رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«تحرش المدارس».. جريمة في حرم التعليم

13-4-2017 | 12:41


تفشت ظاهرة التحرش بشكل واسع خلال الفترة الأخير، وهو ما ظهر جليًا في تغطية وسائل الإعلام لبعض الأحداث الأخيرة، والتي انتشرت بشكل ملحوظ بين طلاب المدارس.

الغريب في الأمر أنه لم يقتصر على طلاب المرحلة الثانوية، بل امتد لتلاميذ المرحلة الابتدائية، مما يعتبر مؤشرًا خطيرًا بين الأروقة التعليمية وانهيار للقيم المجتمعية.

وكانت من أكثر القصص التى عرضتها وسائل الإعلام، منع أولياء الأمور أبنائهم من التوجه إلى مدرستهم بحي الدقي، بعد تعرض تلميذات للتحرش، من على يد التلاميذ الذكور، سواء ببيوت الراحة، أو في الطرقات، فضلا عن انتشار الأفلام الإباحية على هواتف الطلاب.

كما تلقى فرع المجلس القومي للمرأة ببنى سويف، شكاوى غير مسبوق عن انتشار التحرش بالمدارس المختلفة بالمحافظة، وغيرها من الأحداث المتعاقبة التي تدق ناقوس الخطر، مما يتطلب جراجة عاجلة وحلول جذرية للأزمة.

في حديثها لـ"الهلال اليوم"، نفت الدكتورة جيهان أبو زيد، رئيس مؤسسة "سالمة لتنمية النساء"، تحمل المواقع الإباحية مسئولية انتشار ظاهرة التحرش، مؤكدة أن السبب الحقيقي يمكن في أغفال تنفيذ القانون وتطبيق الحزم من رجال الأمن في التعامل مع المتحرشين.

واعتبرت الدكتورة "جيهان"، وقائع التحرش جريمة يعاقب عليها القانون مثل الشرقة، وأن تطبيق القانون هو الرادع الرئيس فمن أمن العقاب أساء الأدب، لافتًا إلى أن ما يحدث هو سرقة لأجساد الفتيات، وإيذائهن، وفي حال محاولة الفتاة اللجوء إلى الأمن، نجد الكثيرين يصمتون عن قول الحق، فضلا عن أن الشرطة تتغافل الضحية، وتنحاز للجاني.

وأضافت، أن التحرش أصبح أسلوب حياة، الإعلام يترك الأسباب الحقيقة، ويبحث عن ملابس الفتاة مبرر لتبرأة الجاني، ولم تبحث عن سبل تطبيق القانون، مؤكدة وجود تهميش كبير لحقوق النساء، ففي أوربا من الصعب وقوع حوادث مصر.

وعن انتشار ظاهرة التحرش بين الأطفال، قالت رئيس مؤسسة "سالمة لتنمية النساء"، إن الظاهرة باتت لا تعرف سن محدد، فأخشى على نفسي من السير في الشارع، وأنا امرأة في الخمسين من عمري.

وحول دور التربية الأسرية والثقافية، أكدت "أبو زيد"، أن المتحرشين تربوا على أن العنف والاعتداء على النساء ضمن مفاهيم الرجولة، لأن المجتمع يرفع شعار" عشان تكون راجل لازم تكون عنيف، وفتوى، وتشرب سجاير، وتتحرش".

وأشارت إلى أن هؤلاء الأطفال مفتقدين لإبسط قواعد التنشئة، والتعرض لمواقف ومشاهد مخالفة للتربية والعقيدة المجتمعية والدينية، ولكنها ليست السبب الحقيقي، لأنها منتشرة في كل دول العالم، ورغم ذلك لا توجد وقائع تحرش واعتداء على المرأة.

وقالت إن مؤسسات التعليم والمساجد والكنائس دورها التربية، باعتبارهم مؤسسات تنشئة اجتماعية، ولكن المؤسسات لا تجيد التطوير ومواكبة التطوير ولكنها تتحدث عن الماضي فقط.

وطالبت بتجديد الخطاب الديني، الذي يناسب العقلية الحديثة، بالنسبة للرجل والمرأة، فضلا عن ضرورة تدريس مادة للتربية الأسرية، فلم نسمع مرة عن كيفية يربية الأبناء.