مسئول أممي: العجز عن تشكيل حكومة لبنانية جديدة جاء مخيبا لأمل مجموعة دعم لبنان الدولية
أكد المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش، أن استمرار عجز الطبقة السياسية الحاكمة في لبنان عن تمهيد الطريق لتشكيل حكومة جديدة تتحلى بالمصداقية لإدارة الأزمات الراهنة التي تشهدها البلاد، عزز من خيبة أمل أعضاء "مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان".
جاء ذلك في تصريح للمنسق الأممي، عقب لقاءات متعددة أجراها على مدى اليوم مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ووزير الخارجية جبران باسيل، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، مشيرا إلى أنه أحاطهم بتفاصيل اجتماع "مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان" الذي عقد يوم الأربعاء الماضي في العاصمة الفرنسية باريس، وما انطوى عليه من انتقادات ومواقف قاسية عبر عنها المشاركون في الاجتماع.
وشدد كوبيش على وجوب تخلي السياسيين اللبنانيين عن التصورات المسبقة لديهم في شأن حل الأزمة الراهنة، وأن يستلهموا من المواطنين اللبنانيين الأفكار في سبيل علاج الأزمة.
يشار إلى أن اجتماع مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان الذي عقد في باريس، دعا إلى سرعة تشكيل حكومة جديدة تتمتع بالمصداقية، لتستعيد ثقة اللبنانيين وتلبي تطلعاتهم، وتكون قادرة على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الاقتصادية الواسعة، والنأي بالبلاد عن الأزمات الإقليمية، محذرا من أن لبنان يواجه مشاكل اقتصادية واجتماعية عميقة وضعت البلد في حالة خطر وتفكك اقتصادي.
من ناحية أخرى، تطرق المنسق الخاص للأمم المتحدة يان كوبيش لأحداث العنف والاشتباكات التي شهدتها العاصمة اللبنانية بيروت يومي السبت والأحد الماضيين، مؤكدا أنها تقطع بأن تأجيل الحل السياسي للأزمة الحكومية الراهنة، من شأنه أن يوجد أرضية خصبة للاستفزازات والتلاعب السياسي.
وأشار كوبيش إلى أهمية تحديد هوية المحرضين على ارتكاب تلك الاعتداءات وأعمال العنف بحق المتظاهرين، ووجوب التحقيق في تلك الحوادث وما شهدته من استخدام القوة المفرطة من قبل القوى الأمنية، وذلك لمنع الانزلاق نحو المزيد من المواجهات وأعمال العنف.
وكانت شوارع بيروت قد تحولت على مدى اليومين الماضيين إلى ساحات اشتباك على نطاق واسع بين المتظاهرين والقوى الأمنية، حيث استخدم المتظاهرون الحجارة والعبوات البلاستيكية والمفرقعات النارية في التعدي على قوى الأمن وقوات مكافحة الشغب والتي ردت بإطلاق القنابل المسيلة للدموع بغزارة، ووقعت مطاردات وعمليات كر وفر في شوارع العاصمة بين المتظاهرين والعناصر الأمنية.