلى أن وصل الأمن الغذائي لــ81% من خلال عدة برامج تحت إشراف القيادة في الدولة.

 

وأضافت أنه تم التركيز على الشعب من خلال عدة برامج كان أهمها برنامج إشراك المواطنين، حيث إن نسبة 81% ليست كافية لتحقيق الأمن الغذائي، فأي شخص جائع في الدولة يتم معرفته من خلال هذا البرنامج ويشارك فيه جميع أفراد المجتمع هو برنامج لدعم المواطنين في حال وجود نقص في الغذاء.

 

ودعت وزيرة الشباب في رواندا إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة في عملية الزراعة مثل استخدام الطائرات بدون طيار، وأيضا إجراء الدراسات الحديثة للتربة لمعرفة أفضل المحاصيل التي يجب زراعتها.