رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


بالصور.. القصة الكاملة لحادث وفاة الرئيس العراقي عبدالسلام عارف

13-4-2017 | 15:20


 

كتب ـ أحمد الرشيدي


13 أبريل 1966.. يوم مهم فى تاريخ العراق حيث توفى عبد السلام محمد عارف الجميلي، الرئيس الأول للجمهورية العراقية وثاني حاكم أو رئيس دولة أثناء النظام الجمهوري، بعد سقوط طائرة الهيلكوبتر التي كان يستقلها هو وبعض وزرائه ومرافقيه بين القرنة والبصرة وهو في زيارة تفقدية لألوية (محافظات) الجنوب للوقوف على خطط الإعمار وحل مشكلة المتسللين الإيرانيين في ظروف غامضة.


في صباح يوم الثلاثاء 12 أبريل 1966 وصلت طائرة الرئيس عبدالسلام عارف إلى مطار البصرة وجرى له استقبال رسمي كبير وجماهيري واسع في الشوارع التي مر بها وتوجه لوضع حجر الأساس لبناء جامع الشهيد جلال أحمد إسماعيل ثم إلى القاعدة البحرية التي وصلها في حدود الساعة الثانية بعد الظهر، حيث تناول طعام الغذاء هناك على أن يتوجه مساء إلى قضاء الزبير لحضور حفلة العشاء التي أقامها على شرفه أهالي القضاء، حيث استقبل استقبالا حافلا وألقى كلمة ارتجالية.


وفي صباح اليوم التالي الأربعاء 13 أبريل 1966 توجه موكب الرئيس إلى منطقة الهارثة ثم القرنة لوضع حجر الأساس لمعمل الورق والذي وصل في الساعة 4:30 عصرا، وهنا كانت الجماهير محتشدة في ملعب الادارة المحلية في القرنة وطلب قائم القرنة من الرئيس التوجه إلى الملعب ومخاطبه الجماهير حيث ذهب إلى هناك وأخذ الوقت يمر وتذهب الشمس نحو الغروب ومن ثم صعوبة الطيران الليلي حيث كانت الطائرات الثلاث استقرت في جانب من أرض الملعب، حيث توجه الرئيس نحوها وصعد الطائرة التي في الوسط ومعه كان كل من عبد اللطيف الدراجي، ومصطفى عبد الله، زاهد محمد صالح،عبد هادي حافظ، جهاد أحمد فخري، محمد الحيالي وعبدالله مجيد. ومعه بقية المرافقين في الطائرتين، ثم طارت الطائرة التي تنقل الرئيس وبعدها الطائرة الثانية وبعد دقائق ونظرا لسوء الأحوال الجوية فقد عادت الطائرة الثانية إلى ملعب القرنة وليس في مطار البصرة وتبين بعد ذلك أن الطائرة التي تحمل الرئيس فقد أثرها ومع الانتظار بدأت المخاوف تسيطر على المسئولين.

 

وجرت عمليات الاتصالات مستمرة وتكررت في صباح اليوم الثاني حيث وجد حطام الطائرة قرب قرية النشوة شرق شط العرب وقد مات جميع من كان فيها.


وقال الملازم الأول طيار منذر سليمان عزت انه في يوم الحادث وفي حوالي الساعة 6:50 مساء كنت في طائرتي وكذالك النقيب الطيار خالد محمد نوري والملازم الطيار عثمان محمد وبعد حوالي أربع دقائق كنا في الجو وقد تأخرت طائرة عثمان بعض دقائق لوجود عطل في محركها تم إصلاحه، وباتجاه مطار البصرة وفجأة وجدت نفسي مع طائرة الرئيس في منطقة جيوب هوائية، حيث صار بعد ذلك مدى الرؤيا صفر، إذ كان الغبار والتراب يملأ الجو بشكل واسع، وقد اتصل بي النقيب خالد وأمرني أن أطلب من عثمان العودة إلى القرنة وقد استطعت الاتصال به، وبعد دقائق جاءني صوت النقيب خالد طالبا النجدة لأنه في خطر وفي هذه اللحظة صادفني جيب هوائي جعل طائرتي تهبط حوالي ألف متر وكان مدى الرؤية شبه معدوم وكان الوقت بحدود الساعة 7:20مساء، حيث عدت إلى القرنة ولم تعد طائرة الرئيس والتي تأكد لنا بعد ذلك أنها فقدت.

 

وأصدرت وقتها الحكومة بيانا من رئيس الوزراء د.عبد الرحمن البزار بيانا رسميا صباح يوم الخميس 14/4/1966 تعلن فيه سقوط طائرة الرئيس عبدالسلام محمد عارف ومصرعه مع من فيها.

(تنعى الحكومة العراقية مع مزيد من الحزن والأسى للشعب العراقي وللأمة العربية وللشعوب الإسلامية عامة السيد رئيس الجمهورية المشير الركن عبدالسلام محمد عارف فقد سقطت به وبمن معه من الوزراء ومن المرافقين مساء يوم أمس الطائرة التي كانت تنقله من القرنة إلى البصرة بفعل عاصفة قوية أدت إلى سقوط الطائرة وتحطيمها واستشهاد السيد الرئيس ووزيري الداخلية والصناعة وبعض المرافقين.

وفي الوقت الذي نعلن هذا النبأ المفجع والحادث الجلل نضرع إلى العلي القدير أن يسكن الشهداء فسيح جناته ويلهم الشعب الكريم الصبر والجلد على تحمل هذه الصدمة المؤلمة بالصبر والإيمان والثقة بالله والعمل الدائب من أجل المثل العليا التي لقى الرئيس الراحل ربه راضيا مرضيا من أجلها.

 

وتعلن الحكومة إلى الشعب كافة بأنها تقدر مسئوليتها في هذه الفترة العصيبة.


وقد أنيطت مهام السيد رئيس الجمهورية بسيد رئيس الوزراء حسب أحكام المادة السادسة والخمسين من الدستور المؤقت إلى حين انتخاب رئيس الجمهورية بمقتضى المادة 55 من الدستور التي تقضي بانتخاب رئيس الجمهورية خلال أسبوع واحد من تاريخ خلو المنصب وذلك بأغلبية ثلثي المجموع الكلي لأعضاء مجلس الوزراء ومجلس الدفاع الوطني.