في حديث من القلب.. النائب العام يوجه رسائل هامة لأعضاء النيابة
قال النائب العام المستشار حمادة الصاوي، "نحتاج أن نكون محققين مهرة، ونرفع من مستويات التحقيق، وهذا لا يأتي من فراغ، عليكم أن تحققوا بعيون القاضي؛ حتى ترقوا بأدلة الدعوى إلى مرحلة اليقين، لأنكم بإعدادكم القضايا التي سترسل للمحكمة، تمهدون طريقا يسلكه القاضي؛ ليعطي صاحب الحق حقه".
وأضاف النائب العام في كلمته خلالزيارته لأعضاء نيابة استئناف المنصورة، "بقى في أعضاء النيابة العامة في مصر لا حدود لها، ونتباه بكم في كل المؤتمرات واللقاءات الدولية، لأني أعلم قدراتكم، وأنها تجعلكم دوما محل ثقة".
وأكد النائب العام، أن الرسالة التي نعمل على تحقيقها جميعا - نائب عام وأعضاء - رسالة سامية جليلة، وقولها بتمام الإخلاص تحملوها بحب،تحملوها ولا تبغوا فيها إلا رصا الله سبحانه وتعالي عليكم، ماأجمل أن نحفظ محضرا لكيدية البلاغ فيه فنرفع بذلك ظلماعن شخص، وما أجمل أن نرد حيازة مسلوبة من صاحب الحق فيها على وجه السرعة، وما أجمل أن نحقق قضية قتل، ونقدم القاتل فيها على وجه السرعة للقصاص منه، وهذا الأمر ليس بهين، بل هو أكبر من محرد قرارات، أو مرافعات ف المحاكم؛ ولذلك أقول لكم إن الأمر يحناج منكم إلى تأمل في معنى الرسالة التي هي على عاتقا جميعا.
وأوضح النائب العام، أريد أن يشعر الناس أنهم أمام أعضاء نبابة على قدر كبير جدا من الفهم، يعلمون حقوق الناس وحقوقهم، فلما ولى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قاضيا وصاه بالفهم، فعليكم أن تهتموا دائما بتأسيس أنفسكم علميا بشكل سليم؛ فسوف تؤول الأمور إليكم وأنتم مستقبل النيابة العامة في مصر عليكم إعداد أنفسكم لهذه المرحلة التي نعبشها إعدادا علميا ومسلكيا، فعليكم التدبر في سلوككم وأن تحاسبوا أنفسكم وتقيموا سلوككم، فما من فرد إلا ولديه أخطاء، ونحن بشر.
وأشار النائب العام، إلى أن الفطن من يصلح من أخطائه، وما أنصحكم به هو الإعداد الجيد لأنفسكم، قائلا:"حديثي معكم اليوم من القلب، وحديتي إليكم حديث الأب مع أبنائه، وعيني عليكم بالخوف، الخوف من أن يحرج أحد منا أو ينحرف عن الطريق المستقيم.
وأعرب النائب العام، عن شكره للمستشار المحامي العام الأول مديـر إدارة النيابات، والسادة أعضاء النيابة العامة في الإدارة على الجهد غير المسبوق الذي بذلوه، والذي أساسه خبهم لهذه المؤسسة العريقة التي ننتمي إليها حميعا وهي النيابة العامة.
وتابع النائب العام: أنه من أول يوم له في العمل قال وبصدق، لا يمكن أن أجلس في مكتبي وهناك عضو نيابة في مصر جالس في مكتب أو استراحة لا تليق، وهذا الأمر بإصرار قملنا على تحقيقه، وبإصرار حققناه أي وقت قياسي، ولن أكرر حديثكم ولكن أقول لكم ما قلته لزملائكم في صعيد مصر، هذا ما بذلناه، ويتبقى ما سوف تبذلونه، هيأ المكان وتهدأت الاستراحة وتهيأت الحالة العلمية، وعلينا في هذا المناخ الطيب أن نتأمل الرسالة التي أراد الله سبحانه وتعالى أن لتحملها، وهي رسالة ليست بهينة، وتحتاج إلى تفكير عميق في معناها، وأهم ما فيها إرادة االله - عز وجل - أن ترفعوا ظلماعن مطلوم، وأن تعطوا الحقوق لأصحابها، وأن يختاركم سبحانه
وتعالى لتكونوا من عباده الذين اصطفاهم ليقيموا العدل في الأرض، ويكونوا سببا له.
واستطرد: هيأنا المناخ الطيب لهذا العمل ولأداء رسالتنا، وعلينا أن نهيئ أنفسنا، فلا تفكروا في إدارة أي مكان قبل أن تديروا أنفسكم، لأنبداية النجاح في إحسان إدارة أنفسكم ووقاتكم أولا، وأهم مافي هذا الأمر أن تحددوا أهدافكم ووسائل تحقيقها، ونحن وإن اختلفت أهدافنا باختلاف درجاتنا، فنحن جميعا نجتمع حول غرض واحد ألا وهو تحقيق العدالة الناجزة.
واختتم: هيبتكم في مكاتدكم ليست بعلو أصواتكم ولا بالتعالي على الناس؛ بل كلما تواضعتم زادت هيبتكم، وعليكم أن تحسنوا علاقتكم بربكم، فمن ابتغى بعمله وعلمه وجه الله منحه الهيبة، وإحسان علاقتكم بربكم هوفي إحسان معاملاتكم مع الناس، فلا تنهر، ولا تعنف، ولا ترد الناس، وأقولها مرة أخرى، مقام هيبتكم هو حسن علاقتكم بالله عز وجل، ثم أن تكونوا على قدر وافر من العلم والبحث العلمي، هذا حديث الأب مع أبنائه، ومكتبي مفتوه لكل عفو منكم للمعاونة الفنبة والعملية، بل مفتوح لكل من لديه فقترح، لتطوير العمل بالنيابة العامة، وأمد إلى كل منكم يد العون في أموركم الخاصة، وأقف دوما إلي جانبكم، اختتم حديثي معكم بدعوة أخيرة، حافظوا على النيابة العامة، حافظوا على هيبتكم في مكاتبكم، وفي تعاملاتكم مع جميع أطراف الدعوى، حافظوا عليها داخل العمل وخارجه، حافظوا على الخطوات التي تحققت، والثبات الذي نسير به، واعلموا أن النيابة العامة لا تتقدم بنائب عام فقط، ولكن بجميع أعضاء النيابة.