«بلومبرج»: 2019 عام مميز لأسواق النفط العالمية وسط غزارة الأحداث ومحدودية التأثير
ذكرت وكالة (بلومبرج) الأمريكية أن عام 2019 يعد عاما مميزا واستثنائيا لأسواق النفط العالمية، فبرغم زخمه بالعديد من الأحداث الكبرى والمتلاحقة، إلا أنها لم تترك في كثير من الأحيان سوى تأثير ضئيل ومحدود على المستثمرين الذين بدوا "غير مكترثين" لهذا الكم من التغيرات المتعاقبة منذ بداية العام حتى الآن.
وأشارت (بلومبرج) - في سياق تقرير بثته على موقعها الإلكتروني اليوم الأحد - إلى تطورات أسواق النفط في عام 2019، التي لم تكن فقط كم كانت كبيرة، لكنها لم تثر رد الفعل المتوقع من قبل المستثمرين، بدءا من حوادث استهداف ناقلات نفط إلى دراما الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مرورا بقرار منظمة "أوبك" تمديد اتفاق خفض الإنتاج إلى طرح أسهم شركة "أرامكو" عملاق النفط السعودي إلى أكبر اكتتاب عام في تاريخ.
وتابعت "بلومبرج"، هذا بالإضافة إلى الثورة التي شهدها الإنتاج الأمريكي من النفط الصخري، والتي أدت إلى تحول كبير في ميزان النفط العالمي غير معهود منذ 10 سنوات، واضعة الولايات المتحدة في صدارة المصدرين العالميين للنفط الخام والمكرر، ومسجلة علامة فارقة أيضا لأسواق المعدن الأسود في 2019 متوقعا أن يستمر صداها لأعوام مقبلة.
ونقلت الوكالة عن إيمي مايرز جاف، كبير محللي شئون النفط لدى مجلس العلاقات الخارجية بنيويورك قولها:" أعتقد أن عام 2019 يمثل سابقة هي الأولى من نوعها، التي تكون فيه ردود أفعال الأسواق على هذا القدر من اللامبالاة ، لتظل الأسعار بمعزل عن المخاطر الجيوسياسية المتلاحقة".
ولفتت الشبكة الأمريكية الإخبارية إلى أن العام 2019 شهد نقطة تحول أخرى تكمن في إعلان "وكالة الطاقة الدولية" للمرة الأولى منذ نشأتها عن توقعاتها بأن الطلب على النفط – الذي كان من المتوقع أن يستمر في النمو إلى ما لا نهاية – سيتوقف خلال نهاية العقد المقبل، مشيرة إلى ما جاء على لسان فايث بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية – مقرها باريس– "رغم هذا الكم الهائل من التوترات الجيوسياسية، إلا أن أسواق النفط ظلت هادئة على نحو يثير الاستغراب".
وعزا بيرول ذلك إلى تلاشي مخاوف المستثمرين حيال ندرة المعروض من الخام، بدعم ارتفاع المخزون الأمريكي وتدفقات نفطية أخرى من دول غير عضوة بمنظمة "أوبك"، مضيفا:" ذلك إلى جانب تقديرات وكالة الطاقة الدولية بشأن توقف الطلب العالمي على الخام خلال نهاية العقد المقبل، بعد أن ظلت طويلا تؤكد على استمرار الطلب العالمي على النفط، معللة ذلك إلى التوجه العالمي المتزايد صوب خفض الانبعاثات السامة من أجل الحد من التغيرات المناخية الكارثية الناتجة وبالتالي التحول تدريجيا إلى استخدام السيارات الكهربائية".
وبحسب توقعات وكالة الطاقة الدولية، سينكمش الطلب العالمي على المعدن النفيس من مليون برميل يوميا إلى 100 ألف برميل يوميا خلال 2030، كما من المتوقع أن تتراجع مبيعات السيارات العاملة بالوقود مقابل ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية.
وأشارت وكالة (بلومبرج) إلى أن ذلك التغيير قد يقود المستثمرين إلى التحول بحقائبهم الاستثمارية إلى مصادر الطاقة المستدامة بدلا من الوقود.